الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شبح الأزمة الأوروبية يطارد البنوك الأميركية

شبح الأزمة الأوروبية يطارد البنوك الأميركية
15 أغسطس 2012
يتفق مديرو البنوك الأميركية في أن الأزمة المالية في “منطقة اليورو” تمثل أكبر المخاطر التي تحدق بالقطاع في الوقت الراهن. وعلى الرغم من أن المشاكل المحلية تُعد ثانوية، إلا أن عدم مقدرة القادة الأوروبيين المستمرة على حل أزمة دول منطقة اليورو الهامشية، تمثل الهاجس الأكبر. وهناك هدوء نسبي بخصوص تعرض البنوك الأميركية المباشر لـ”منطقة اليورو” الذي خضع للتقليص بوتيرة ثابتة ويعمل “الاحتياطي الفيدرالي” على مراقبته وتسجيل بياناته على نحو شهري. وما يثير قلق كبار المصرفيين والمراقبين، عدم إمكانية توقع الآثار التي يمكن أن تنجم عن ذلك. وتتخوف جميع البنوك من التعرض لخسائر تقدر بمليارات الدولارات جراء الآثار الأولية الناتجة عن منطقة اليورو الهامشية. وعلى الرغم من الاتفاق حول تشخيص المشاكل، إلا أن القليل من هذه البنوك تتفق حول طريقة المعالجة. وانتهجت بنوك مثل “جي بي مورجان” استراتيجية تحوط ضد المخاطر، لكنها تحتفظ بخطوط الائتمان مع الحكومات والشركات الكبرى في بلدان مثل إسبانيا وإيطاليا. ويبد البعض المزيد من التفاؤل، حيث يرى أحد المصرفيين، أن أفضل وسيلة هي خفض التكاليف وتقليص عدد العاملين. ومن بين كل البنوك الأميركية الكبيرة، تعرض “مورجان ستانلي”، لأصعب الظروف جراء تعرضه لمنطقة اليورو. وعندما ذكر موقع “زيرو هيدج” الالكتروني، السنة الماضية، أن البنك يتعرض لفرنسا بنحو 39 مليار دولار، قام البنك بالإفصاح عن المزيد من مواقف الإقراض الحقيقية التي يقوم بها في المنطقة. واتضح أن المبلغ الحقيقي لا يتعدى سوى جزء يسير من المبلغ المنشور. ومع هدوء قلق المستثمرين النسبي، إلا أن العاملين في البنك أقروا بأن أسهمه لا تزال تعتبر الأكثر تعرضاً لمخاطر “منطقة اليورو” من بين كل البنوك الأميركية الأخرى. ويقول براد هينتز، في مؤسسة “أليانس بيرنستين”، أن بنكي “مورجان ستانلي” و”جولدمان ساكس” أصبحا بنوك شرف في أوروبا، حيث يتم تداول أسهمهما بالتزامن مع الشركات الأوروبية الكبرى. وتعرضت أسهم بنك “مورجان ستانلي” في الصيف الماضي لانخفاض قدره 10% في يوم واحد فقط، نتيجة المخاوف المتعلقة بتعرضه لأوروبا. ويقول براد :”يفسر جزء من هذه المخاوف، التجربة التي عاشها مستثمرو المؤسسات في الآونة الأخيرة، وفي نهاية الأمر، صُدم المستثمرون على نطاق العالم في خضم الأزمة المالية العالمية في 2008 – 09، لإدراك أن البنوك الكبيرة في أسواق المال مرتبطة ببعضها بعضاً بشدة في مختلف أنحاء العالم. كما جسد “مورجان ستانلي” أيضاً الخطوات التي اتخذتها البنوك لدعم أنفسها ولطمأنة المستثمرين. وطلب في إحدى الحالات من الحكومة الإيطالية إلغاء مليارات الدولارات من عقود المشتقات غير المسددة، ما أسفر عن تقديم الخزينة الإيطالية تعويضات للبنك الاستثماري قدرها 2,57 مليار يورو. ولجأ البنك لاستخدام فقرة قانونية غير عادية ترتبط بالحيثيات الإضافية لإنهاء العقد بغرض ممارسة الضغط على الخزينة لتقوم بإلغاء المشتقات في بداية العام الحالي. وتتضمن هذه المشتقات مقايضات أسعار الفائدة التي تمت مع البنك قبل أكثر من 20 عاماً. والاستراتيجية التي تنتهجها البنوك حتى الآن، هي مطابقة الأصول والالتزامات، والتأكد من فعالية آليات التحوط، ما يدفع الأطراف المتنازعة إلى اللجوء لقانون نيويورك أو البريطاني، والمطالبة بضمان لا يخضع لإعادة تقييمه بعملة أخرى، ومن ثم خفض قيمته. وفي حقيقة الأمر، من المستحيل توقع كل التداعيات السالبة التي يمكن أن تفرزها المشاكل المالية القائمة في “منطقة اليورو”. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©