الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معهد سويسري يدرس فـنون اصطياد البيانات من الهواتف والحواسيب

معهد سويسري يدرس فـنون اصطياد البيانات من الهواتف والحواسيب
25 أغسطس 2011 23:19
تعتمد شرطة التحريات الجنائية في سويسرا الآن على مركز جديد للتحقيق الجنائي الرّقمي والتشفير، خاصة أن مسألة استخراج المعلومات من مَـتاهات الكمبيوترات والأجهزة الإلكترونية الأخرى، أضحَـت من الفنون العصرية المُـلحَّة. فُطـرق الاتصال الحديثة، أصبحت تستَـخدِم وسائل الاتصال الإلكترونية وشبكة الإنترنت، وعليه، فإن المعلومات تُصاغ صياغة أخرى تتناسب مع هذا التقدّم التكنولوجي ووِفقا للتقنية الرقمية التي اكْـتَـسحت عالم اليوم. وكان من الطبيعي أن يحظى هذا التحوّل باهتمام معهد مكافحة الجريمة الاقتصادية في نوشاتيل، الذي افتتح في منتصف مايو 2011 قِـسما جديدا تحت اسم “مركز التحقيق والتشفير الرّقمي الجنائي”. ليصبح المركز الأول والوحيد الذي يُـتيح فرصة الحصول على شهادة دراسات عليا للمتخصِّـصين في مجال التحقيق الجنائي الرقمي. وأكد رومان روباتي، رئيس المركز أن “عدد القضايا الجنائية التي لا وجود فيها لمسائل تتعلَّـق بالتقنية الرقمية تتناقص باستمرار”. ووصف روباتي أن التحقيق الجنائي الرقمي بأنه “فن استقاء البيانات”، وقد نال شُهرته في السنوات الأخيرة بسبب تركيز العديد من المسلسلات التلفزيونية عليه، من بينها مسلسل “مشاهِـد إجرامية” في عام 2000، الذي “أشاع الكثير من الأفكار غير الصحيحة”. وأصبحت العديد من الأجهِـزة والأدوات الرقمية، كالحواسب والهواتف النقالة وأقلام “يو إس بي” ونحوها، ذات أهمية كبرى لدى المحقِّـقين الجنائيين. وقال رئيس مركز التحقيق الرقمي “على سبيل المثال، تقوم الشرطة السويسرية بمُصادرة أعداد مهُولة من الهواتف المحمولة كل يوم”. لكن يمكن في بعض الأحيان، مع الهواتف الذكية “سمارت فون”، أن يقوم مالكها بمسح الذّاكرة عن بُعد، ولذلك، يَقوم العامـلون في سلك التحقيق بوضعها مباشرة في علبة من نوعٍ خاص تعزله عن تغطية شبكة الاتِّـصالات. ويتسلّح المحقِّـقون بأجهزة وبرامج قادِرة على اصطياد المعلومات واستخراج البيانات، حتى تلك التي سبق حذْفها من القِـرص الصَّـلب لأي جهاز، دون مساس أو تحوير في مضمونها. ورغم سهولة هذه العملية، إلا أنها تستغرق وقتا طويلا ومُـضنيا، خاصة بعدما أصبحت الأقراص الصَّـلبة تتمتَّـع بذاكرة ضخمة قادِرة على تخزين كميات مهُـولة من البيانات. ولكن هذا العمل المضني يجدي كثيرا في النهاية، إذ يقول روباتي إن “الأدلة الجنائية الرقمية هي الأقل جدلا أمام المحاكم بشكل عام”. وفي بعض الأحيان، لا يتمكَّـن المحقِّـقون من الوصول إلى البيانات المخزّنة في ذاكرة الحاسوب ،إلا بعد الدخول إلى الحاسوب نفسه، ولذلك، كما يشرح روباتي، فإنه “إذا كان الحاسوب موصدا بكلمة سِـرّ ويرفض صاحبه التعاون، فيلزم عندئذ فكّ الشفرة، وهذا هو الذي يُسمَّـى علم التشفير”. ونظرا لندرة المختصِّـين في هذا الفن، أوضح روباتي أن “سويسرا تتَّـجه نحو توفير عدد من رجال الشرطة ذوي خِـبرة كبيرة في هذا المجال، ولا يبدو الأمر عسيرا علينا في سويسرا، باعتبار أننا نتمتع بمستوى تعليمي عالٍ، كما أننا بلد غني لديه تجهيزات ومُـعدّات تحقيق متطورة”. ومن جهة أخرى، أشار روباتي إلى أنه “رغم كل ما نبذله من جهود وما نحرزه من تقدّم، إلا أني أخشى أن لا يزال أمام المجرمين بحبوحة وأيام ينعمون بها”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©