الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سعيد عبدالغفار:المناخ غير صحي والأجواء الكروية فاسدة

سعيد عبدالغفار:المناخ غير صحي والأجواء الكروية فاسدة
5 نوفمبر 2006 00:32
عندما تحدثت هاتفياً مع سعيد عبدالغفار أمين السر العام لنادي الشباب وأحد رجاله الأقوياء لكي يكون ضيفنا في ''الاتحاد الرياضي'' لم يمانع، لكنه كان حريصاً على معرفة في أي اتجاه سوف تدور الأسئلة·· قلت له ليس لديّ أسئلة محددة ·· فالأمر كما يبدو لي أكبر من مجرد سؤال وجواب· وقلت أيضاً، كل ما يمكنني أن أقوله لك الآن، إننا سنجلس معاً وسيكون الحوار المفتوح ثالثنا، فنحن كما تعرف نعيش فترة حرجة نريد أن نجد فيها أنفسنا دون جدوى! هذه السلسلة من الحوارات تفتش عن أفكار وحلول قبل أن تذهب إلى واقع من أجل توصيفه· نريد أن نشارك معاً في تقديم العون لكل من يهمه الأمر على أمل أن نتفادى الانزلاق ·· إذ ربما في مرة من المرات يصيب الحوار ويساهم في وضع القدم المرتجفة على بداية الطريق الجديد الصحيح ·· بعد سنوات وسنوات من الانتظار ·· على قارعة الطريق أحياناً ·· وفي مفترق طرق أحياناً أخرى! وعلى ما يبدو فإن كلانا قد وجد ضالته في الآخر ·· وأشهد أن سعيد عبدالغفار كان على مستوى الحدث ·· فالزمن أصبح يرفض أنصاف الحلول وأصبح لا يلتفت إلا للرجال الشجعان! ومن حيث ظاهرة محيرة يتحدث عنها الناس حالياً كان بدء الحوار ·· فالناس يقولون وبدهشة ·· ما سر هذا الانخفاض الجماعي في مستوى كرة القدم على كافة المستويات في أول سنة من مشوار الاحتراف الطويل (؟!) هل هناك علاقة خفية ·· هل هي لعنة الرواتب التي أصبحت كبيرة ·· والجيوب التي أصبحت منتفخة·· والسيارات التي أًصبحت فارهة ·· والشعر الذي أصبح مسدولاً على الأكتاف·· أم ماذا؟! يقول سعيد عبدالغفار نحن دائماً متسرعون·· فبعد أن اتخذ اتحاد الكرة قراره بتطبيق لائحة الاحتراف وبعد أن سارعت معظم الأندية في توقيع العقود مع لاعبيها تخيلنا أن النتائج سوف تهبط علينا من السماء ونسينا للأسف أن الاحتراف هذا أسلوب حياة·· انه فكر قبل أن يكون لعبا· فالاحتراف عامل واسع له نظمه وله التزامه وله برامجه وله ثقافته وله وقته· والسؤال المطروح حالياً هل يفهم لاعبونا الاحتراف ·· هل يعرفون ثقافته ·· الاجابة بكل تأكيد لا ··· فهم لا يعرفون من الاحتراف سوى شيء واحد فقط هي فلوسه(!)· البدلات قبل توقيع العقود كان متوسطها يدور في فلك (6) آلاف درهم لكل لاعب أما الآن فراتب لاعب كرة القدم أصبح يزيد على راتب الوزير(!)· نعم لا تدهش فلاعب الكرة في الإمارات الآن أصبح في ترف أكثر من الوزير (!) انني استغرب عندما أضع سيارتي في موقف السيارات بالنادي·· فالسيارات الخاصة باللاعبين لم تصبح سيارات لاعب كرة قدم ·· بل أصبحت أفخم من سيارات مشاهير العالم(!)· إنني على يقين أن أكثر من 95 في المئة من اللاعبين لم يقرأوا لائحة الاحتراف بل الأكثر من ذلك ·· فهم لم يقرأوا حتى عقودهم ·· وبمعنى أدق لم تذهب أعينهم سوى تجاه بند واحد فقط هو بند الراتب وفيما عدا ذلك لا يهمه لا من بعيد ولا من قريب (!)