الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لا كلاسـيكو.. ولا ديـربي.. ولا كرة قدم

لا كلاسـيكو.. ولا ديـربي.. ولا كرة قدم
5 نوفمبر 2006 00:33
أكرم يوسف: لم نتأثر كثيرا بما شاهدناه من لوحات كروية رائعة الشهر الماضي في كلاسيكو، في اسبانيا بين ريال مدريد وبرشلونة ، وديربي إيطاليا بين انتر وميلان ، وقمة أوروبا بين برشلونة وتشيلسي ، وقمة السعودية بين الاتحاد والهلال ، وفي آسيا بين الكرامة وشونبوك، وأفريقيا بين الصفاقسي والأهلي · قناعتنا كما هى منذ البداية وحتى بعد مرور نصف الدور الأول من دوري الإمارات، فالمسابقة بلا ملامح، تفتقد الكثير من القوة والمتعة والإثارة قياسا بمستوى نفس الدوري في بعض السنوات الماضية وليس قياسا بمستوى الدوري الاسباني أو الإيطالي ، حتى عندما تلتقي الفرق الكبيرة وجها لوجه مثل الوصل والنصر أو الأهلي والنصر أو الشعب والشارقة أو حتى الوحدة والعين نسمع ضجيجا ولا نرى طحنا· فالدوري الإماراتي مثل كل الدوريات في العالم يمر بمرحلة صعود وهبوط ، مرحلة توهج وإثارة وأهداف ، ومرحلة تراجع وخمول· والجديد هذا الموسم أن مرحلة التراجع بدأت مبكرا جدا ولم يكشف أي فريق ونحن نقترب من منتصف الدور الأول عن وجهه الحقيقي وقدرات لاعبيه إلا الوصل والشعب فقط بالاستقرار والواقعية والتنظيم ، بينما بقية الفرق العشرة الأخرى حتى تلك التي تحقق قفزات ''مؤقتة'' في المقدمة أو التي تسقط في القاع تتعرض لصدمات من وقت لآخر تؤثر على مستواها ونتائجها ومكانتها في جدول الترتيب ، مباراة فوق السحاب ، وأخرى تحت الأرض والأسباب كثيرة منها سوء إعداد ، وعدم استقرار، وتواضع أجانب ، وتدني مستوى النجوم، وكثرة توقفات المسابقة· وما يحدث في الدوري جزء من حالة الإحباط التي تعيشها كرة الإمارات التي تقف مكانها في حالة ثبات وسط حلبة لسباقات فورمولا واحد· خريطة الكرة تتغير آسيويا وخليجيا ، وهنا لا جديد تحت الشمس ، وباتت الجماهير تبحث عن مفردات جديدة في حالة الفشل في محاولة لابتلاع الإخفاقات المتكررة على مستوى الأندية والمنتخبات· وما بين مرحلة البناء التي شهدت الخروج من تصفيات كأس العالم والدور الأول لخليجي 17 والمركز الأخير في كأس آسيا في نوفمبر 2005 أمام سوريا بالصين 2004 وخروج منتخب الناشئين من تصفيات كأس آسيا، وأخيرا الهزائم الثلاث في كأس آسيا للشباب بالهند أضف إلى ذلك إخفاقات الأندية آسيويا بخروج العين والوحدة وعربيا بخروج الأهلي ، وخليجيا بخروج الشارقة، وما بين كل هذا تمر كرة الإمارات بأزمة حقيقية لا دوري ولا منتخبات· وإذا كانت الخيارات في الحياة ليست دائما بين الأجمل والأسوأ ، فعلينا أن نتقبل الواقع ونختار بين السيئ والأسوأ، وبعد جولة الديربيات هذا الأسبوع اكتشفنا أن أقراص''البنادول'' بلا تأثير بعد أن انتهت مدة صلاحيتها ، لا ديربي ولا كلاسيكو ولا كرة· فالدوري الذي كان يسكن أوجاع المنتخبات لم يعد مؤثرا بل عمق الجراح · نسبة الأهداف في الجولة الخامسة هي الأقل في السنوات العشر الأخيرة وذلك التراجع لا يعد دليلا على قوة دفاع بقدر ما يعكس مدى تواضع الهجوم ، والمبالغة في الحذر من المدربين خوفا على مواقعهم بالاندفاع للوراء · الجولة الخامسة لم تشهد سوى تسجيل 11 هدفا وهى ليست النسبة الأقل فقط هذا الموسم ولكنها أقل نسبة أهداف يتم تسجيلها في الجولة الخامسة على مدى السنوات العشر الأخيرة ، ومن الصعب أن نقتنع أن الأندية فجأة نجحت في ترميم دفاعاتها بقدر