بيروت -الاتحاد'' - الكويت - أ·ف·ب : حذرت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري أمس من خطر تجدد العنف على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، وقالت خلال مؤتمر صحافي في الكويت ''الوضع في لبنان على الصعيد الامني مستقر وهش ولهذا السبب ينبغي تفادي اي استفزاز يمكن ان يعيد فتح باب العنف أو دفع الاطراف الآخرين الى عدم احترام التزاماتهم''· مشيرة الى ان الانتهاكات الاسرائيلية للأجواء اللبنانية تثير قلقا شديدا لأنه حين يتخذ هذا التحليق شكلا عدائيا، وقد حصل ذلك بالنسبة الى قطعة بحرية فرنسية وأخرى ألمانية ثمة دائما خطر أن يمارس العسكريون على متن هذه القطع حقهم الشرعي في الدفاع عن النفس ويطلقوا النار على هذه الطائرات''· وأضافت ''هذا الأمر قد يشكل أيضا تحريضا لآخرين على عدم احترام واجباتهم في اطار قرار الامم المتحدة وتاليا تجدد المواجهات في حين أن للجميع في المنطقة مصلحة في السلام''·
الى ذلك قال ممثل للامم المتحدة في لبنان امس إن المنظمة الدولية ترى ان الوضع في جنوب البلاد بعد العدوان الاسرائيلي الاخير الصيف الماضي، مرض باستثناء الانتهاكات الاسرائيلية للمجال الجوي اللبناني· وقال غير بيدرسن الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي عنان بعد لقاء مع وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ ان ''الوضع في الجنوب يبدو جيدا جدا لكننا نحتاج الى وقف عمليات التحليق الاسرائيلية''·
ورفض بيدرسون التعليق حول ما نشر عن مضمون حديثة مع عدد من المسؤولين اللبنانيين لجهة ابلاغه فريقي الاكثرية والمعارضة ولاسيما النائب ميشال عون ان الامم المتحدة والاوروبيين يدعمون مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري ويحثون على التوصل الى تسوية وهم منفتحون على مناقشة خيار حكومة الوحدة الوطنية، وقال: ''انا لا افصح عن مضمون حديثي مع المسؤولين اللبنانيين ولكني من دون شك ادعم مبادرة الرئيس بري وجلوس الجميع الى طاولة الحوار''·
وعن موضوع تهريب اسلحة من سوريا الى لبنان، قال: ''افضل ان يثار بين بيروت ونيويورك مباشرة''·
واوضح الوزير صلوخ بدوره انه بحث مع بيدرسون بعض ما ورد في تقرير الموفد الدولي المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن، مشيراً الى ان انتشار الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية - السورية جعل دخول شاحنات اسلحة امر متعذر·
ونفى صلوخ ان يكون الجيش اللبناني يواجه عوائق من ''حزب الله'' أو من أي طرف لبناني في منطقة جنوب الليطاني وهذا ما تشهد عليه قوات ''اليونيفل'' وتؤكده·
وشدد على صدقية تقارير الأمم المتحدة وعلى التعاون الوثيق معها لتثبيت الاستقرار في لبنان وعدم ايجاد عناصر جديدة للسجال وعلى تناول المواضيع التي تدخل في نطاق القرار 1559 بشكل متوازن ودقيق·
وقد واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي خروقاتها الجوية للسيادة اللبنانية امس، وحلق الطيران الحربي الاسرائيلي اكثر من مرة في اجواء الجنوب والبقاع الغربي·
وواكب تحليق الطيران المعادي ورشة العمل الاسرائيلية الضخمة التي تواصل العمل لانجاز السياج الشائك الجديد بين مزارع شبعا اللبنانية المحتلة والجولان السوري المحتل وسط استنفار عسكري اسرائيلي على طول الخط الازرق الحدودي وصولاً الى المزارع·
وفيما راقبت دوريات ''يونيفل'' المعززة التحركات العسكرية الاسرائيلية والعمل داخل مزارع شبعا، افادت مصادر ''يونيفل'' في الناقورة ان عديد قوات الطوارئ الدولية المعززة الى لبنان وبلغ حتى الآن 9500 عنصر من 20 دولة ينتشرون في منطقتي عمليات، برية في الجنوب وبحرية مقابل الشاطئ اللبناني·
وهذا الوجود المكثف للقوات الدولية جعل المنطقة الحدودية في الجنوب تشهد حركة آليات عسكرية لم تشهدها من قبل في حين تستكمل هذه القوات عملية انتشارها في القرى لجهة استحداث مراكز ومواقع واقامة حواجز على الطرقات·واللافت ان القوات الدولية استقدمت معها بيوتاً جاهزة وتستخدم كمقرات عمل ومساكن للضباط وقاعات استراحة وتسلية للجنود وزودت هذه البيوت باجهزة اتصالات حديثة ومتطورة ولاسيما في القاعدة العسكرية الدولية في سهل بلدة بلاط الحدودية، حيث تم استحداث مهبط للطائرات المروحية·
من جهة ثانية، احتفل لبنان امس باليوم الوطني ضد القنابل العنقودية في ساحة الشهداء، وذلك بعدما حصدت القنابل العنقودية الاسرائيلية 24 شهيداً معظمهم من الاطفال و113 جريحاً لبنانياً·
الجدير بالذكر ان عدد القنابل العنقودية غير المنفجرة الموجودة فيالجنوب اللبناني يزيد عن مليون قنبلة القيت اثناء حرب يوليو·
عدد اليوم
