الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مستشار هادي لـ «الاتحاد» :مصير اليمن يتحدد في 48 ساعة

مستشار هادي لـ «الاتحاد» :مصير اليمن يتحدد في 48 ساعة
11 سبتمبر 2014 01:54
قال فارس السقاف، مستشار الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، أمس الأربعاء، إن مصير اليمن المهدد بالانزلاق إلى أتون حرب أهلية «سيتحدد في غضون الثمانية والأربعين ساعة القادمة». وأضاف في تصريح لـ(الاتحاد):«سيتضح خلال يومي الخميس والجمعة ما إذا كانت الأزمة المتفاقمة في البلاد ستتجه نحو الانفراج أو مزيد من الاحتقان»، ربما يؤدي إلى نشوب حرب أهلية وسط العاصمة صنعاء في ظل استمرار المتمردين الحوثيين بتصعيد حراكهم السلمي والمسلح ضد الحكومة الحالية على خلفية قرارها أواخر يوليو بزيادة أسعار الوقود. وذكر أن الوضع في العاصمة صنعاء «كان مهيأً للانفجار» الثلاثاء بعد مقتل سبعة أشخاص برصاص جنود فتحوا النار على آلاف من مؤيدي حركة التمرد الحوثي حاولوا اقتحام مبنى رئاسة الحكومة، «إلا أنه تمت السيطرة على الموقف»، حسب قوله. وكان الحوثيون رفضوا الأسبوع الماضي مبادرة سياسية أطلقها الرئيس عبدربه منصور هادي لإبعاد شبح الحرب الأهلية تضمنت تشكيل حكومة جديدة وتخفيض أسعار الوقود بنسبة 30 في المائة من الزيادة السعرية، وهو ما زاد من تعقيدات الأزمة الراهنة. واستبعد المستشار الرئاسي صدور مرسوم حكومي جديد بتخفيض آخر لأسعار الوقود لاحتواء الحوثيين، وقال: «لا يمكن للترقيعات أن تحل الأزمة الحالية»، مضيفا:«لا بد من عقد لقاء موسع بين الرئيس هادي والمكونات السياسية وجماعة الحوثيين لتدارس الوضع والخروج باتفاق يمثل خارطة طريق جديدة». وأردف:«الأمور تتجه نحو انعقاد هذا اللقاء في غضون يومين لكن المفاوضات الجارية بطيئة أمام التصعيد الكبير على الأرض». وعلى الأرض عزًز الجيش اليمني تواجده عند مداخل صنعاء أمس الأربعاء غداة اشتباكات مع مسلحين من جماعة الحوثيين المتمردة هاجموا منشآت حيوية وخدمية جنوب العاصمة، وسط مخاوف دولية من تحول المواجهات إلى «نزاع عنيف مستمر» بعد مقتل محتجين سلميين من مؤيدي حركة التمرد برصاص قوات الأمن الرئاسي أمس الأول. وذكر شهود عيان لـ(الاتحاد) إن الجيش نشر قوات إضافية مدعومة بمدرعات عند المدخل الغربي للعاصمة حيث يستمر التوتر منذ أسابيع على خلفية الاحتجاجات الشعبية المناهضة وتقودها جماعة الحوثيين التي يتمركز آلاف من مقاتليها عند مداخل صنعاء منذ 18 أغسطس بينما يستمر مئات غير مسلحين منذ الأحد الفائت بإغلاق شارع المطار ووزارتي الكهرباء والاتصالات وهيئة البريد، شمال المدينة. وأفادوا بان الجيش استحدث نقطة تفتيش في شارع الخميس على بعد مئات الأمتار من نقطة التفتيش الرئيسية في منطقة «الصباحة»، حيث يوجد المعسكر الرئيسي لقوات «العمليات الخاصة» الأكثر تأهيلا وتدريباً داخل المؤسسة العسكرية اليمنية. كما وضعت قوات احتياط الجيش اليمني المتمركزة عند المدخل الجنوبي للعاصمة في حالة «تأهب قصوى» بعد اشتباكات قصيرة، مساء الثلاثاء، مع مسلحين حوثيين