الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«نشأة متحف» يختتم ورشه التدريبية بتقنية الحفر على المعدن

«نشأة متحف» يختتم ورشه التدريبية بتقنية الحفر على المعدن
22 أغسطس 2013 23:02
فاطمة عطفة (أبوظبي) - اختتم معرض «نشأة متحف» في منارة السعديات بأبوظبي، أمس الأول، بورشة فنية للكبار في «فن الحفر المعدني». وهي معدة للتدريب العملي على تقليد بعض الأعمال الفنية العالمية الموجودة في المتحف، وأشرف عليها الفنان البريطاني جيمس ماثيوس وحملت عنوان «تقنيات انطباعات الفني»، هذا وسيبقى المعرض في منارة السعديات مفتوحا لغاية 24 من أغسطس الحالي. طلاب الورشة لم يتوزعوا في أرجاء المتحف ليختار كل منهم عملاً يستوحي منه نموذجاً للتقليد، بل اختار كل شخص العمل الذي يراد تنفيذه، حيث كان الفنان جيمس قام بتحضير عدد من اللوحات الجاهزة بحيث تشكل نسخة من المعدن وأخرى من الورق، إضافة إلى ورق الكربون الخاص بالرسم والتلوين السائل المخصص لتثبيت اللون. صبر ودقة بدأ السيد ماثيوس بشرح كيفية تأسيس اللوحة وذلك بحك المعدن وتجريحه بشكل عشوائي من أجل أن تدخل المادة الزيتية من ورق الكربون المعد لوضعه على المعدن بحيث يترك الشكل المطلوب، وبعد أن يبرز الشكل يأخذ المسمار الخاص ويبدأ عملية حفر المعدن، التي تختلف تماما عما رأيناه في ورشة الرسم بالألوان الزيتية أو الكولاج. هنا يظهر جلياً أن فن الحفر يحتاج لمزيد من الصبر والدقة لأنه لا مجال أن يصحح الخطأ إن وقع. فهو ليس قلم رصاص يمكن تعديل الرسم به حسب المطلوب بل إنه المعدن الصلب الذي نراه في التماثيل الرخامية والبرونزية. وعبر المشرف على الورشة جميس ماثيوس لـ «الاتحاد» عن سروره بأنه يقيم في مدينة أبوظبي، مؤكداً أن اهتمام الدولة بإنشاء هذا الصرح الحضاري العالمي جدير بالاهتمام والتقدير، كما تحدث عن سروره بالإشراف على الورشة التي أسهمت في تقديم بعض المعلومات الفنية لمن كان يرغب بذلك. وقال: «سوف أفتقد هؤلاء الفنانين الهواة الذين يعملون بجد ومهارة لكي يحترفوا الفن، لكن ما يسعدني أن هناك برامج للتعريف بالمتحف والبرامج التي ستقدم لغاية نهاية السنة». وأشار إلى أنه «من الممكن أن نعمل أيضاً على إقامة ورش للتدريب على الفن، العمل سيكون متواصلا بأشياء جديدة ومفيدة، وأنا أعمل مع المنظمين هنا لإعداد برامج قادمة». خبرة جديدة رغم انشغال الفنانين الهواة بالعمل لتنفيذ اللوحة التي تم اختيارها، إلا أن «الاتحاد» استطاعت أن تأخذ دقائق من وقت بعضهم ليتحدث عن محبته للفن وشغفه به؛ فقد عبرت المهندسة عروبة السامرائي عن أهمية هذه المؤسسة الثقافية الهامة وتنظيمها لهذه الورش قائلة: «كل الشكر للمنظمين في «نشأة متحف» على أنهم أتاحوا لمن يحب الفن أن يأتي لهذه الورشة التي أقيمت في هذا المتحف الذي يضم أهم اللوحات والمنحوتات التاريخية والحضارية. هذه الفرص لا توجد إلا في الدول المتقدمة، حتى في أميركا - وأنا عشت لفترة فيها - لا توجد مثل هذه الفرص إلا عن طريق الجامعات. هذه مبادرة ثقافية تحسب لأبوظبي». وتتابع عروبة عن تجربتها اليوم: «أردت أن أجرب فن الحفر لأضيف خبرة جديدة إلى خبراتي، وإن