الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رفيق أحمد: لست حكراً على آل الرحباني وصباح مسؤولة عما نشاهده

رفيق أحمد: لست حكراً على آل الرحباني وصباح مسؤولة عما نشاهده
25 أغسطس 2011 23:23
حلّ ضيفاً عزيزاً في بيوتنا ليكون رمضان شهراً كريماً يحمل في جعبته كنزاً من الأعمال الدرامية. كانت إطلالاته مميزة، أسرت الأبصار، نحو ذلك المسرحي بامتياز، الذي دخل العالم التلفزيوني في تجربتين رمضانيتين جعلتاه يترك بصمة بأحرف ذهبية.. إنه رفيق علي أحمد، الفنان الذي يعتبر ضمن لائحة المئة شخص الذين يؤثرون بالرأي العام في لبنان، تألق في لعب دور “جورج فغالي” والد الفنانة القديرة صباح في مسلسل “الشحرورة” يتناول سيرة حياتها، تحدث في مقابلة خاصة لـ”الاتحاد” بإسهاب عن اختياره للمشاركة في مسلسلي “الشحرورة” و”جلسات نسائية”، كما تطرق إلى مستوى الدراما اليوم في لبنان والعالم العربي. لا تهم رفيق علي أحمد الألقاب والتصنيفات، فهو يؤمن بالانسان وبحقوقه، وبالمثل العليا التي ورثها عن أهله. لذا اختارته هيئة الـ”يونيفيل” في جنوب لبنان للإعلان عن برامجهم كون الناس تأثرت به في العشر سنوات الأخيرة وقادر على إقناعهم، ومنهم من يعتبر أن الناس تصدق أقواله لو تكلم ولا محال. يعتبر رفيق علي فيلسوفا متمرّدا، فهذا المسرحي العظيم، لا يشاهد أعماله إطلاقاً، لا تلفزيونياً ولا مسرحياً ولا يسترقك السمع إلى أي مقابلة إذاعية إلا ما أتى عن طريق المصادفة ومن غير قصد. لكن الحال هذا العام يبدو مختلفاً نوعاً ما، فرفيق علي احمد يسترق النظر فلديه الفضول هذا العام ليرى نفسه في بعض المشاهد من مسلسل “الشحرورة” من خلف الباب ولهنيهات بسيطة، ليرى العمل على طبيعته وكما يشاهده الجمهور وأصدقاؤه، الذين طالما يتركونه وحيداً بعد الإفطار لينصرفوا لمتابعة المسلسل الذي شكّل علامة فارقة هذا الموسم وبالفعل، شغل الدنيا وملأ الناس، نظراً لما أثار من جدل وانتقادات، ناهيك عن الدعاوى التي تكلم عنها الجميع. «الزير سالم» يقول إنه لا يحب أن يرى أعماله على شاشة التلفزيون، فهو يشعر بالتوتر، ولا يعجبه شكله على الشاشة ولا يحب تكرار الاستماع لما قاله، ويضيف مازحاً أنه ربما يحتاج لطبيب نفسي لمعالجة الامر مبرراً أن الفنان المسرحي يختلف عن الممثل. أحمد دخل عالم الفن من خلال المسرح فبات اليوم وبعد ثلاثين عاماً من العمل المتواصل اسماً مرتبطاً بالمسرح اللبناني الحديث ومسرح المونودراما، وعلماً من أعلامها. ويشير أحمد إلى أن دخوله عالم التمثيل يأتي عن طريق المصادفة، ومن خلال أصدقائه المقربين الذين يدعونه إلى مشاركتهم أعمالهم، فيأتي الفضول في تجسيد الأدوار. يتابع أن المسرح هذا العام كان يشكو نوعاً من التوتر بسبب الأحوال الأمنية والاجتماعية والسياسية في بعض البلاد العربية، فأيقن أن مسرحية من أعماله لن تحقق ما يصبو إليه، فاختار أن يشارك أصدقاءه في بعض المسلسلات، إن أعجبته النصوص كما حصل في أول