· والذنب هنا ليس ذنب اللاعب بل ذنب القائمين على هذا النظام وذنب الإداريين وأعتقد أنه من الصعب ان لم يكن من المستحيل أن تعلم لاعبا عمره يزيد عن 26 سنة معنى الاحتراف· إن الاحتراف الحقيقي يجب أن يتعلمه الصغار ·· هناك في مدارس كرة القدم ·· نعم يجب أن تعلمه ألف باء الاحتراف ·· كما تعلمه كيف يأكل بالشوكة والسكينة يجب أن يتعلم الصغار النظام والبرامج ·· وكيف يتعامل مع الآخرين ومع رجال الإعلام ·· يجب أن نزرع فيه ثقافة هذا العالم منذ نعومة أظافره· الحكاية تحتاج منا لوقت طويل· نحن كل ما فعلناه أننا جئنا بلاعبي الفريق الأول وحررنا معهم العقود ·· ولاعبو الفريق الأول في أي ناد أعمارهم من 20 إلى 30 سنة فهل يستطيع أحد أن يغير هذه العقول وما ترتب عليه(!) مرة أخرى يجب أن يبدأ الاحتراف من مرحلة التأسيس· ؟ قاطعته قائلاً: إذا كنت أنت مؤمناً بذلك، فلماذا لم تبادر في تطبيقه في ناديك؟ ؟؟ قال بالفعل بدأنا المحاولة واجتمعنا بالمشرفين من أجل كيفية إبراز قيادات صغيرة وتعلميها·· لكن صدقني أنا لا أستطيع أن أعمل بمفردي في الأندية وتبقى الأمور كما هي عليه في الاتحادات، إن هذه المسؤولية مسؤولية مشتركة ما بين الأندية والاتحادات والمجالس الرياضية المتخصصة التي أصبحت تنتشر في إمارات الدولة· إنها أشبه بعمل وطني يجب أن يدرس دراسة كافية ويتم تطبيقه وتعميمه على الأندية من أجل التنفيذ· إن الإمارات أصبحت في حاجة ماسة إلى أكاديمية على غرار أكاديمية ''اسباير'' في قطر·· تأخذ المواهب وتعلمها التعليم الأساسي الصحيح· وأنا أعترف أن مثل هذه الأفكار في حاجة ماسة إلى ميزانيات ضخمة·· فالتثقيف يحتاج الى أموال فهذا هو حال العلم والثقافة·· ودول كبيرة تصرف أموالا هائلة في سبيل تعليم الصغار حتى تجني ذلك عندما يصبح الصغار كباراً· إنني أقولها وبلا مبالغة اننا بحاجة إلى سنوات طويلة ربما لا تكفينا 15 سنة لكي نجني ثمار الاحتراف هذا بشرط إذا بدأنا منذ الآن وبدأنا البداية الصحيحة· العالمية··! لقد جمعتني جلسة مع أحد الشخصيات الكبيرة·· وهذه الشخصية طالبت بتوصيل أندية دبي للعالمية·· وهذا حق مشروع·· ولكل إنسان حلم·· ولكن اتساءل هل هناك برنامج من أجل تحقيق هذا الهدف الكبير! ولو كان فيه برنامج·· فما هو·· وما زمنه؟! هل من المنطق أن أقول إن نادي الشباب مثلا سوف يصل إلى مرتبة ريال مدريد أو برشلونة أو الارسنال في مدة ستة شهور أو سنة! إننا يجب أن نكون واقعيين في حكمنا على أنفسنا·· وعلينا أن نسأل أيضا هل الكوادر الإدارية مؤهلة لذلك؟! هل نملك الناس القادرة على تحقيق هذه الأحلام الهائلة؟ الأمر في حاجة إلى شجاعة فإذا لم يكن لدى هؤلاء الناس·· بمعنى أن الموجود لا يواكب العصر فمن المفروض أن استبدل هؤلاء بجيل آخر ينسجم مع أفكار العصر الجديد·· بل من المفترض أن أجيء بخبرات أجنبية تساعدني التحول حتى أقف على قدمي·· وللعلم هذا ما فعلته اليابان وأصبحت من أقوى دول القارة وأصبحت ضيفاً دائماً على نهائيات كأس العالم بل نظمت كأس العالم نفسه عام 2002 مع كوريا· لقد ذهبت اليابان الى بعيد بعد أن كنا نتفوق عليها منذ عشر سنوات فقط·· أما الآن فهم يواصلون التطور السريع ونحن نقف مكاننا بل نتأخر·· يا سيدي نحن نتكلم