الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الجابر: تنامي المشاركات في «جائزة زايد لطاقة المستقبل» يرسخ عالميتها

الجابر: تنامي المشاركات في «جائزة زايد لطاقة المستقبل» يرسخ عالميتها
15 أغسطس 2012
أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر المدير العام لجائزة زايد لطاقة المستقبل الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، أن تزايد عدد المشاركين في الجائزة بشكل سنوي يعكس الاهتمام المحلي والدولي الذي باتت تلقاه ويصعب مهمة القرار النهائية للفائزين، مشيراً إلى أن نسخة عام 2013 استقرت على 579 طلباً، بزيادة 36% مقارنة بالعام الحالي. وأوضح الجابر، في حوار أجرته معه “الاتحاد” بعد شهر من إغلاق باب الترشح للجائزة، أن المشاركات منذ تأسيس الجائزة قبل 5 سنوات جاءت من أكثر من 100 دولة من جميع أنحاء العالم، ويعكس ذلك ارتفاع مستوى الاهتمام بالجائزة واتساع المساحة الجغرافية والاهتمام الكبير الذي تحظى به في مختلف أنحاء العالم. وقال الجابر “على مر السنين، شهدنا زيادة منتظمة في الطلبات المقدمة من دولة الإمارات”. وباتت المشاركات الوطنية الإماراتية تحتل حيزاً مؤثراً في الطلبات المقدمة للجائزة، حيث ارتفعت أيضاً إلى 45 طلباً للمشاركة بنسخة عام 2013، بنسبة زيادة 26% مقارنة بالعام الحالي. وأوضح أن المشاركات في تزايد مستمر، لا سيما من الولايات المتحدة والهند والمملكة المتحدة وألمانيا وسويسرا وإسبانيا والصين والمكسيك والنمسا، وأستراليا، إضافة إلى بعض الدول العربية مثل مصر والأردن والسعودية وتونس والسودان وقطر ولبنان، والعراق. وقال “نقوم حالياً بتحديد الدول التي لم تتقدم بأي طلب لتشجيعها على الاشتراك في السنوات المقبلة”. فئات الجائزة إلى ذلك، أوضح الجابر أن الجائزة موزعة العام الحالي على خمس فئات، الأولى للشركات الكبيرة، وينال الفائز فيها شهادة تقديرية دون قيمة نقدية، وتسلمت إدارة الجائزة 35 طلباً لها هذا العام، وفئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتشمل 248 طلباً هذا العام، وفئة المنظمات غير الحكومية بواقع 136 طلباً لنسخة عام 2013، فيما تسلمت إدارة الجائزة 105 ترشيحات عن فئة أفضل إنجاز شخصي للأفراد. أما الفئة الأخير، فهي فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية، والتي تُمنح لخمس مناطق هي أفريقيا وآسيا والأميركتان وأوقيانوسيا (أستراليا وجوارها) وأوروبا. ويتم توزيع القيمة المخصصة لهذه الفئة على خمس مدارس. وقال الجابر “تسلمنا 55 طلباً لها هذا العام، علماً بأن هذه هي المرة الأولى التي تُقدم فيها الجائزة لفئة المدارس الثانوية”. وتتميز الفئة بكونها مخصصة للمدارس فقط، بدءاً من الصف التاسع فما فوق، ويجب أن تقدم المدرسة اقتراحاً لمشروع، وأن يشمل هذا المشروع ما لا يقل عن واحد من الأهداف الثلاثة لمبادرة “الطاقة المستدامة للجميع” التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة من أبوظبي خلال الدورة الأخيرة من القمة العالمية لطاقة المستقبل. وتشمل هذه الأهداف، بحسب ما أوضح الجابر، ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة من المصادر الحديثة، ومضاعفة معدل التحسن في كفاءة استخدام الطاقة، ومضاعفة حصة الطاقة المتجددة في المزيج العالمي من الطاقة. وقال “قمنا بتسلم العديد من الطلبات من آسيا، وأوروبا، والأميركتين، وأفريقيا وأوقيانوسيا (أستراليا وجوارها)”. وتبلغ قيمة جائزة زايد لطاقة المستقبل لدورة العام المقبل 4 ملايين دولار، توزع بواقع 1,5 مليون دولار لفئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، و1,5 مليون دولار لفئة المنظمات غير الحكومية، و500 ألف دولار لفئة أفضل إنجاز شخصي للأفراد، إلى جانب الجائزة العالمية للمدارس الثانوية التي تبلغ قيمتها 500 ألف دولار، وتُمنح لخمس مدارس فائزة، حيث يتم اختيار مدرسة واحدة من المناطق الرئيسية، بواقع 100 ألف دولار للمدرسة. وسيكون حفل تكريم الفائزين بالدورة الخامسة من “جائزة زايد لطاقة المستقبل”، الذي سيقام في 15 يناير 2013، واحداً من أهم فعاليات “أسبوع أبوظبي للاستدامة”. وبحسب الجابر، سيتضمن “أسبوع أبوظبي للاستدامة” مجموعة من المؤتمرات المهمة، بما فيها الاجتماع الثالث للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) يومي 13 و14 يناير، والقمة العالمية لطاقة المستقبل والقمة العالمية للمياه، من 15 إلى 17 يناير، والمؤتمر الدولي للطاقة المتجددة، إضافة إلى حفل توزيع جائزة زايد لطاقة المستقبل الذي سيقام في 15 يناير. إرث زايد وقال الجابر “أطلق الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جائزة زايد لطاقة المستقبل عام 2008، تخليداً لإرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى ركائز الاستدامة وحماية البيئة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الدولة، وهو النهج الذي يستمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بالسير عليه من خلال توجيهاته السديدة بالعمل على تطبيق معايير التنمية المستدامة في مختلف الجوانب، وأهمها التنمية الاقتصادية والاجتماعية”. وأضاف “تهدف الجائزة إلى تشجيع الابتكار وتحفيز المبدعين على إنجاز أعمال تجسد الالتزام بمعايير الابتكار في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة، وذلك بما يسهم في ضمان أمن الطاقة من خلال تنويع مصادرها وتعزيز كفاءة إنتاجها واستخدامها”. وشهدت الجائزة على مدى السنوات الخمس الماضية تطوراً كبيراً، أصبحت معه إحدى أهم الجوائز العالمية التي تكرم الإنجاز والابتكار في مختلف مجالات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، وضمن مختلف الفئات، بما في ذلك جهود الشركات الكبرى التي تسهم في رسم ملامح الاقتصاد الكلي والجزئي للقطاع، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل مشاريعها ركيزة أساسية لنمو القطاع، والمنظمات غير الحكومية التي تضمن توفير الفرص العادلة والمنصفة لمن هم بحاجة إلى الدعم. وقال الجابر “وفي دورة العام الماضي، تم للمرة الأولى تقديم فئة أفضل إنجاز شخصي التي فاز بها الدكتور أشوك جادجيل تقديراً لجهوده في التوصل إلى العديد من الحلول العملية في مجال تنقية المياه وتعزيز كفاءة الطاقة”. وفي الدورة المقبلة، سيتم للمرة الأولى تقديم الجائزة لفئة المدارس الثانوية من مختلف أنحاء العالم، وذلك تشجيعاً للأجيال الفتية على تقديم ابتكاراتهم في مجال الاستدامة ودعماً لمبادرة الطاقة المستدامة للجميع التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة من أبوظبي خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل، بحسب الجابر. وأوضح الجابر أن أهداف الجائزة لا تقتصر على تكريم الفائزين، وإنما تسهم في خلق منصة تضم أبرز المبتكرين في القطاع من أجل تشجيع التواصل والحوار في ما بينهم سعياً لتحقيق الأهداف المشتركة بنشر حلول الطاقة المتجددة ودعم تحقيق التنمية المستدامة. متابعة الجائزة وقال الجابر “نقوم دوماً بمتابعة تأثير الجائزة على الفائزين ونحن فخورون جداً حتى الآن بالنتائج التي تحققت ولدينا العديد من قصص النجاح لنسردها”. وأضاف “لا ينتهي تأثير الجائزة عند الإعلان عن الفائزين كل عام، بل تبدأ عندها مرحلة جديدة من التقدم في قطاع الطاقة المتجددة والاستدامة، إذ غالباً ما يقوم الفائزون بتطوير أعمالهم ومشاريعهم، بما يساعد في إيصال خدمات الطاقة إلى مزيد من الناس حول العالم”. وعلى سبيل المثال، بعد فوزه بالجائزة عام 2009 نتيجة تطوير خطة مبتكرة لتقسيط تكاليف أنظمة الطاقة الشمسية أدت إلى خفض التكلفة الشهرية للطاقة الشمسية لتعادل تلك المنتجة بالكيروسين، أطلق ديبال باروا من بنجلاديش “برنامج جائزة زايد لطاقة المستقبل” الموجه لتمكين النساء في بلاده وإكسابهن خبرة في مجال الطاقة الشمسية، وقام البرنامج بتدريب أكثر من 700 من النساء والفنيين حتى الآن. وفي عام 2010، أصبح باروا رئيس ومؤسس شركة الطاقة النظيفة (برايت جرين إنيرجي) التي أنشأت منذ تسلم الجائزة حتى الآن 100 فرع في جميع أنحاء العالم ونفذت 1,3 مليون نظام للطاقة الشمسية المنزلية. وفي خطوة مفاجئة خلال حفل توزيع الجوائز عام 2011، أعلنت شركة فيستاس من الدنمارك أنها سوف تستثمر جزءاً من مبلغ الجائزة في إطلاق علامة “ويند ميد” كأول شهادة