هاجموا محطة لتوليد الطاقة ومنشآت حكومية خدمية في منطقة «حزيز» التي تعد واحدة من مناطق نفوذ المتمردين الحوثيين في صنعاء. وذكر عقيد في قوات الاحتياط لـ(الاتحاد):«أدت الاشتباكات (الثلاثاء) إلى رفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى»، مؤكدا استقرار الوضع صباح الأربعاء في المنطقة «بعد أن نجحت القوات في طرد المسلحين الحوثيين» الذين كانوا قد تمركزوا على اسطح عدد من منازل السكان المحليين. وأكد مقتل شخص وجرح آخرين في الاشتباكات التي انتهت بطرد المسلحين وإعادة فتح الطريق الذي يربط العاصمة صنعاء بأغلب مدن البلاد. واتهمت اللجنة الأمنية العليا في بيان، جماعة الحوثيين بالاستمرار في تنفيذ «الأعمال الخارجة عن النظام والقانون» في منطقة حزيز، وذلك بعد أن هاجم مسلحون حوثيون بأسلحة رشاشات خفيفة ومتوسطة وقذائف صاروخية «نقطة تفتيش تابعة لمعسكر قوات الاحتياط»، كما اعتدوا على محطة لتوليد الطاقة الكهربائية واقتحموا ثلاث مدارس في المنطقة. وقال مصدر في اللجنة، لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، إن قوات الجيش والأمن «تمكنت من التصدي لتلك العناصر» التي كانت قد اقتحمت عدداً من المدارس قبل أن تفر إلى مباني قريبة، مشيرا إلى مقتل مدني وجرح 15 آخرين وعدد من الجنود في هجوم الحوثيين والاشتباكات التي تلتها وأسفرت عن إحراق مركبة تابعة للجيش. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن القتيل، وهو مهندس اتصالات واسمه يحيى العامري، لقي مصرعه برصاص مسلحين حوثيين رفض السماح لهم بالتمركز على سطح منزله. وانتقد أحد الجنود الجرحى، في تصريح بثه التلفزيون اليمني الحكومي أمس الأربعاء، سماح بعض السكان المحليين للمسلحين الحوثيين بالتمركز على سطوح منازلهم. ودعت اللجنة الأمنية العليا أهالي العاصمة صنعاء إلى «عدم السماح للعناصر الخارجة عن القانون الدخول إلى المباني والمساكن الخاصة بهم»، مؤكدة أن قوات الجيش والأمن «ستقوم بالرد على مصادر النيران حفاظاً على الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمواطنين». وقال وزير الداخلية اليمني، اللواء عبده حسين الترب، لدى لقائه أمس قيادة شرطة الدوريات وأمن الطرق، إن «المؤسسة الأمنية والعسكرية هي اليد القوية التي تحمي الوطن وتدحر المتربصين بأمنه واستقراره». ودعا الوزير الترب إلى «إبعاد المؤسسة الأمنية عن الصراعات الحزبية والمذهبية»، وحذر من دعوات تحريضية «تحاول النيل من وحدة المؤسسة الأمنية». وناقش الاجتماع الدوري للحكومة اليمنية أمس في صنعاء برئاسة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة التطورات الراهنة خصوصا في العاصمة «والجهود المبذولة للتعامل العقلاني معها»، حسب التلفزيون الحكومي. ودعا مجلس الوزراء جميع القوى السياسية إلى «التحلي بأعلى درجات الحكمة والمسؤولية إزاء الأوضاع الراهنة»، مؤكدا دعمه لجهود الرئيس عبدربه منصور هادي لنزع فتيل الأزمة التي يبدو أنها، حسب مراقبين، تتجه نحو مزيد من التعقيد في ظل استمرار رجال القبائل المسلحة بالتوافد إلى