إطلالة له في مسلسل “الزير سالم”، حيث عمل مع صديقه المخرج حاتم علي والكاتب ممدوح عدوان الذي وجد نصّه لافتاً ومدهشاً يجمع بين الكلاسيكية والمعاصرة، وتمّ انتاجه وإخراجه بدقة واعتماد كلاسيكيات دراما ناجحة. أما صداقة أحمد مع المخرج المثنى صبح جعلته وجهاً مميزأً حينما اختار المشاركة في مسلسل “القعقاع” التاريخي العام الفائت، واليوم في المسلسل السوري الاجتماعي “جلسات نسائية” للكاتبة أمل حنا، حيث أراد أن يغيّر معه في التمثيل أسلوب البطل التاريخي، ليتحدث باللهجة الشامية مع سامر المصري ويارا صبري وباسم ياخور أصحابه وشركاؤه في العمل. رفيق أبكى فغالي لم يخش رفيق علي أحمد من تضارب أدواره في هذا الموسم الرمضاني، فهو سعيد بأن يرى المشاهد براعة الممثلين في الانتقال بين الشخصيات الدرامية، حيث تنقل بين شخصية الأب القاسي المتسلط في “الشحرورة”، وبين شخصية الإنسان الطيب المثقف والراقي في “جلسات نسائية”، فكان التميّز في فضول ذلك الفنان لتمثيل أدوار متناقضة بين أب يضرب ورجل يبكي. وفي “الشحرورة” لا ينكر رفيق علي أحمد أنه أحب تجسيده لدور “جورج فغالي” والد صباح في تجربة مميزة بالنسبة له عن بقية الأعمال التي قدمها، فهو كممثل حاول خلق مبررات القسوة لذلك الرجل القروي الفقير الفلاح، فعرف خباياه، ولماذا كان رجلاً عنيفاً طماعاً. فهو فقير الحال وزوجته تنجب له البنات الذي يُعتبر “همهن للممات”، فكان رجلاً من بلاده، فهمه رفيق علي أحمد وأحب شخصيته وتقمّصها فعلاً كما يقول، فزاد بعض الإضافات بعد نقاش مع المخرج الذي لم يذكر الجانب الضعيف من حياة والد صباح والتي هي أساساً لم تتكلم عنه، ليبيّن أن ذلك الرجل يخبئ وراء قسوته الجبلية عاطفة جياشة وحناناً غامراً، جعلاه يبكي عندما صعد الجبل بحثاً عن ابنه “أنطوان” الذي قتل أمه ظلماً بعدما اتهمها بالخيانة. ويقول أحمد أنه فعلاً بكى على جورج وحالته ومأساة حياته، وكان جورج هو من بكى! من جانب آخر، وبعد الشائعات والدعاوى التي تناولت مسلسل “الشحرورة” يقول رفيق علي أحمد، إن هناك الكثير من الناس الذين يحبون التسلية بالدعاوى، لكن قاضي الأمور المستعجلة اعتذر من المغرضين لأن العمل لا يسيء لأحد ولا يعتدي على خصوصيات أحد، قيمته في توثيق حياة تلك الفنانة العظيمة درامياً. يتابع: “صباح وحدها المسؤولة عما نشاهده في المسلسل، هي من روى سيرة حياتها في 17 ساعة على تلفزيون المستقبل بجرأة عالية. إن كل ما يشاهد في المسلسل مستند على أقوالها وسردها”. وأضاف أحمد أن المخرج لا يصوّر وثائقياً بل إنها دراما، لذلك تمت إضافات من الناحية الفنية لتترابط المشاهد ببعضها إخراجياً، ولدعم عنصر التشويق في المشهد، والصبوحة فنانة ولديها معرفة في الأمور الفنية، وأستغرب ممن يقولون أنها انتقدت لبسي “شروالاً” في حين لم يرتد والدها ذلك، أو أنه أوسم مني، شو المشكلة من استحضارها لغايات درامية ليتطور المشهد مش ليتحوّل أو يتحرّف ؟”