الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«للأسف لم أكن أعرف»

10 سبتمبر 2014 23:55
تعليقاً على ما أثير مؤخراً، وبالذات في زاوية «صباح الخير» للكاتب علي العمودي بصحيفتنا «الاتحاد» حول أهمية توعية السياح بقوانين الدولة، أورد لكم الواقعة التالية: أنا مقيمة في أبوظبي وأتردد مع زوجي على دبي أسبوعياً، حيث نقيم بأحد فنادقها المفضلة لدينا بالقرب من «ابن بطوطة مول». . الأسبوع الماضي، كان مزدحماً فاضطررنا للإقامة بمنتجع في جبل علي، وصلنا إليه يوم الجمعة الماضي أنا وزوجي وابنتي بعد الحادية عشرة مساء، وكان لا بد أن ننتظر في بهو الفندق لتصل إحدى العربات الصغيرة لتقلنا إلى غرفتنا، طلب مني زوجي البقاء في البهو، وهو سيقف خارج الفندق بانتظار العربة. لاحظت وجود حانة ملحقة بمطعم البهو مكتظة بالسائحين بالطبع يتناولون الكحوليات، والغريب أن معهم أطفالهم من سن حوالي سنتين وأكثر. خرجت منها إحدى السيدات تحدثنا ولم نعرها أي اهتمام لأنها مخمورة. وإذا بهذه السيدة تنهال على زوجي الرجل الذي هو على مشارف الستين من العمر بالسباب وعلو الصوت؛ لأنه تجرأ وأخبرها بأنه ينتظر هذه العربة أولاً حاولت تهدئة الوضع ولكنها لم تسمع، وإذا بزوجها يخرج من الباب ويكمل ما بدأته وتقدم من زوجي للتشابك معه بالأيدي، هنا تدخلت أنا لأني أتقن «الإنجليزية»، حاولت التحدث معهما ولكن دون نفع، وما كان من زوجي إلا أن اعتذر لهما لأنهما تحت تأثير الخمر، ولكن هذا لم يجدِ أيضاً. طلبت من الزوج أن يسكت زوجته لأن ما يقال غير مسموح، فإذا به يسبني بأبشع ما يوجد في قاموس اللغة الإنجليزية من سباب، وهنا انتفض زوجي وكادت تكون معركة رهيبة، وقلت للرجل: أنت لا تعلم في أي بلد أنت. . . أنت في بلد ماقلته يحاسبك عليه القانون، وسأطلب الشرطة في الحال. للأسف كل هذا ولم أجد موظفاً واحداً من الفندق أو حراسه يوقف هذه المهزلة. تعلمون أن القانون حتى في بلادهم يعاقب على التعدي على الآخرين تحت تأثير الخمر - ولأنني أحمل الجنسية الكندية وعشت هناك عشرين عاماً- أعلم جيداً أن ما قاموا به من وجود أطفال دون سن الثامنة عشرة معهم في حانة، وما حدث بعده يعد اختراقاً للقانون ويحاسبون عليه حساباً شديداً قد يصل إلى حد سحب رعاية الأطفال منهم. توجهت لغرفتي والدموع تملأ عيني لوجود أمثالهم على هذه الأرض الطيبة التي أكثر ما يميز أهلها أنهم عند سماع الأذان يتركون كل شيء ويتوجهون للصلاة سواء كانوا في مركز تسوق أو في طريق للسفر أو على أحد المقاهي، ليجيء أمثال هؤلاء الأشخاص، معتقدين أنه لا يوجد قانون فيما يتعلق بهذا الأمر، ولا يظهرون أي قدر من الاحترام لعادات وتقاليد البلد والمجتمع العربي المسلم. اعتذر على الإطالة، ولكني غيورة علي بلدي الثاني الإمارات، فأنا أقر واعترف بأن ما بنا من نعمة أو خير فهو من الله أولاً ومن دولة الإمارات ثانياً، وعندي لها معزة، وعلي حق في الدفاع عنها. فإذا هذا السائح يعلم قبل تعاطيه الكحول ما له وما عليه، ويوجد رجال أمن فندقي يتصرفون بحزم وقوة ما تجرأ هذا السائح على تجاهل حزمة من قوانين هذا البلد العظيم. وفي صباح اليوم التالي، قدمت شكوى لموظفي الاستقبال الذين لم يجدوا سوى الاعتذار لنا عن هذه التجربة السيئة. لذلك من الأهمية القصوى للسائح وقبل أن تطأ قدمه هذا البلد النظيف أن يوقع بالعلم على ما لا يصح عمله هنا أو على الأقل أن تقوم الفنادق بهذا العمل، وتكون ورقه مكتوبة بكل اللغات حتى لا نسمع عبارة «للأسف كنت لا أعلم»، التي يرددونها عند الوقوع في أي مأزق قانوني. سحر جبر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©