مخيمات الحوثيين على مشارف صنعاء، وهو ما يعزز مخاوف حقيقة من انزلاق اليمن نحو العنف. ودعت هيئة «الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية» الموالية للرئيس هادي وأحزاب سياسية في الحكومة الانتقالية، اليمنيين إلى الاحتشاد غدا الجمعة في الساحات العامة في العاصمة والمدن الرئيسية للتنديد بتحركات جماعة الحوثيين. وعلى صعيد متصل، عبرت منظمة العفو الدولية عن مخاوفها من تحول الصراع في صنعاء إلى «نزاع عنيف مستمر»، داعية إلى «إجراء تحقيق عاجل ومحايد في مقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص على أيدي قوات الأمن التابعة للحكومة في العاصمة اليمنية». وقال سعيد بومدوحة، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية،:«إن إرداء المحتجين السلميين بالرصاص في شوارع العاصمة أدى إلى زيادة المخاوف من تصاعد المواجهة الحالية هناك وتحوُّلها إلى نزاع عنيف مستمر». وأضاف:«من المهم للغاية أن تراعي الحكومة احترام الحق في الاحتجاج السلمي، والامتناع عن استخدام القوة المفرطة لتفريق المظاهرات، وضمان تقديم جميع المسؤولين عن عمليات القتل غير القانونية إلى ساحة العدالة». وحثت منظمة العفو الدولية السلطات اليمنية على «استثمار الوقت والجهد لضمان حق الحوثيين وغيرهم في الاحتجاج السلمي»، مشددة على ضرورة «إطلاق سراح كل من احتُجز بسبب مشاركته في المظاهرات السلمية فوراً وبلا قيد أو شرط». وقالت إن حوادث العنف الأخيرة في صنعاء أطلقت شرارة المخاوف من احتمال امتداد النزاع المسلح في شمال البلاد بين الحوثيين من جهة، والقبائل المسلحة الموالية للحكومة ولحزب الإصلاح الإسلامي السني من جهة ثانية، إلى العاصمة صنعاء التي يقطنها قرابة ثلاثة ملايين شخص. وكان زعيم حزب الإصلاح، الشريك في الائتلاف الحاكم في اليمن، دعا أمس الأول إلى «حوار صادق وجاد» لإبعاد شبح الحرب الأهلية عن بلاده. وقال محمد اليدومي، في خطاب نشره موقع حزب الإصلاح، إن «الفرصة لا تزال سانحة أمامنا جميعا لكي نخرج من النفق الذي أُدخلنا فيه»، لافتا إلى أن تسارع الأحداث الأخيرة في ظل تصعيد المتمردين الحوثيين احتجاجاتهم المناهضة للحكومة في صنعاء «ساهم في رفع وتيرة الترقب والتوتر السياسي والاجتماعي»، وزاد من معاناة اليمنيين أجمع. وأبدى تفاؤله بإمكانية نزع فتيل الأزمة الحالية التي تهدد بنشوب صراع مسلح داخل العاصمة صنعاء «إذا تعاملنا مع قضايانا ومشاكلنا بلغة العقل، وغلَّبنا المصلحة العامة للوطن والمواطنين قولاً وعملاً ». وخاطب اليدومي من وصفهم بذوي «العقول الراجحة»، و«الضمائر الحيّة» قائلاً:«هل ترضون لأنفسكم ولشعبكم الدمار والخراب. . هل ترضون أن ترتسم ملامح الرعب على وجوه أطفالكم ونسائكم. . وهل تقبلون أن نحيا جميعا في أرض الشتات»، داعيا إلى أخذ العبرة من الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ سنوات «دون أن يحرك العالم ساكنا لإنقاذها من مأساتها ومن خطورة القادم من الأيام والذي قد يكون أكثر رعباً وإيلاماً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©