نقلت صحيفة ألمانية عن الرئيس الأميركي باراك أوباما ترحيبه بما أسماه بـ”بداية جديدة” مع روسيا يستشرف تعاوناً عملياً بناء، وذلك عقب اجتماع حلف شمال الأطلسي “الناتو” مع موسكو على هامش قمة الحلف في لشبونة يومي 20 و21 نوفمبر الحالي.
وكان الناطق باسم الرئاسة الأميركية بن رودس، أعلن على متن الطائرة الرئاسية “اير فورس ون” المتوجهة إلى واشنطن فجر أمس، أن أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف عقدا اجتماعاً في غرفة على انفراد لم يكن مقرراً، وتحادثا لـ15 أو 20 دقيقة على هامش قمة لشبونة.
وكتب أوباما في صحيفة “فرانكفورتر ألجماينر” الألمانية أمس قائلاً “الناتو وروسيا بمقدورهما الآن استئناف تعاون عملي بناء واستشراف بداية جديدة في العلاقات بينهما”، وذلك عقب موافقة ميدفيديف على التعاون بين بلاده والحلف في مشروع الدفاع الصاروخي، مما وصف بأنه “خطوة تاريخية” بعد نهاية الحرب الباردة.
وذكر بن رودس أن اجتماع أوباما وميدفيديف في لشبونة “غير رسمي” و”لم يكن مقرراً” من قبل، مؤكداً انهما “يتبادلان مشاعر التقدير”. وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية أن اللقاء عقد بمبادرة من أوباما الذي وصف هذا الاجتماع “بالودي جداً”.
وقال أوباما حسبما نقل أحد المسؤولين في إدارته إن اللقاء مع مدفيديف كان يهدف إلى “خفض حالات سوء التفاهم التي يمكن أن تؤدي إلى عواقب غير مرغوب فيها”. كما بحث الزعيمان أيضاً معاهدة “ستارت” الجديدة التي وقعت في أبريل الماضي في براج وتنص على خفض 30% من عدد الرؤوس النووية التي تملكها القوتان النوويتان العظميان.
وكان أوباما استغل الساحة الدولية أمس الأول، لحث معارضيه الجمهوريين في الكونجرس على التصديق على المعاهدة. كما حث ميدفيديف أيضاً الأميركيين على الموافقة على المعاهدة بسرعة وكرر 6 وزراء خارجية أوروبيين هذا النداء، في ظهور مشترك خلال أعمال القمة الأطلسية.
وقال ميدفيديف في مؤتمر صحفي بعد محادثاته مع زعماء الحلف إن عدم وجود ستارت سيكون أمراً “عاراً جداً”. وأضاف أنه يأمل باتخاذ النواب الأميركيين موقفاً يتسم بالمسؤولية وأن موسكو ستعمل بأسلوب “متناسق” مع الولايات المتحدة.
وأضاف “إنني على يقين بأن المنطق السليم سيسود”. وبشأن الدرع الصاروخية، أكد الرئيس الروسي أن الرد الإيجابي الذي قدمته روسيا إلى حلف الناتو للمساعدة على نصب درع مضادة للصواريخ في أوروبا كان مشروطاً بنوعية هذا التعاون. وقال للصحفيين “على روسيا أن تكون فكرة نهائية بشأن ما سيكون عليه النظام الأوروبي المضاد للصواريخ”. وأضاف “علينا أن نفكر بالحيز الذي سنشارك فيه”، مشيراً إلى أنه أصبح “أكثر تفاؤلاً بعد قمة لشبونة مما كان قبلها”.
عدد اليوم
