السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليلة القدر

25 أغسطس 2011 23:17
إنَّ ليلة القدر ليلة مباركة من شهر رمضان المعظم نزل فيها الوحي الإلهي على رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم، وهذه الليلة هي ليلة الشرف والفضل شرفها الله تعالى بنزول الملائكة وجعلها ليلة السلام، سلام من الله، سلام ينشره على عباده المؤمنين القائمين وعلى الكون كله ليسوده الأمن والخير والمحبة بين بني البشر بفضل هذا القرآن الذي بدأت أولى آياته تنزل في هذه الليلة، قال تعالى: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ(15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) «المائدة». ومن هنا، ندرك أن ديننا الحنيف هو دين السلام، وهو نعمة من نعم الله على البشر، والسلام بهذا المعنى يمثل هدف الحياة الإنسانية وتحقيقا لها لأنه يعني الخير والسلامة للإنسان الذي يبحث عنه، والسلام يوحد نفوس البشر ويجمعها على معاني المحبة والتقارب. والإسلام في كل نصوصه دعوة سلام وأمن وأمان إلى كل الناس يحفظ لأتباعه والآخرين حياة مطمئنة طيبة وقد دعا إلى كل ما من شأنه خدمة البشرية وحفظ وجودها وتضامنها ومن هنا طلب إحسان مجادلة ومعاشرة غيرهم من أهل الأديان والمذاهب واستدامة السلم فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) «البقرة». فالإسلام يعترف بواقع الديانات السماوية السابقة وبالأخوة الإنسانية بين الأنبياء والرسل تتكامل رسالاتهم من أجل الإخاء الإنساني ليسود السلام الأرض وبهذا أرسى مبدأ أساسياً للتعايش السلمي. إلا أن تحقيق السلام الذي دعا إليه الإسلام رهين إيمان البشرية بضرورة التخلي عن نوازع الأنانية، وتطوير أسلوب التضامن الإنساني يمنع عنها أسباب التنافر والتناحر، إنه بالعمل التضامني يمكن إنقاذ السلام في العالم، وهو ما يدعو إليه الإسلام الذي يجعل من الإنسانية قيمة عليا، عن طريقها تحل مشاكل بني البشر، ذلك أن تحقيق التنمية بمفهومها الشامل يمنع أسباب التصادم بين الأمم والشعوب ويجعل البشر ينصرفون إلى ما يحقق آمالهم في الرخاء والعيش الآمن والمستقر. وإن موقف الدين الإسلامي من السلام باعتباره قيمة كونية جدير بأن يشاع اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأن يقع التعريف به إبرازاً لصورة هذا الدين المشرقة وتبرئة له مما ينسب إليه من تهم باطلة وما ألصق به من مزاعم وأراجيف واهمة، وذلك بشرح حقيقة هذا الدين الحنيف وما فيه من قيم ومبادئ تقر بالاختلاف الفكري والتنوع الثقافي وتؤسس لتحقيق التعايش والتعاون وتبادل المصالح بين متبعيه ومخالفيه بعيداً عن التعصب والكراهية والبغضاء وكل أشكال الظلم والعدوان. تلك هي رسالة ليلة القدر للمسلمين وللإنسانية قاطبة، وإذا كانت باقية كل سنة، فلأن التذكير بالسلام في كل حين أمر ضروري حتى يعيش كوكبنا في أمن وسلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©