بطولة استثنائية

منذ أن أسندت البطولة إلى اليمن والجميع يشكك في قدرة اليمن على التنظيم، وها هي تبدأ البطولة اليوم وحقاً إنها بطولة استثنائية في كل شيء ولعدة أسباب منها: أنها ولأول مرة تنظم خارج حدود منطقة الخليج بعد العراق 1979، وهي أول بطولة رسمية تنظم بعد الوحدة، واستثنائية في ظل التهديد الأمني الكبير الذي تواجهه البلاد وكيفية تجاوز هذا الهاجس الذي أشبع بحثاً ونقاشاً، وفي ظل ضعف البنية التحتية للملاعب والفنادق ومستلزمات البطولة. فعلاً إنها استثنائية في التسليط الإعلامي الرياضي والسياسي قبل أن تبدأ البطولة والمسلسل السياسي، ابتداء من حروب صعدة والحراك الجنوبي وتهديدات القاعدة. بطولة استثنائية لأنها ولأول مرة تقام على العشب الصناعي بدلاً من الطبيعي. إن اليمن يسعى إلى أن تكون بطولة استثنائية بالإرادة والطموح ابتداء من الاستقبال والترحاب الذي لمسناه منذ أن وطأت أقدامنا مطار عدن، وتبددت كل المخاوف والوساوس التي كانت تخالج البعض بعد أن تجوَّلنا في شوارع مدينة عدن، واستبدلت بالشعور بالطمأنينة والراحة في ظل الترحاب الذي غمرنا به الشعب اليمني فرداً فرداً أينما حللنا، والابتسامة الصادقة التي تنم عن الفرحة بإقامة البطولة. لقد أحيت البطولة مدينة عدن وأصبحت أكثر إشراقاً ورونقاً بعبارات الترحيب والأعلام والزينة التي غطّت شوارع المدينة. إنها بطولة استثنائية بغياب بعض النجوم عن فرقها والتي سوف تسطع أخرى بدلاً منها سيحكى عنها لاحقاً. استثنائية، لأنها أحيت مدينة عدن وأعادتها مرة أخرى إلى الواجهة في ظل المنشآت الرياضية الجيدة، والتي سوف تخدم الرياضة وتشجع على الاهتمام بالفرق واللاعبين. استثنائية، في ظل العمل الذي قام به الأشقاء في اليمن وفي وقت قياسي لتجهيز الخدمات والفنادق والشوارع والملاعب وغيرها، وأعتقد أن ما قام به اليمن من أجل استضافة هذه البطولة، كان ليعجز دولاً أخرى أكثر منه إمكانيات، فالمعضلة لم تكن في المال وتوافر التمويل للمشروعات، ولكنها أساساً كانت في الوقت، وقد دلل الإخوة في اليمن على أنهم شعب أبي، إذا أراد فعل، وإذا تصدى لمهمة يستطيع الوفاء بها، وهو ما ثبت على أرض الواقع، وهو عنوان لنجاح قادم بإذن الله في أيام البطولة، فمن فعل كل هذا وفتح صدره وقلبه بهذا الاتساع للضيوف، لابد أن ينجح. إن اليمن يريد من تنظيم هذه البطولة أن يثبت للجميع أنه قادر على إنجاحها وأنه كبلد ملتقى للأخوة والسلام، وجمع الشمل وبلد المحبة والإخاء، إن شعب اليمن جميعاً وعدن تحديداً طيب جداً، وهو مثل بطولته استثنائي في حفاوته بالضيوف. aqhassan@live.com