كثيراً ونعمل قليلاً! المنطق يقول إننا يجب أن نبني أجيالاً إدارية قادرة على مسايرة الزمن كما نبني أجيالاً من اللاعبين·· من المفترض أن يسير الخطان بشكل متوازٍ· المفروض أن يتعامل المحترف مع محترف· من المضحك أن يكون هناك احتراف على صعيد اللاعبين وأن يدير ذلك نخبة من الإداريين الهواة والمتطوعين· اسمع هذه الحكاية وقال لي عبدالغفار اسمع هذه الحكاية ثم احكم· في يوم من الأيام قمت بتوقيع غرامة مالية على أحد اللاعبين المحترفين·· فماذا كانت النتيجة؟ قال الناس لقد ارتكب سعيد عبدالغفار جريمة·· نعم لقد قامت الدنيا ولم تقعد·· وبدأت العواطف تشتغل·· رغم أنني لم أفعل شيئاً سوى تطبيق لائحة الغرامات! الدرس المستفاد من هذه الواقعة البسيطة يقول إننا نعيش مسافة هائلة بين الواقع والطموح· اننا في حاجة لسنوات طويلة حتى نفهم أصول الاحتراف· العاطفة يجب ألا تأخذنا·· يجب أن نتخلى عنها تماماً إذا كنا صحيح جادين في الوصول لهدفنا· لا نشمئز! ولأن سالفة التجنيس فرضت نفسها بقوة ولأننا فضحنا أنفسنا بموضوع ''دياكيه'' وفي النهاية لم نستفد منه على صعيد المنتخب الوطني··فقد قال سعيد عبدالغفار معلقاً على ذلك نحن لسنا ضد التجنيس ولا نشمئز منه لكن بشرط أن يكون لمصحلة الإمارات في المقام الأول· هذه القضية يجب أن تكون محكومة بمعايير دقيقة وألا تتم بصورة عشوائية· لا يجب على الإطلاق أن ننظر لهذا الموضوع نظرة إقليمية·· يجب أن نترفع عن صغار الأمور·· فنحن إذا جنسنا ثلاثة لاعبين فلن نكون مغردين خارج السرب! حتى اليابان لم تبخل على نفسها بالتجنيس وكلنا شاهدنا ''البرازيليين'' في الفريق الياباني ولم تأبه اليابان بذلك·· فالمهم مصلحتها رغم أن الشكل كان مفضوحاً!! ولماذا نذهب بعيداً فالمنتخب الفرنسي بكل عراقته يضم أكثر من تسعة مجنسين من هؤلاء أصحاب البشرة السمراء· إننا مع وليس ضد بشرط أن لا يكون لمصلحة الأندية في المقام الأول·· بل لمصلحة البلد بصفة عامة· وآسف إذا قلت اننا طلعنا ''خائبين'' في موضوع دياكيه·· وفي تقديري الشخصي أن الذي سعى للجهات المسؤولة في موضوع دياكيه لم يوفق·· وفي رأيي الشخصي أن من أخطأ في إفادة المسؤولين بمعلومات غير دقيقة يجب أن يحاسب ومهما كان! قصة الاعتزال ؟ تردد أنك تنوي الاعتزال من العمل الرياضي كله·· ما صحة هذا الكلام؟ ؟؟ قال سعيد عبدالغفار بالفعل حدث هذا قبل ترأسي لبعثة الفريق الأول خلال معسكرها الخارجي استعداداً للدوري وبالمناسبة لازالت الفكرة في بالي·فأنا أرى أنه لابد من الاعتزال·· فالوسط الرياضي أصبح لا يطاق·· والمناخ غير صحي·· بل تستطيع أن تصفه بأنه مناخ فاسد للأسف الشديد· المهم بعد عودتي مع الفريق وكان ذلك في 1/9/2006 فوجئت بمن يقول لي ''شو أخبار الاعتزال''!! وبالطبع كان كلاماً استفزازياً·· نعم أنا قررت الاعتزال·· لكن حتى الاعتزال لابد وأن يمارس بشكل صحيح وليس بصورة ارتجالية·· الاعتزال هو الآخر له عندي أسس ومبادئ·· فلابد على سبيل المثال أن آتي إلى النادي وأسلم مهام عملي للشخص الذي سيتولى المهمة بعدي وأن نعطي هذا الشخص مهلة لا تقل عن شهر حتى يلم معها بكافة الأمور ومسيرة العمل اليومي الذي أؤديه· يوم 