اعتماد عالمية للتعريف بالمنتجات التي تستخدم طاقة الرياح في عملياتها أو في خطوط إنتاجها. وفي شهر مايو المنصرم، أصدرت “ويند ميد” أول شهادة في هذا المجال. مراحل الطلبات وبعد إغلاق باب تقديم الطلبات للجائزة في 16 يوليو الماضي، يجري تقييم الطلبات على أربع مراحل. وتكون البداية مع شركة “بلومبرج نيو إنرجي فاينانس” التي ستجري الدراسة الواجبة مع البحث والتحليل للتأكد من أن جميع الطلبات متوافقة مع المعايير الأساسية للجائزة، وهي التأثير الملموس، والرؤية طويلة الأمد، والقيادة الفعلية، والابتكار. وقال الجابر إن المرحلة الثانية تبدأ من عملية التقييم مع اجتماع “لجنة المراجعة”، التي تضم نخبة من خبراء قطاع الطاقة المحليين والدوليين، إلى جانب عدد من كبار الأكاديميين في العديد من المؤسسات التعليمية بدولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك “معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” و”جامعة الإمارات”. وستقوم اللجنة بتقييم الطلبات بمزيد من التفصيل، واختيار المرشحين الرئيسيين الذين سينتقلون إلى المرحلة التالية من التقييم. أما المرحلة الثالثة، فتتم خلال اجتماع “لجنة الاختيار” المكونة من مجموعة من خبراء قطاع الطاقة والذين سيحددون القائمة النهائية من المرشحين. وفي المرحلة الرابعة والأخيرة، تقوم “لجنة التحكيم”، التي تضم في عضويتها مجموعة من الزعماء وقادة الفكر البارزين من حول العالم، باختيار الفائزين بجائزة زايد لطاقة المستقبل ضمن جميع الفئات، ويتم الإعلان عن الفائزين وتكريمهم في حفل سيقام في أبوظبي في 15 يناير 2013، والذي سيكون من أهم فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة. أهداف الجائزة وقال الجابر إن الجائزة تهدف إلى أن تكون الأبرز عالمياً للتعريف بالإنجازات في مجال الطاقة المتجددة وحافزاً للابتكار في مجال التنمية المستدامة. وأضاف “نسعى إلى تحقيق ذلك من خلال تكريم وتكريس إرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في المحافظة على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة؛ واستقطاب الأفراد المتميزين والمنظمات الدولية، ومكافأة الحلول التي أثبتت قدرتها على التصدي للتحديات التي تواجه العالم على صعيد أمن الطاقة وتسهيل الوصول إليها، والتصدي لتداعيات تغير المناخ، فضلاً عن تحقيق التنمية الاقتصادية؛ ودعم المجتمعات وتشجيعها على الابتكار، بما في ذلك أجيال المستقبل”. ويعمل فريق الجائزة بشكل وثيق مع “مصدر” من أجل تعزيز التقدم نحو نشر وتطبيق حلول الطاقة المتجددة والنظيفة على نطاق واسع، إضافة إلى تشجيع الابتكار في هذا القطاع الذي يعتمد عليه العالم لضمان أمن الطاقة والتصدي للتحديات المستقبلية من خلال التركيز على التنمية المستدامة. مشاركات لنشر الوعي حول الجائزة وأهمية الابتكار ? قال الجابر “انسجاماً مع هذه الأهداف، سيواصل فريق العمل في الفترة المقبلة بذل الجهود لنشر المزيد من الوعي حول الجائزة وأهمية الابتكار في مجال الطاقة المتجددة محلياً ودولياً، وذلك من خلال المشاركة في مؤتمر آسيا لطاقة المستقبل والذي سيعقد في سنغافورة في الفترة 22 إلى 24 أكتوبر المقبل، إضافة إلى المنتدى الدولي للطاقة في دبي والذي سيقام في الفترة نفسها”. إضافة إلى ذلك، ستشارك الجائزة في مهرجان أبوظبي للعلوم في الفترة من 10 إلى 20 أكتوبر 2012 لتحفيز الابتكار لدى الجيل الصاعد من شباب وفتيات الإمارات. وسيكون حفل توزيع جائزة زايد لطاقة المستقبل أحد أهم محطات “أسبوع أبوظبي للاستدامة” الذي سيقام خلال الفترة من 13 إلى 17 يناير 2013، وذلك في إطار الجهود الهادفة لدفع وتعزيز الحوار البنّاء الهادف لتحقيق التنمية المستدامة. ويشكل هذا الأسبوع استمراراً للجهود التي بدأت في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (ريو+20) والذي كان من أهم مخرجاته، التنويه بأهمية الاقتصاد الاخضر كإحدى آليات تحقيق التنمية المستدامة والعمل على وضع آلية خاصة بأهداف التنمية المستدامة والتنويه بدور مبادرة الطاقة المستدامة للجميع من أجل تحقيق أمن الطاقة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©