السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

صغار يأكلون لقمة عيش مع «تاجر المستقبل»

صغار يأكلون لقمة عيش مع «تاجر المستقبل»
28 ديسمبر 2017 21:58
لكبيرة التونسي(أبوظبي) وسط أجواء مفعمة بالتنافس في مهرجان الشيخ زايد التراثي، استطاع العديد من الأطفال المشاركين في فعالية «تاجر المستقبل» أن يحققوا جزءاً من أحلامهم وطموحاتهم من خلال خوضهم تجربة خاصة اكتسبوا من خلالها مهارات عالية في البيع والشراء، وهو ما يرسخ بداخلهم قيمة العمل ومحاولة كسب «لقمة العيش» بالجد والمثابرة والغوص في تفاصيل التجارة الحرة، ومن ثم انتظار الربح في آخر اليوم.. واللافت أن ركن «تاجر المستقبل» حظي باهتمام كبير بين أطفال المهرجان، الذي تتوصل فعالياته من 1 ديسمبر إلى 27 يناير المقبل في الوثبة. تلفت فعالية «تاجر المستقبل» أنظار ضيوف المهرجان، معلنة حضورها القوي، حيث تحظى باهتمام متزايد من الزوار، في إطار المبادرة التي أطلقتها مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية بالمهرجان، بحسب شمسة محمد البلوشي المسؤولة عن فعالية «تاجر المستقبل»،، والتي تهدف إلى إلى دعم الفكر التجاري لدى صغار السن ممن يعرضون منتجاتهم للبيع، والذين يقومون بشرائها وإعادة بيعها بأنفسهم، كما يقومون بتحديد السعر وحساب نسبة الأرباح، مشيرة إلى أن الأطفال يختارون البضاعة التي يروجون لها، وهي إما أشغال يدوية يصنعها الأهل في البيت أو حلوى وألعاب وورود وملابس وأدوات فخارية وعطور وبخور يشترونها بالجملة ويبيعونها بالتجزئة. ولفتت البلوشي إلى أن هذه المبادرة تعد الأولى من نوعها في المهرجان، وتضم 15 دكاناً تجارياً، حيث تمت مراسلة دائرة التعليم والمعرفة التي خاطبت بدورها المدارس لاختيار من لديهم الرغبة في المشاركة بالفعالية، مع عدم معاونة الأمهات للتجار من الأطفال، واعتبرت أن المبادرة مفيدة كونها تدعم الجيل الجديد وتوجهه نحو آفاق واسعة، وذكرت أنها لم تكن تتوقع كل هذه الجدية التي لمستها عند الأطفال المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و15 عاماً. الالتزام بالدوام ماجد سعيد طالب من مدرسة الرواد انضم إلى فعالية «تاجر المستقبل» من بداية افتتاح المهرجان، يقف بكل حماس ونشاط أمام بضاعته المتكونة من الألعاب، ويشير إلى أنه سعيد بهذه التجربة التي جعلته يتعرف إلى طريقة تسويق منتجه، وكيفية إقناع المشتري والترويج لسلعته، ويلتزم سعيد بدوام عمله في الفترة المسائية بالمهرجان، ولم يهمل في المقابل مذاكرة دروسه، موضحاً أن فكرة التجارة أعجبته وقد يتخصص في المستقبل في هذا المجال ويقيم مشروعاً خاصاً به. ويؤكد عبدالله سعيد من مدرسة الرواد أيضاً، الذي يعرض مجموعة من أنواع العطور والبخور، أنه سعيد بهذه التجربة، خصوصاً أنه يكسب يومياً مبلغاً من المال أكثر، لافتاً إلى أن التجربة زادته ثقة بالنفس وزودته بخبرة لا بأس بها في مجال التجارة. ثقة بالنفس عفراء بخيت المنصوري تقف وأمامها بضاعتها بكل همة ونشاط رغم خجلها، فهي لا تكاد ترفع عينيها إلى الزوار الذين يكبرونها سناً، وتبين أنها تتلقى تعليمها حالياً في مدرسة أم العرب بمنطقة الفلاح، وأن بضاعتها المكونة من أشغال يدوية نفذتها بنفسها، بالإضافة لمجموعة أخرى اشترتها، وتضم مجموعة من أدوات زينة الشعر وأكسسوارات للفتيات، وأن تجارتها تلقى إقبالاً كبيراً من الزوار ما جعلها تشعر بالسعادة والثقة بالنفس، مشيرة إلى أن ما ستجمعه من أرباح تجارتها ستقدمه هدية لوالدتها. أدوات مدرسية