1/10/2006 أي بعد وصولي من المعسكر الخارجي بشهر بالتمام والكمال تقدمت باستقالتي لسعادة الدكتور أحمد سيف بالحصا وكانت لي جلسة مع أبوسيف وهو أخ أكبر لي وأكن له كل تقدير واحترام·· وطلب مني رئيس مجلس الإدارة التريث في هذا الموضوع لحين وجود شخص بديل·· ولم يكن أمامي سوى الاستجابة لهذه الدعوة كونها من أخ كبير لي وله قدر عندي·· وقلت لنفسي في نفس الوقت طالما أن البديل لا يتوفر الآن فلا يجب أن نترك نادينا هكذا·· وقررت التريث فعلا حتى نجد شخصاً بديلا ليؤدي هذه المهمة الشاقة·· وصدقني متى ما نجد هذا الشخص لن أتردد مطلقاً في الرحيل· وصدقني بمجرد أن يوجد هذا البديل فسوف أعتزل وأنا أعني كلمة الاعتزال بكل ما تحمله من معنى·· أي أنني سوف أشيل الرياضة تماماً من دماغي· في حقيقة الأمر الجو الرياضي غير نظيف وغير صحي·· فالجو الرياضي يتطلب منك أنت تجامل وأن تنافق وأنا لا أستطيع أن أفعل ذلك تحت ظرف من الظروف، وللأسف أيضا إذا تمسكت بمبادئك فلابد وأن تحارب وترى نفسك تغرد بعيداً عن الناس وتحارب من كل جهة! أنا لا أنكر أن هناك شرفاء·· نعم هناك إدارات نظيفة وكلام نظيفة لكن والله والله هذه النظافة تضيع وسط هذه المعمعة ووسط هذا المناخ الفاسد بمعنى الكلمة· الناس في بلادنا تبحث عن الشهرة من خلال الرياضة·· أسرع طريقة عندنا للشهرة هي الرياضة وبالأخص في فريق كرة القدم· انهم يحرصون على ذلك لكن مع أول إخفاق نجد هؤلاء يدسون وجوههم في الأرض كالنعامة ويتهربون من المسؤولية ويصوبون أصابع الاتهام نحو الآخرين بعيداً عن أنفسهم·· نعم يحاولون تبرئة أنفسهم حتى بالاستقالة· معلوم أنه عند الشدائد تظهر معادن الرجال·· ولقد تعودت أن أواجه ولا أخاف المواجهة· ويعلم الله أنني دائماً أحارب والسبب المصلحة العامة·· فليست لي والحمد لله مصلحة خاصة·· أنا لا أرتزق من وراء النادي·· عندي والحمد لله ما يكفيني فأنا أعمل في الأعمال الحرة ولست موظفاً، نعم لا أبحث عن شهرة ولا أبحث عن مال في المجال الرياضي·· لذا لا أساوم على مبادئ ولا على مواقفي· إن تجربتي في نادي الشباب تجربة غنية استفدت منها فكرياً وتعلمت منها أشياء كثيرة وصارت لي صداقات عديدة مع الناس، ولكني لي آرائي الخاصة التي لا أجامل فيها ولا أحابي·· إنني أحاول الاستمرار في موقعي خدمة لهذا النادي الحبيب لكني أشعر دائماً أنني أسبح ضد التيار وأن اليد الواحدة لا تصفق· نحن في نادي الشباب وهذه هي المعادلة الصعبة التي تجبرني على البقاء حتى تتضح الرؤية·· مجموعة صغيرة·· كلنا 4 أو 5 أعضاء المتواجدون دائما والمتحملون دائما لكل الأعباء·· فهناك الاخ خالد فارس، والأخ يوسف بن غليظة المدير المالي وأنا·· والأندية الرياضية في حاجة إلى أعداد كافية لاتساع رقعة النشاط والتسويق وفي حاجة لجهد·· إنني شعرت بالإعياء والضيق والغضب والمرض أيضا·· فقد أصابني السكري والكوليسترول وماكانت هذه الأمراض عندي·· ويا ليتنا عاجبين·· بل نسب ونشتم سواء عيني عينك أو في المنتديات وعلى الانترنت·· لقد ضاق الإنسان ذرعاً بكل هذه التصرفات سواء في الداخل أو في الخارج·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©