الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السمك يزين موائد المغاربة في العشر الأواخر

السمك يزين موائد المغاربة في العشر الأواخر
25 أغسطس 2011 23:25
تحظى العشر الأواخر من رمضان بهالة خاصة عند المغاربة، حيث يستغلها البعض للتزاور وصلة الرحم ومشاركة الأهل الإفطار والسحور والقيام بالواجبات الاجتماعية التي لم يسعفهم الوقت والمشاغل للقيام بها في بداية رمضان، بينما يحرص آخرون على استغلالها في الاعتكاف بالمساجد، وإقامة صلاة التراويح، وختم القرآن الكريم. علامة مميزة تنشط الحركة التجارية في الأسواق المغربية بشكل ملحوظ حيث يتزايد الإقبال على محلات بيع الأزياء التقليدية كما يرتفع استهلاك بعض المواد الغذائية واللحوم بسبب رغبة الصائمين في تعويض أجسامهم عما فقدته خلال الصوم، واستهلاك ما يعينهم على قضاء العشر الأواخر من شهر الصيام. وتتزين الموائد المغربية خاصة في العشر الأواخر من رمضان بأصناف مختلفة من أطباق السمك ومأكولات شهية من ثمار البحر منها ما يتكرر يوميا خلال الإفطار مثل الجمبري والسردين الذي يجهز بأكثر من طريقة، سواء بقليه أو شيه أو طهيه في أواني الفخار التي يطلق عليها محليا اسم «الطاجين» وهو الطبق المفضل لدى المغاربة. ويحل السمك محل اللحوم الحمراء خلال شهر رمضان بالمغرب خاصة على موائد الإفطار والعشاء، وتحرص اغلب الأسر خاصة في المدن الساحلية على إعداد أطباق السمك في رمضان مهما كان مستوى الدخل المادي للأسرة، وقد ساعد توفر الثروة السمكية بالمغرب البلد الساحلي الذي يصل طول واجهته البحرية إلى 3,700 كلم إضافة إلى الأنهار والوديان، في تنوع الأطباق السمكية في المطبخ المغربي. إلى ذلك، يقول محمد عياض، الذي يعمل طاهيا في أحد مطاعم مدينة آغادير، إن التنوع الكبير للأسماك في البحار المغربية يعطي للمستهلك حرية الاختيار، وشراء ما يناسب ذوقه وميزانيته، ويضيف «ولع المغاربة بطهي الأسماك في شهر رمضان يمنح زخما وجمالية خاصة لسفرة رمضان التي تتزين بأصناف مختلفة من الأسماك طيلة الشهر الكريم، في الوقت الذي يبتعد فيه المستهلكون في اغلب الدول العربية عن تناول الأسماك في رمضان بحجة أنها تسبب العطش». ويؤكد أن موائد الإفطار في المغرب لا تكاد تخلو من أطباق السمك خاصة في المدن الساحلية، حيث يعتبر ذلك تقليدا أصيلا حتى في أوساط الطبقة الفقيرة التي تتغلب على ارتفاع أسعار السمك بشراء السردين الذي يزين موائد الفقراء في رمضان. وعن طرق تحضير أطباق السمك في المغرب، يقول الطباخ عياض إن ربات البيوت يتفنن في تحضير أطباق السمك الخاصة بمائدة إفطار، وأغلبهن يفضلن السمك المشوي بوضع السمك على المشواة مباشرة بعد إضافة الملح والبصل والبقدونس وقطع الليمون، وهناك من يفضل السمك المقلي بتغليف شرائح السمك بالدقيق ثم قليها، أو المحمر في الفرن الذي لا يتطلب من ربة البيت مجهودا كبيرا ويتميز بمذاقه الرائع. مضاربة واحتكار أدى ارتفاع أسعار الأسماك وندرتها في الأسواق المغربية إلى تذمر الصائمين الذين يعتمدون على السمك كطبق رئيسي على مائدة الإفطار، وبفعل ارتفاع أسعاره وندرته أصبح سمك السردين بعيد المنال عن الفئات الفقيرة بعد أن ارتفع سعره من 8 دراهم إلى 30 درهمًا للكيلو الواحد، في الوقت الذي يعد فيه السردين المغربي من أجود أنواع السردين والأكثر شعبية بين المغاربة حيث يصل استهلاك بعض الأسر من سمك السردين إلى أربعة وخمسة أيام في الأسبوع، وعند بعض العائلات يعد هذا الطبق الأكثر استهلاكا خلال شهر رمضان. ويتهم المستهلكون المغاربة سياسة تصدير السمك بكميات كبيرة إلى أوروبا، بأنها السبب في حرمانهم من الاستمتاع بأطباق السمك في رمضان، حيث إن ارتفاع المعروض منه في الأسواق اثر على القدرة الشرائية للمواطنين ومنعهم من شراء الأسماك طيلة أيام الشهر الفضيل. ويرجع المسؤولون ارتفاع سعر الأسماك إلى المضاربة والإقبال المتزايد على استهلاك الأسماك في شهر رمضان من جهة، وتراجع الكميات المصطادة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة نتيجة عوامل طبيعية وبيئية من جهة ثانية، بينما يرجع الخبراء انخفاض مستوى المخزون السمكي إلى عدة عوامل منها على الخصوص الصيد المفرط والصيد بالمتفجرات واستعمال شباك ممنوعة وتلوث مياه البحر. ويعاني المستهلكون من ارتفاع أسعار السمك بشكل غير عادي، وعدم توفره في بعض الأسواق. ومن أكثر أنواع الأسماك تضررا من هذه الأزمة الجمبري والمحار والحبار وبلح البحر والسردين الذي يعد ملك الموائد المغربية لان سعره مناسب وفي متناول جميع شرائح المجتمع. وفي الوقت الذي تخلت فيه بعض العوائل عن استهلاك الأسماك في رمضان بعد تسجيل أسعارها لمستويات قياسية خلال هذا الشهر الكريم، لا تزال أغلب الأسر تحرص على تواجد طبق السمك على مائدة الإفطار رغم ارتفاع ثمنه، وتتابع السلطات المختصة حركية الأسواق ونمط الاستهلاك في شهر رمضان، لمحاربة ظاهرة المضاربة والاحتكار في الأسماك وتشديد الرقابة على باعتها للتأكد من سلامة تخزين الأسماك وجودتها.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©