أحمد سالم من مدرسة المتنبي ببني ياس يؤكد أنه أبدى رغبة كبيرة في المشاركة بمجرد الإعلان عن مبادرة تاجر المستقبل، مشيراً إلى أنه اختار مجموعة من الأقلام والأدوات المدرسية وبعض الفخاريات المرسوم عليها باليد، واعتمد على نفسه في التسويق وحساب البضاعة وشراء سلع أخرى للتنويع، وأكد أحمد الذي يحب التجارة أنه استفاد من حركة البيع والشراء، موضحاً أنه سيحرص في المستقبل على إنفاق ماله الخاص، لاسيما أن التجربة علمته أن الكسب يمر بالعديد من المراحل وليس من السهل إدارة الأعمال إلا بحنكة عالية. حنكة التسويق بضاعة مزنة سالم، 11 عاماً من مدرسة الفتح بالشوامخ، تختلف عن بضائع باقي العارضين، إذ تتكون بضاعتها من الورود بألوان وأشكال مختلفة، وتلفت إلى أنها تجلب للمهرجان أنواعاً مختلفة من الورود. وعن مغامرتها في اختيار الورد كسعة كونه سريع العطب، بينت أنه أصبح لديها رصيد مهم في التعامل مع الورود، وتوضح أن الورد يظل نضراً أكثر من أسبوعين، وتؤكد أنها تجلب الورود من دكان خالها، ومن حديثها يتضح أنها اكتسبت خبرة واسعة من هذه المبادرة حيث لفتت إلى أنها كانت تبيع الوردة في بداية المهرجان بـ 20 درهماً، بينما خفضت السعر إلى 15 درهماً، حيث إن السعر يختلف من وردة إلى أخرى، بحسب الجودة ونوعية التغليف. لعب الأطفال حبه للتجارة وحلمه في أن يصبح في المستقبل صاحب شركة من ضمن الأسباب التي جعلت زايد خالد يقضي يومه في ركن «تاجر المستقبل» الذي يبين أنه اكتسب خبرات من خلال التعامل مع بعض زوار المهرجان وبخاصة فئة الأطفال إذ يسعى إلى إقناعهم بجودة المعروضات ويوضح لهم مميزات لعب الأطفال التي يتاجر فيها. ويؤكد أنه منذ بداية المهرجان وهو يربح وأنه تعلم من هذه التجربة أن يكون جاداً وصادقاً مع الآخرين خصوصاً أن عالم التجار يزخر بالكثير من المفاجآت ويطرح أمام البائع وجوهاً متغيرة وأنه استطاع أن يكون تاجراً متميزاً بين أقرانه خصوصاً أن ربحه يزيد كل يوم وزواره يتزايدون أيضاً نظراً لجودة ما يعرض فضلاً عن أنه يتعامل مع الزوار بشيء من اللين، ويرى أن المهرجان حقق للأطفال العديد من طموحاتهم عندما وضعهم في تجارب حقيقية تختبر قدراتهم وتدفعهم لتكوين نظرة كاشفة للمستقبل في ضوء ما يكتسبونه من خبرات ومهارات. مهارات الحياة تعيش شيماء أحمد تجربة جديدة كونها تحولت إلى تاجرة وهي في عمر الـ11 عاماً وتذكر أنها عرفت معنى المكاسب حين لاحظت اهتمام رواد المهرجان بركن «تاجر المستقبل وأنها تأمل بأن تتعلم أصول التجارة من الآن فصاعداً وتحلم بأن تؤسس عندما تكبر شركة كونها أحبت الربح وتعلمت كيف يكسب المرء قوته من عمل يده وتلفت إلى أن التجربة تستحق المجازفة، وأن المهرجان قدم لجميع الأطفال خبرات كثيرة ومهارات مهمة في الحياة. تجارة الفرح اختارت كاملة هويشل 12 عاماً تجارة الملابس التراثية وبيع دلال القهوة والدخون والألعاب الضوئية وتقول إنها لم تكن تتخيل أن لديها مواهب حقيقة في التجارة إذ شعرت بسعادة غامرة عندما وجدت أن أرباحها تتزايد بشكل سريع بسبب الإقبال الكثيف من قبل أطفال المهرجان على الملابس التقليدية وبعض المنتجات التي يفضلها الأطفال وتبين أنها تحظى بدعم أسرتها وأقاربها وأن الأجواء في ركن «تاجر المستقبل» في المهرجان تتميز بالهدوء والتعاون بين كل التجار الصغار الذين يعرضون تجارتهم بفرح، ويحاولون أن يكونوا في موضع المسؤولية وهو ما يرسخه المهرجان الذي أفسح المجال للكبار والصغار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©