بدأت الأمانة العامة لمجلس الوزراء أمس، بشكل عملي متابعة أول توجيهات رئيس الوزراء حيدر العبادي، بتنفيذ وثيقة الاتفاق السياسي الموقعة من قبل الكتل السياسية والتي تضمنت مطالب الكتل السنية على وجه الخصوص، في بادرة اعتبرها العديد من المراقبين أنها «اثبتت حسن نوايا» الحكومة الجديدة.
فيما أشارت مصادر سياسية رفيعة إلى أن العبادي بدأ بعقد اجتماعات مكثفة مع كبار القادة العسكريين في البلاد لوضع استراتيجيات المعارك على الأرض الخاضعة لسيطرة التنظيمات المسلحة لما يعرف بـ«داعش».
وأكدت مصادر رفيعة أن العبادي بدأ بعقد اجتماعاته مع القادة العسكريين الميدانيين وتدارس معهم الخطط الاستراتيجية لابعاد خطر «داعش» بمحاربته على كل الجبهات وتخليص المدن المحتلة منه بجهود شعبية وعسكرية مباشرة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن العبادي سيزف بشائر نصر في عدد من المدن حتى قبل تسمية وزيري الدفاع والداخلية المتوقع أن تتم الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أنه بدأ بشكل عملي بتلبية مطالب «المحافظات المنتفضة الست» وتنفيذ وثيقة الاتفاق السياسي كبادرة حسن نية تجاه الكتل السياسية التي أعلنت دعمها لحكومته.
وتقول المصادر إن وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري سيقوم بزيارة عدد من الدول الشقيقة والصديقة، لنقل رسائل من الحكومة العراقية الجديدة، الى قادة تلك الدول، لتعزيز أواصر التعاون، والعلاقات الايجابية معها.
واتخذ مجلس الوزراء في جلسته أمس الأول، قرارات عدة أهمها، الموافقة على إنشاء صندوق لإعادة إعمار المناطق التي تضررت بسبب العمليات الإرهابية وتكليف الأمانة العامة لمجلس الوزراء بدراسة آليات تنفيذ ذلك.
كما تم تكليف جميع الوزارات باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن إعادة النظر بإجراءات المعاملات والنشاطات الخاصة ذات الصلة بالمواطنين، وتفعيل إجراءات الردع الصارم بحق حالات الفساد.
كما أوعز المجلس بإعداد مشروع قانون تأسيس قوات الحرس الوطني وتنظيم موضوع المتطوعين من الحشد الشعبي، على أن ينجز المشروع خلال أسبوعين.
على صعيد متصل، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند العبادي لحضور مؤتمر العراق بشأن مكافحة الإرهاب الذي سيعقد بباريس في 15 الجاري.
وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي، أن العبادي تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس أولاند لتهنئته بمناسبة تشكيل الحكومة وحصولها على ثقة مجلس النواب.
وأضاف البيان، أن العبادي أعرب عن شكره لتهاني الرئيس الفرنسي، مؤكداً أن تشكيل الحكومة سيساعد في القضاء على الإرهاب.
وأفاد قصر الأليزيه أن الرئيس أولاند سيتوجه إلى بغداد غداً الجمعة للقاء نظيره العراقي فؤاد معصوم قبيل المؤتمر الدولي بباريس بشأن الجماعات الإرهابية التي احتلت العديد من المناطق في العراق.
وترمي زيارة أولاند لبغداد للإعداد للمؤتمر وإبداء تأييد فرنسا للزعماء العراقيين الذين يقاتلون متشددي «داعش».
بالتوازي، أعلنت الحكومة الفرنسية أمس، أن قراراً لم يتخذ بعد بشأن مشاركة إيران في مؤتمر باريس لمناقشة كيفية التصدي لتنظيم «داعش».
وقال المتحدث باسم الحكومة ستيفان لو فول إن الدول الأربع الأخرى التي تشغل مقاعد دائمة في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا ستمثل في الاجتماع.
وكانت فرنسا أبدت في السابق رغبتها في أن تشارك إيران في المؤتمر إلا أن المسؤولين الإيرانيين أشاروا إلى أنه لا طائل من عقد اجتماع بشأن التصدي لتنظيم «داعش» دون تمثيل الحكومة السورية.
وقال دبلوماسي فرنسي بارز «سنحل مشكلة (داعش) بمشاركة جميع الأطراف ولكن هناك خطين لا ينبغي تخطيهما: لا مجال للمساومة على المحادثات النووية ولا مجال للأسد»، في إشارة للرئيس السوري بشار الأسد.
إلى ذلك، تواصلت ردود الفعل على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، إذ هنأ الاتحاد الأوروبي أمس، رئيس الحكومة، متعهداً بدعمه لمساعي الحكومة من أجل ايجاد حل شامل للعديد من الاحتياجات الطارئة لجميع العراقيين.
وجاء في بيان للاتحاد الأوروبي أن الاتحاد يرحب بروح التوافق والشمولية من خلال وضع المصالح الشخصية على جنب من أجل مستقبل البلد والحفاظ على وحدته، معرباً عن الأمل أن تتم الاتفاقات بسرعة من أجل اتمام تشكيل الحكومة.
عدد اليوم