ما هي إدانة صريحة للقدرات الهجومية لبعض الأندية لغياب دور الوسط في تقديم المساندة المطلوبة للهجوم ، والكثافة العددية في منطقة الجزاء والاعتماد على الكرات الطويلة وإصرار معظم الفرق على اللعب برأس حربة وحيد، وشهدت هذه الجولة حدثا مهما للغاية وأحرز الأهلي ''حامل اللقب'' أول هدف له عن طريق مهاجم وهو كامبروف· فمنذ بداية الدوري تناوب على تسجيل الأهداف القادمون من الوسط والدفاع ، ومن بين 7 أهداف للأهلي حتى الآن في خمس مباريات هناك هدف واحد فقط عن طريق مهاجم ، ويتصدر لاعب الارتكاز حسن علي إبراهيم قائمة هدافي الفريق · كبرياء الوحدة رغم تألق الوصل واحتفاظه بالصدارة للجولة الثالثة على التوالي، وتقدم الشعب في مسيرة الدوري حتى الآن ، إلا أن قمة الكبرياء الكروي بين الوحدة والعين -الأكثر فوزا بالألقاب في السنوات العشر الأخيرة- احتلت المساحة الأكبر من الاهتمام نظرا لمكانة الفريقين فوق خريطة كرة الإمارات ، والحالة التي يمران بها هذا الموسم ولذلك كانت تلك المباراة بمثابة بوابة للخروج من أزمات متراكمة محلية وآسيوية ، ومن الطبيعي مباراة بهذا الوزن في تلك الظروف لا تتطلب مغامرات غير محسوبة تجنبا لمزيد من الضغوط عند الخسارة ، وكان الحذر والحرص عنوان اللقاء باستاد آل نهيان، وراهن العين على اكتمال صفوفه لأول مرة هذا الموسم وقوة هجومه الذي أحرز 11 هدفا في آخر ثلاث مباريات منها خمسة أهداف في مرمى رأس الخيمة بالكأس ، وثلاثة في مرمى دبي في الجولة الرابعة بالدوري ، وثلاثة أهداف في مرمى الشعب في المباراة المؤجلة من الأسبوع الأول · واتسمت محاولات العين بالخطورة في الشوط الأول وتراجع تماما في الثاني· بينما راهن الوحدة على الدفاع بعودة عبدالله سالم مع بشير سعيد بجوار عمر علي عمر ، واستعادة فهد مسعود لمستواه ونجح تاردي في رهانه وأبطل مفعول هجوم العين، وكسب الرهان في النهاية حيث لم تستقبل شباك الوحدة أي أهداف لأول مرة في آخر عشر مباريات رسمية للفريق ، وبالتحديد منذ المباراة التي فاز فيها الفريق على دبا الحصن في الدوري 6-صفر يوم 7 مايو الماضي في دوري الموسم الماضي ، حيث لعب بعد ذلك عشر مباريات اهتزت فيها شباك الفريق منها ثلاث في الموسم الماضي وخسر من العين 1- صفر وفاز على الشارقة 6-3 وخسر في الفاصلة 4-1 ، ثم هذا الموسم فاز على العربي في تمهيدي الكأس 5-4 ، وخسر من دبي 3-1 في كأس الاتحاد ثم خسر من الشعب في دور الـ16 للكأس 3-2 ، وفي الدوري خسر من الإمارات 2-صفر ، وفاز على الجزيرة 2-1 ، وعلى الشباب 4-،3 حتى في المباراة الودية التي لعبها أمام الظفرة اهتزت شباك الوحدة وتعادل 3-·3 وأمام العين احتفظ الوحدة بشباكه نظيفة لأنه لم يلعب فقط بحذر ولكن بواقعية وتنظيم جيد واستثمر نقاط ضعف العين في الكرات الطويلة في عمق الدفاع للمهاجم مامادو باكايوكا الذي أصاب دفاع العين بالصداع ومن ورائه إسماعيل مطر، وانطلاقات فهد مسعود من الجانب الأيمن ، وعبد الرحيم جمعة في الجانب الأيسر ، وخلق الوحدة أكثر من فرصة حقيقية للتسجيل في الشوط الثاني حتى جاء الهدف من ركلة جزاء نتيجة سقوط فهد مسعود من احتكاك مع وليد سالم داخل منطقة الجزاء تصدى لها إسماعيل مطر وأحرز هدف المباراة الوحيد· وأجاد المدرب الفرنسي تاردي قراءة المباراة بشكل جيد والتعامل مع احداثها بواقعية حيث أدرك من البداية أن مصدر خطورة العين في الكرات العرضية من الأطراف سواء من الوهيبي وحميد فاخر في الجانب الأيمن ، وعبد