. إنها هرطقة في وصف تلك النقاط بأنها تبعد المسلسل عن مضمونه ومحاولات مغرضة للنيل من نجاح المسلسل الذي نقل الممثلين اللبنانيين عبر الشاشات العربية والفضائية، لا بل يحقق نسبة المشاهدة الأولى في مصر هذا العام. لا وجود للثغرات ويضيف أنه لو لم يكن هذا المسلسل ناجحاً جداً ولديه نسبة عالية من الجمهور لما تعرض للانتقاد في لبنان، ولو لم تكن القيمة في محتواه لما دُقّق في تفاصيله، لكن هناك من يحب التقليل من مستوى الدراما اللبنانية التي بدأت تدبّ نحو الأفضل. وردّ رفيق علي أحمد على الشائعات التي تنال من الممثلين وأدائهم وصدق نقلهم لواقع السيرة الحقيقية لصباح قائلاً:” هل يعقل أن يسيء رفيق علي أحمد أو كارول سماحة أو أي ممثل للصبوحة؟ هل يسمح الإساءة للسيدة فيروز رمز لبنان؟ هذا طعن في أخلاقياتنا كممثلين، فالجميع قرأ السيناريو قبل البدء بالعمل وهناك حقائق تاريخية والكل يعلمها حتى لو لم تذكر في المسلسل”. ويسأل أحمد:” سعيد فريحة أحبّ صباح أم لا؟ وعاصي الرحباني أحب صباح أم لا؟”. إجابات الكل يعرفها، ورفيق علي أحمد لا يكترث للدعاوى والانتقاد والملاحظات السخيفة لأن بنظره لا وجود لأي ثغرات، فالعمل واضح ومكتوب عن لسان صباح مع الموافقة، ولو لم يكن نجاح “الشحرورة” مدوياً وأصداؤه إيجابية لما سمعنا عنه شيء!. سأخبر أحفادي ويوضح رفيق علي أحمد أنه ليس حكراً على آل الرحباني. فقد عمل معهم في 4 مسرحيات وهم يحضرون الكثير من الأعمال ولا يشاركهم فيها. يتابع: “لست قناة فضائية، ولست مطرباً ليتمّ احتكاري من قبل أحد.. أنا مسرحي بالدرجة الاولى وممثل ولست مرتبطاً بآل الرحباني.. هم أصدقائي ولن يزعجهم نجاحي في أي عمل آخر”. وعن توثيق سيرة حياته درامياً، يقول أحمد إنه لا يرغب في تقديمها، ويكفيه الأثر الذي يتركه في المسرح اللبناني والعربي، وما يورثه ويخبره لأحفاده تحت ظل شجرة في قريته الجنوبية التي طالما يعيش حنيناً إليها. واختار رفيق أن يتكلم مع نفسه في المسرح ليضمد جراح الناس ويعبر عن واقعهم المرير، ولم يكن ساخراً، إنما أراد مسرحياً إيصال رسالة للجمهور ليطرحوا أسئلتهم ويعتقد أنه نجح ويشاهد ذلك على وجوههم عندما يغادرون المسرح بعد كل عمل. والد الشحرورة يروي رفيق علي احمد أن صداقاته هي التي تقوده إلى الأعمال التلفزيونية، وهذا ما حصل بالفعل عندما قامت الفنانة كارول سماحة التي تربطها بأحمد صداقة قوية بعد عملهما سوياً على مسرح الرحابنة بالاتصال به لإقناعه بلعب دور والد الشحرورة، بناء على طلب المخرج المصري أحمد شفيق الذي اختاره من مصر على الرغم من عدم شهرته تلفزيونياً في مصر كما يقول أحمد. يتابع أن كارول أقنعته قائلة:” هذا الدور لن تلعبه في حياتك، كل أدوارك طيبة وإنسانية، لكن هذا الدور لرجل جبلي متزمت، شرير وقاسٍ، ويضرب زوجته وابنته!”، فتحمّس للدور وقرأ النص فأعجبه فعلاً وأحب بفضوله الفني لعب دور جديد مغاير لما لعبه سابقاً.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©