الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المبعوث الأميركي إلى السودان: لا نفكر في استعمار السودان أزمة دارفور أكبر من الاتحاد الأفريقي

5 نوفمبر 2006 01:30
القاهرة - حمدي رزق: مثل الماء البارد من تحت الحطب المشتعل ينساب المبعوث الاميركي للسودان ''اندرو ناتسيوس'' محاولاً فك الاشتباك بين أطراف أزمة دارفور، معبداً طريقاً سماه الطريق الثالث كان محور حواراته في القاهرة الأسبوع الماضي في طريق عودته من الخرطوم الى واشنطن· ناتسيوس بدا واثقاً بقدراته على توفير حل سلمي للأزمة مبشراً باستجابة سودانية لقرار مجلس الأمن 1706 ومعولاً على تعاون مصري أميركي لمد الطريق وسط أحراش الأزمة، ومؤملاً في تفهم اريتري - تشادي لمتطلبات المرحلة الراهنة التي تحتاج إلى تبريد الصراعات الحدودية التي تتداخل على خط الأزمة فتزيدها اشتعالاً· ناتسيوس متفائل على الرغم من التناطح الاميركي ـ السوداني على حلبة القرار ،1706 نافياً بشدة أي أحاديث أو خطط تشير إلى تدخل أميركي في دارفور، وواصفاً تلك الأقاويل بأنها أمر مضحك· وتساءل: كيف يعرف هؤلاء ما تفعل أميركا؟ وسخر من التقارير التي تقول بعملية أميركية في دارفور على غرار عملية كوسوفو في البوسنة· ناتسيوس حضر إلى القاهرة بعد جولة سودانية واسعة تنقل فيها بين دارفور والخرطوم وجوبا، وأجرى مشاورات مع عدد كبير من الزعامات والمسؤولين السودانيين، ومسؤولي الأمم المتحدة، وهذه لم تكن أولى زياراته للخرطوم، فقد زارها كثيراً، ويعرفها جيداً· اختصرناتسيوس أزمة دارفور وتداعياتها محلياً في الخرطوم وإقليمياً بين عواصم شرق أفريقيا، وعالمياً بين واشنطن ونيويورك بأنها أزمة سودانية احتلت مكانها في الوجدان، وقضية قومية جمعت كل التناقضات المجتمعية في الولايات المتحدة الأميركية، وأصبحت عنصر وحدة قومية وقوة ضغط على الإدارة الأميركية· ويقول إن الرأي العام الأميركي أخذ على عاتقه ألا تتكرر مآسٍ جرت من قبل، ولم يبذل الجهد الكافي لتفاديها أو تجاوزها·· ويضيف: يجب أن تتوقف الحرب الآن لتبدأ العمليات السلمية بالتفاوض مع رافضي اتفاق السلام بدارفور ووضع السياسات التي تجعل دارفور شأناً سودانياً بالكامل·· وفيما يلي نص الحوار: ü كيف ترى المخرج من حالة تناطح الرؤوس بين الخرطوم وواشنطن فيما يخص انتشار القوات الدولية في دارفور؟ üü الحكومة السودانية ليس لديها مانع من القوات الدولية وسبق أن اعلنت هذه الموافقة، ويتوقف اعتراضها على الراية التي تدخل تحتها هذه القوات، هل تحت راية الأمم المتحدة أم تبقى تحت امارة الاتحاد الافريقي ؟، كما أن الحكومتين الأميركية والسودانية متفقتان على بعض بنود القرار 1706 وليس جميعها ولكن يبقى الاتفاق المهم هو توسيع عدد الدول المشاركة والتي تعمل تحت المظلة الدولية بعد أن كان الأمر مرفوضاً جملة وتفصيلاً، ويلفت النظر ازدياد الحديث عن مشاركة بعض الدول العربية في تلك القوات وأن تكون هناك درجة معينة من التقنيات والدعم الفني من قبل الأمم المتحدة، وهناك أشياء أخرى تم الاتفاق عليها ووافقت عليها الحكومة السودانية· أمر مضحك ü لماذا لاتدعم واشنطن قوات الاتحاد الافريقي ؟ üü الاتحاد الافريقي هو الذي تقدم بطلب تحويل المهام ونقلها إلى الامم المتحدة وقدم هذا الطلب ثلاث مرات، وقرر أن المرحلة المقبلة تكون بمثابة مرحلة انتقالية لحين وصول القوات الدولية، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر للقوات الافريقيه وبأكثر من 65 في المئة أي تدعم القوات الأفريقية بأكثر من الدعم المقدم من قبل الاتحاد الأوروبي، وهذا أمر غير عادل، وننتظر الوقت الذي ستتكفل فيه أميركا بـ 27 في المئة فقط عندما تتحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها ويلتزم الاتحاد الأوروبي بنصيبه بدلاً من أن تتحمل أميركا وأوروبا وحدهما ميزانية القوات الأفريقية· ولا يمكن إهمال جانب الخبرة والقدرة على الإدارة والمعرفة الكبيرة بالاتصالات والمتابعة نتيجة الخبرات التراكمية المكتسبة من تجارب مماثلة قامت بها القوات الدولية في عدد من المناطق حول العالم ولابد أن تضطلع تلك القوات بدورها وتعمل على مساعدة القوات الأفريقية في مهمتها، وهذا لايقلل من الدور القيم الذي لعبته القوات الافريقية خلال الفترة الماضية ولايمكن أن نحكم على دورها بالفشل إلا أن التحديات والمهام التي واجهتها كانت أكبر من قدراتها، وأصبحت في حاجة لخبرات أخرى تنطلق من الجهد الذي قامت به القوات الأفريقية لتنمية القدرات الاتصالية والاستفادة من القيادة القوية التي تتوافر لدى القوات الدولية· إنقاذ الأرواح البريئة ü البعض يتحدث عن تدخل أميركي وشيك في غرب السودان على غرار البوسنة ؟ üü الإدارة الاميركية لا تسعى لأمر كهذا إطلاقاً، وأنه لأمر مضحك أن يفكر البعض بهذه الطريقة، والأحداث التي يشهدها العالم تتطلب أن نسعى لمعالجتها حرصاً على الأمن والسلم وأرواح الأبرياء كما أننا لم نمانع في أن تكون القوات المنتشرة في دار فور من دول اسلامية بل إن كثيراً من الدول المشاركة حالياً إسلامية، كما اتصلنا بعدد من الدول التي يمكن أن تقدم مساهمة في هذا الإطار مثل النرويج والسويد التي تمتلك خبرات كبيره ويمكن أن تساعد في حفر آبار لمساعدة مواطني دارفور الذين يعانون، وهذا قد يعكس النوايا التي تحرك هذه المساعي الدولية، وليس لواشنطن مساعٍ بأي حال من الأحوال من أجل استعمار السودان ولم يكن لأميركا في يوم من الايام اي مستعمرات فيه بل إن واشنطن تدفع اموالاً طائلة بلغت حتى الان نحو 1,3 مليار دولار من اجل مساعدة اللاجئين وتوفير حياة كريمة لهم وتأمين عودتهم الى قراهم ومدنهم وانهاء الحالة الانسانية السيئة التي يعيشونها الآن في ظل الحالة الأمنيه المتردية التي يعيشها مواطنو دارفور، ومن غير المنطقي أن يتحدث البعض عن أننا بعد كل ذلك نسعى لاحتلال السودان طمعاً في ثرواته والموارد التي يمتلكها الإقليم· ü الصادق المهدي رئيس حزب الأمة يتحدث عن أن الأميركيين يعدون لعملية في السودان كما تم في كوسوفو؟ üü كيف له أن يعرف أن أميركا ستفعل ذلك؟! · ü تحدث عن أن هذه العمليه ستتم إذا فشلت أميركا في إدخال القوات الدولية؟ üü هذه مجادلات داخلية لا يمكن أن أركز عليها، ويجب أن نعمل على التوصل إلى حل للأزمة الحالية وإنقاذ الأرواح البريئة والفقيرة التي تعيش في المخيمات، وهم من يعاني استمرار الأزمة على ارض الواقع ولو كانوا يملكون الإمكانات مثل غيرهم لانتقلوا إلى الخرطوم وهم فقراء لايملكون شيئاً وهم الذين يعانون ولا احد غيرهم، ولقد كنت رئيساً لهيئة المعونة الأميركية في واشنطن واعلم جيداً أهمية إعادة البناء والتنمية في مثل هذه المناطق الشبيهة بدارفور التي تشتعل بالحرب ولاشك في أن إعادة البناء لايمكن أن تتم في مثل هذه الاجواء، لاسيما أن ملف دارفور في غاية التعقيد ومعظم تركيزنا هو السعي من أجل القيام بدور ايجابي من شأنه معالجة أزمة دارفور وإخراج المواطنين واللاجئين من الحالة التي يعانونها، ونركز حاليا على اقناع الاطراف التي لم توقع على اتفاق سلام دارفور لالحاقها بالاتفاقية واعتقد ان الاتفاق مرن بما فيه الكفاية ويمكن ان يتم استيعاب الرافضين والعمل على تقديم تعويضات مجزية للمواطنين الذين تضررت مساكنهم ومزارعهم وممتلكاتهم وحل الأزمة يعتمد أساساً على معالجة الحالة الانسانيه وانهاء الحرب ولابد من اقناعهم بضرورة التوقيع كخطوة اولى في طريق معالجة الأزمة، وهنا ياتي دور الحكومة باعتبار ان المانحين اعترضوا على المساهمة بعد ان علموا بالدور الذي قامت به الحكومة والتزم المجتمع الدولي باعادة البناء والاعمار على ان تلتزم الحكومه السودانيه بدفع التعويضات· ü كيف يمكن ان تتعامل اميركا مع صيحات الجهاد التي تصدر في الخرطوم؟ دور القاهرة üü هذه الأحاديث يجب أن نتجاهلها ولا نتعامل معها بالجدية ووضعها في اطارها المناسب، وان نعمق النظر في القضايا الواقعية والاصوات المنطقية التي تنظر للقضية بشكل عقلاني وهاديء لاننا بمثل هذه الاصوات الهادئة يمكن ان نصل الى حلول منطقية، والمشكلة الحقيقية هي أن البعض يحاول ان يتعامل بصورة غير منطقية، ويتجنب النظر الى الاوضاع الانسانية هناك والعمل على معالجتها وحلحلة المشاكل التي يعانيها السودان ودارفور، وهذا لاتقدر على تحقيقه سوى الامم المتحدة وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة ارتكبت بعض الاخطاء في الماضي فإن استمرار العمل يجعل نتاجها أفضل حالاً من سابقه وهذا هو المجهود الذي نسعى لتحقيقه على أرض الواقع· ü لا يمكن التوصل لحلول لأزمة دارفور من دون التفاهم مع الجارتين تشاد وأريتريا؟ üü هناك أطراف عديدة مرتبطة بقضية دارفور دول وجماعات وتشاد واريتريا مرتبطتان بهذا الملف بشكل كبير وتؤثران عليه ولابد من ان تتوقفا عن الدور الذي تقومان به في هذا الاطار، وعلى الحكومتين السودانية والتشادية ان تنظرا للازمة الانسانية والامنية التي ستعصف بالبلدين اذا استمر العمل على تغذية الصراع هنا أو هناك· ü ما الدور الذي تنتظره من القاهره خصوصاً وأن واشنطن عمدت إلى تهميش القاهرة في الملف الجنوبي، وجاءت الآن تستدعيها في الملف الدارفوري؟ üü واشنطن لم تهمش القاهرة والقاهرة غيرمهمشة، مصر قلقة جداً من الوضع في دارفور، ودولة واحدة ما كان لها القدرة وحدها على معالجة ازمة الجنوب لذلك كانت الدعوه للايقاد بموافقة الاطراف العربيه ممثلة في الجامعه العربية التي باركت جهود الإيقاد، اما الدور المصري المطلوب القيام به في المرحله المقبلة فهو كيفية حل مشكلة دارفور والعمل على وضع الحلول والطرق المناسبة للخروج منها، مع مراعاة الوقت للخروج من الأزمة، ولقد التقيت بعمرو موسى الامين العام للجامعة العربية، واحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري واستمعت منهما لملاحظات في غاية الاهمية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©