الله علي وغريب حارب من الجانب الأيسر ووضع في بداية المباراة بشير سعيد في الجانب الأيسر للحد من خطورة الوهيبي خاصة مع غياب حيد الو علي ، وبعد إصابة جمعة الزعابي في بداية المباراة عاد بشير سعيد مع ثلاثي الدفاع ولعب ياسر عبد الله في مركز الظهير الأيسر · وبالتالي لم يجد ثنائي الهجوم يستروفيتش ودودو الكرات العالية داخل منطقة الجزاء ، فاضطر العين للعب وسط الزحام في محاولة للاختراق من العمق ولكن بلا تأثير · ولم يكسب الوحدة فقط الديربي والثقة والنقاط الثلاث بل كسب أيضا وجوها جديدة شاركت في اللقاء مثل ياسر عبد الله ومحمد عثمان وياسر مطر ، والدفع بثلاثة لاعبين جدد في لقاء بهذا الوزن خطوة تتسم بالجرأة تمنح الفريق مزيدا من الثقة في المستقبل · وفي المقابل تعمقت جراح العين لأن الأداء يزداد سوءا مباراة بعد أخرى حتى استقر الحال بالفريق في المركز العاشر برصيد 4 نقاط فقط من 15 نقطة في خمس جولات لم يحقق خلالها الفريق سوى انتصار وحيد على دبي بينما تعادل مع الشعب وخسر أمام الوحدة والأهلي والشباب · ديربي الشارقة لم يختلف الحال كثيرا في ديربي الشارقة بين الشعب والشارقة ، وكان الأداء متواضعا في الشوط الأول، حماسيا في الشوط الثاني ، وأضاف يوسف الزواوي تأكيدا جديدا على قدرة الشعب لمواصلة التقدم بخطوات هادئة للأمام بعيدا عن الأضواء والضجيج· والفوز على الشارقة 2-1 محطة مهمة للغاية رفعت رصيد الفريق إلى النقطة التاسعة بفارق ثلاث نقاط عن الوصل المتصدر· والشعب الذي لم يتعرض لأي خسارة حتى الآن يثبت مباراة بعد أخرى أنه سيشكل تهديدا كبيرا لفرق القمة وبين قوسين إذا استمر الأداء بهذه الصورة للنهاية ، ولما لا يستمر والفريق الذي شاهدناه في الجولات الخمس الماضية وفي الكأس يملك الكثير من المقومات التي تؤهله للدخول في دائرة المنافسة · صاحب القمة الوصل نجح في الاحتفاظ بالقمة للجولة الثالثة على التوالي ، بعد الفوز خارج ملعبه على الشباب بهدف خالد درويش ، وأكد الوصل أنه يملك الكثير من الحلول للوصول إلى مرمى الخصوم سواء عن طريق ثنائي الهجوم أوليفيرا وأندرسون أو البديل محمد سالم العنزي أو من الوسط عن طريق خالد درويش الذي يقدم أداء رائعا منذ بداية الموسم سواء بصناعة الأهداف أو تسجيلها ، حيث أحرز هدفين وصنع مثلهما في أربع مباريات · والنقطة الأكثر أهمية وجود دفاع يتسم بالصلابة هو الأفضل حتى الآن مع النصر حيث لم تهتز شباك الفريق سوى ثلاث مرات فقط · وعندما تجد حلولا هجومية ، وتملك دفاعا صلبا، ومدربا مثل زوماريو يملك خبرة كبيرة ويجيد توظيف قدرات اللاعبين لابد وان تستمر مسيرة الوصل على القمة، وبإضافة الطموح تكتمل الصورة· وأمام فرق مثل دبي والفجيرة افتقد أداء النصر والجزيرة للإقناع رغم الفوز بصعوبة ، ولم يقدما حتى الآن المستوى الذي يتناسب مع طموحاتهما الكبيرة· أما الأهلي حامل اللقب فلم يختلف كثيرا عن أداء النصر والجزيرة إلا أنه انتزع فوزا غاليا خارج ملعبه من الإمارات صاحب المركز الثاني في الجولة الماضية · وغاب فيصل خليل عن الأهلي وظهر كامبروف وأحرز أول أهدافه في الدوري هذا الموسم وواصل حسن علي إبراهيم تألقه وتقديم الحلول الهجومية وأحرز الهدف الثاني · وعلى أية حال الجولة الخامسة ستضع خطا فاصلا بين مرحلة ''التجارب'' ومرحلة الواقعية وإعادة ترتيب الأوراق ، ولا توجد أي مبررات لإخفاقات جديدة في المرحلة المقبلة ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©