كنت أجد نفسي في الرسم الذي أعبر فيه عن نفسي بشكل أفضل وتمكني فيه أكبر. أعتقد أن فن الحفر يحتاج إلى صبر كبير، ويتطلب فنانا دقيقا جدا يعرف كيف يتعامل مع المادة، حتى يأتي العمل مطابقا للأصلي، بينما الرسم يدخل فيه الإحساس ويشعر الفنان بمزيد من حرية الإبداع. الأشياء هنا تدخل فيها معرفة المواد التي يحتاجها الصانع وكذلك طريقة العمل، فن الحفر يناسب أكثر الصناعي والطباعي لشيء معين، لكن لا هو خيالي ولا فيه انفعال روحاني». ويشير محمد المحيربي، الذي اختار أن يقلد لوحة لمنظر من الطبيعة (تصوير فوتغرافي للرسام الأميركي جون شاندلر بانكروفت 1822-1907 متحف الفنون الجميلة بوسطن) إلى أهمية «نشأة متحف» مؤكداً: «منذ أطلقت منارة السعديات هذا البرنامج الفني للتدريب كنت وزوجتي من متابعيه. بدأنا مع اللوفر، وحضرنا كل المعارض والفعاليات وورش العمل التي تقدم فيه. هذه أول مرة أعمل في فن الحفر على المعدن، زوجتي عائشة عندها اهتمامات بالرسم وأنا أهتم بالنحت، ونحن سعيدان جدا لجهود القائمين على المعرض. أنا من هواة الفن وأحاول مع زوجتي أن نستفيد أكثر وأن نتعلم أكثر. وهنا أتعرف على أنواع مختلفة من الفن وعلى الناس الموجودين في هذه الورشة وكلهم فنانون ومهتمون». فخر واعتزاز من جهتها، تعبر عائشة المحيربي عن محبتها واعتزازها بما أنجزته أبوظبي لأبنائها، تقول: «أشعر بالفخر بالتجربة الثقافية التي قامت بها أبوظبي وبعملها على أن تبني جزيرة كاملة تضم متاحف في منارة السعديات، أتمنى من المواطنين كلهم أن ينتبهوا لهذا الشيء العظيم الذي تحقق ويتابعون البرامج، لأنها تساعد في تنمية الثقافة عندنا، وتؤسس لمستقبل الأجيال القادمة». عائشة أيضاً اختارت نفس اللوحة التي اختارها زوجها، أما عن موهبتها فقالت: «بدأت الرسم منذ صغري. أحب أن أرسم الأشياء من الطبيعة مباشرة. لكن الحفر على المعدن صعب. أمارس الفن التشكيلي فقط، وهذه تجربة لزيادة معرفتي وخبرتي بالإضافة إلى أنها هواية». أما الصحفية نجلاء المحيربي فاختارت لوحة كاريكاتورية لأنها تحب الكرتون، وتتحدث عن محبتها لهذا الفن: «بدأت الرسم في مرحلة مبكرة من حياتي والآن أحاول أن أحترف. عندي مجموعة من القصص سوف أنشرها قريباً لأن هذا زمن القصص المصورة، وهذا الاختصاص غير موجود عندنا في الإمارات بعد. أنا هنا لأطور موهبتي وخبرتي، وكلما جاءت فرصة العمل بورش تخص هوايتي أحاول أن أتواجد فيها لأستفيد في رسم القصص المصورة، وهذه موجودة في كل الثقافات إلا عندنا فهي غير موجودة على المستوى الاحترافي أنا سوف أتخصص بهذا الفن الكرتوني المصور». وعن أهمية جزيرة السعديات نتابع مع نجلاء: «مشروع جزيرة السعديات بالنسبة لي هو من أهم المشاريع التي أنجزت بالإمارات وفرحتي بها لا توصف. عندما أسافر أحرص على زيارة المتاحف. زرت اللوفر في باريس وبعد أن يفتتح عندنا في أبوظبي يمكن أن يحقق لأناس كثر فرصة زيارته. هذه ثقافة راقية ينبغي على الشباب من الجنسين أن يتعرفوا إليها وأن يزيدوا من اهتمامهم في الثقافة والفن ويتابعوا برامجها التي تعمل عليها دولتنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©