الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الهجوم المنتظر جنوب أفغانستان يشكل امتحاناً لاستراتيجية أوباما

الهجوم المنتظر جنوب أفغانستان يشكل امتحاناً لاستراتيجية أوباما
10 فبراير 2010 00:12
سيكون الهجوم العسكري الواسع النطاق الذي يتم التحضير له منذ أيام ضد أحد أهم معاقل طالبان في جنوب أفغانستان، أول امتحان حقيقي للاستراتيجية الأميركية التي أقرها الرئيس باراك أوباما لإنهاء الحرب سريعا ونقل المهام إلى القوات الأفغانية. وستسمح عملية “مشترك” (تعني “معا” بالداري) باستعادة السيطرة من حركة طالبان على منطقة مرجه في ولاية هلمند، إحدى أبرز المناطق المنتجة للأفيون الذي يعتبر أهم مصادر التمويل للمتمردين. ومن المقرر بعد ذلك نقل السيطرة على المنطقة إلى العسكريين الأفغان ، ومن ثم إلى السلطات المدنية الأفغانية عملا بما تطمح الولايات المتحدة ، المصدر الأول للمساعدات والقوات في أفغانستان، إلى تحقيقه في جميع مناطق هذا البلد تمهيدا لسحب قواتها في الموعد الذي أعلنه أوباما اعتبارا من منتصف 2011. ويرى خبراء بالتالي أن معركة مرجه، السهل الزراعي في وادي نهر هلمند، ستكون بمثابة اختبار الاستراتيجية المضادة للتمرد التي وضعها قائد القوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال، ومن أهدافها “كسب قلوب الأفغان وعقولهم”. وتتزامن هذه الاستراتيجية مع الاستراتيجية التي طرحها الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بموافقة الأسرة الدولية، والقاضية بعرض مساعدات مالية ووظائف على عناصر طالبان الذين يتخلون عن سلاحهم لتشجيعهم على العودة إلى الحياة المدنية. وقال احمد سعيدي الخبير السياسي الأفغاني إن “هذا الهجوم يهدف إلى إثبات قوة الحكومة والإثبات لعناصر طالبان بأنهم لن يكونوا بمأمن في أي مكان وأن لا سبيل إلا في المصالحة”. ويؤكد عناصر طالبان انهم سيقاتلون من أجل مرجه، غير أن عددا من الخبراء يذكرون بانهم لم يسبق أن أبدوا مقاومة كبرى في مواجهة الهجمات السابقة التي شنتها القوات الدولية، بل انكفأوا إلى الجبال لمواصلة عملياتهم. وأتاحت لهم هذه الاستراتيجية في السنتين الماضيتين تكثيف تمردهم وتوسيعه ليشمل كافة أنحاء البلاد، ملحقين خسائر متزايدة بالقوات الأجنبية. وقال وحيد مجدة المسؤول الكبير السابق في نظام طالبان (1996-2001) إن “عناصر طالبان يريدون أن يقاتلوا، لكنهم لن يواجهوا مباشرة، لأنهم يعرفون أنهم سيتكبدون خسائر فادحة”. وتابع “عوضا عن ذلك سيعمدون إلى مضايقة القوات الدولية التي ستخسر جنودا سيذهبون ضحايا قنابل يدوية الصنع”، الوسيلة الأولى التي يستخدمها متمردو طالبان في هجماتهم إلى جانب العمليات الانتحارية. وبعد استعادة مرجه، سيتحتم الحفاظ على السيطرة عليها وإعادة السلطات المدنية والعسكرية إليها والعمل على تحقيق “المصالحة”. وحذرت نورين ماكدونالد رئيسة المجلس الدولي حول الامن والتنمية في لندن من انه “سيتعين التنسيق بين الجهود العسكرية وجهود التفاوض”. وٍأقر الجنرال الكندي إريك ترامبلي المتحدث باسم قوة ايساف التابعة للحلف الأطلسي بأنه “إن صددتم المتمردين بدون أن تحكموا السيطرة بعدها على الأرض، عندها يكون الهجوم بدون فائدة”.
المصدر: كابول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©