الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حصاد الأولمبياد

15 أغسطس 2012
دائماً نختلق الأعذار عند كل إخفاق، ونشكل قناعاتنا بأن قدراتنا محدودة في مقارعة الكبار، ونظل في إطارنا المحلي والإقليمي قانعين بما نحن فيه والعالم من حولنا يتطور، ونظل قابعين في ذيل قائمة المتفوقين بتبريرات غير مقتنعين بها أساساً، ولكن لنقنع أنفسنا والوسط الرياضي بأن هذا هو مستوانا الحقيقي وسط الكبار، متناسين بأن هناك من هو أقل منا في الإمكانات البشرية والمادية يحقق المستحيل متفوقاً علينا بسلاح الإرادة، حيث لا وجود لمصطلح المستحيل لديهم في الوقت الذي نحن من يطبق ذلك في ميادين أخرى كثيرة غير الرياضة، التي لم تغير من الواقع المعاش شيئاً في الوقت الذي تقارع دولتنا الكبار في الميادين الأخرى. ذهبنا إلى أولمبياد لندن وبعيد وصولنا أطلقنا لآمالنا وتطلعاتنا العنان بتوفير كل متطلبات المشاركة رغم عدم الوعد بتحقيق شيء من الإنجاز وتسلح غيرنا بسلاح العمل الذى هو أساس التفوق. امتدحنا أداء متخبنا الأولمبي في لقاءاته الثلاثة، وكان بإمكاننا تحقيق الأفضل في بعضها، ولكن نتيجة لأخطاء فردية وتكتيكية خرجنا ولم نتحسر على خروجنا، وفي الألعاب الأخرى أخفقنا بدرجة امتياز، وأوجدنا المبررات، سواء بالتسرع أو المرض، أو قلة الإعداد وعداؤونا تذيلوا التصفيات بعد معسكرات إعداد أقيمت في إثيوبيا، ولا أدري لماذا؟ وأخيراً العامل النفسي مع الرباعة التي لم تتمكن من حمل وزن يقل عن حقيبة سفرها ربما لانبهارها بالمشهد وهي محاطة بعشرات الآلاف من المشجعين لم تألف صرخاتهم المدوية في المدرج الأولمبي، ولسوء الإعداد كما قالت، وكنا كالغرباء في الملعب الأولمبي. تذرع من تذرع بقلة الموازنة، وهي التي كنا على بينة منها قبل التأهل بمراحل وواقعنا على مر السنين، ولم تتحرك الاتحادات المعنية لتوفيرها، وهي التي كانت تتشدق بأنها وفرتها، ولكن لا ندري كيف صرفت، وألقينا باللائمة عليها وأنها لا تكفي المهرجانات لإعداد نصف بطل وكيف بأبطال. المهم في المشاركة أن وفدنا الإداري سجل حضوراً ونشاطاً في وسائل إعلامنا المحلية، وغياباً تاماً عن وسائل الإعلام الأخرى لا لعيب في علاقاتنا الإعلامية، وإنما لعدم أحقيتنا في ذلك لأننا لم نقدم ما يستحق. لقد انصب اهتمام إعلامنا الرياضي خاصة المكتوب بأنشطتنا الإدارية بشكل يومي ومكثف، وكأن الإنجازات سوف تتحقق على أيديهم لا بأقدام لاعبينا، وبجهودهم لا بعرق لاعبينا الذين نشك أنهم تبللوا بالعرق لأنهم لم يبذلوا أساساً أي مجهود، وخرجوا من كل المسابقات التي شاركوا فيها، وسقطوا كأوراق الشجر في الخريف من نسمة عليلة لطفت صيفهم رذاذ لندن وصخب المدينة وانبهار التواجد في درة الألعاب الاولمبية أمنية رياضيي العالم المشاركة فيها بتحطيم الأرقام، ونحن بشرف الحضور فقط والاعتزاز بذلك، لسنا ضد الحضور والاعتزاز، وإنما ضد ذلك إذا كان الهدف الأوحد منه دون العمل الجاد من أجله، ومن أجل تسجيل اسم الإمارات فيه، فالحدث لا يعترف بوجودنا إذا لم نسجل في قائمة المحققين لميدالياتها، فحصادنا الأولمبي مقبول كروياً، ولم نحقق الطموح في الرماية ونتائجنا مخيبة للآمال في الألعاب الأخرى، وهل ستكون مشاركاتنا القادمة بأفضل من سابقاتها، أم أننا سنراوح مكاننا، وتكون ذهبية أحمد بن حشر هي الوحيدة التي شرفت سجلات مشاركاتنا. Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©