الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جيتس ··· أجندة صعبة لإصلاح البنتاجون

جيتس ··· أجندة صعبة لإصلاح البنتاجون
28 فبراير 2009 22:20
روبرت جيتس من الشخصيات المهمة التي حظيت بشعبية كبيرة في واشنطن ونالت تقديراً واسعاً منذ أن تولى وزارة الدفاع في العام 2006 خلفاً لسلفه سيئ السمعة، دونالد رامسفيلد، بعدما أُنيطت به مهمة صعبة تمثلت في حلحلة حرب العراق المتعثرة، لكن تلك الشعبية وذلك التقدير الذي حظي بهما وزير الدفاع قد تكونا على وشك الانتهاء· فبعد فترة سيكون ''جيتس'' مجبراً على اتخاذ بعض الخيارات التي ربما لن تروق للكثيرين، وهو على الأرجح سيُغضب بعض الأشخاص وسيثير استياء البعض الآخر عندما سيباشر إصلاحاته لوزارة دفاع متضخمة وغارقة في الممارسات القديمة والتقليدية، فضلاً عن مشاكل البيروقراطية والركود، وهو الإصلاح الذي لا بد سيصطدم بمصالح جهات نافذة سواء داخل الوزارة، أو خارجها· فبرغم أن الموازنة التي أعلنت عنها إدارة أوباما يوم الخميس الماضي ترفع مخصصات الدفاع بحوالي 4% خلال السنة المالية الجارية، فإن الأموال الإضافية ستوزع على قوات أكبر حجماً، كما ستُوجه أيضاً لتحسين ظروف علاج جرحى الحرب وستذهب إلى نفاقـــات عسكريـة أخرى كانت تخصص لها في السابق موازنات مستقلة· وفي النهاية سيكـــون على ''جيتس''، رغم الزيــــادة المعلنـــة فــي موازنة الدفاع، إجبار المؤسسة العسكرية على الالتزام بالانضباط المالي، وربما إعادة توجيه الأموال المخصصة لبعض برامج التسلح إلى أولويات أخرى· وعن هذه الصعوبات التي تنتظر وزير الدفاع جيتس يقول ''فرانك هوفمان''، الباحث البارز في معهد البحوث للسياسة الخارجية: ''أعتقد أن جيتس سيصبح أقل شعبية في المستقبل القريب''· ورغم اختياره البقاء على رأس وزارة الدفاع بقيادة الإدارة الجديدة، مازال يتعين على جيتس التخلص من الصفة التي لاحقته طيلة الفترة الماضية على أنه يدير بشكل مؤقت الوزارة بعد إقالة سلفه، دونالد رامسفيلد، لكن مع ذلك لا يمكن إنكار بصمة جيتس في وزارة الدفاع، لا سيما بعدما حرك البركة الراكدة للبنتاجون وألقى فيها حجر الإصلاح· فقد أشار على سبيل المثال إلى المقاومة التي تبديها الوزارة عندما يتعلق الأمر بترتيب أولويات الإنفاق وتوجيهها إلى القضايا العاجلة، إذ مازال البعض في وزارة الدفاع يفضلون الإنفاق على الأسلحة التقليدية حتى في ظل الحروب الجديدة والمختلفة، كتلك التي تخوضها الولايات المتحدة ضد الإرهاب وحركات التمرد والتي تحتاج إلى المزيد من الجنود أكثر مما تحتاجه من أسلحة متطورة· وبدلاً من التركيز على حاجاتها من اللغويين والمستشارين القانونيين والشرطة العسكرية التي أثبتت فعاليتها في حروب العصابات، تركز القوتان البحرية والجوية على أمور أخرى مثل التحدي الذي باتت تمثله الصين وروسيا· ويسعى ''جيتس'' في هذه المرحلة إلى بلورة أفكار جديدة تقيم التوازن الدقيق والصعب بين وجهات النظر المتبابية داخل مؤسسة الدفاع من خلال نشر المقالات وإلقاء خطب تتميز بعمق النقاش الذي تثيره حول طريقة إنفاق نصف تريليون دولار من موزانة وزارة الدفاع· وفي مقالة كتبها ''جيتس'' خلال يناير الماضي بمجلة ''الشؤون الخارجية'' قال: ''لم تعد الحروب تخضع للتقسيمات الواضحة التي يمكن وضعها في خانات محددة بسبب بروز وسائل تدمير جديدة تتراوح بين البسيطة والمعقدة، وهي تستخدم بشكل متواز في حروب اليوم''· وقبل التحاقه بوزارة الدفاع قاد جيتس الذي كان مديراً عاماً لوكالة الاستخبارات المركزية جهود الإصلاح في جامعة تكسـاس، لكن بالنسبة للعديد من المراقبين الذين يتتبعون مسار وزير الدفاع يؤكدون أنه لحد الآن لم يفعل أكثر من إعلان أجندته الإصلاحية لوزارة الدفاع، وأنه لم ينطلق بعد في مهمته العسيرة· وفي هذا السياق يقول أحد موظفي لجنة الخدمات المسلحة داخل الكونجرس رفض الإفصاح عن اسمه ''رغم خطاباته التي أعلن فيها عن نيته القيام بإصلاحات في وزارة الدفاع وإقالته لعدد من العسكريين، فإنه لم يَنفُذ بعد إلى عمق الوزارة ولم يباشر إصلاحاته الجوهرية''، ويتوقع الموظف في الكونجرس الذي رد على تساؤلاتنا عبر البريد الإلكتروني أن يبدأ جيتس في ترجمة تصوراته إلى إصلاحات ملموسة خلال السنة القادمة· وترجع شعبية ''جيتس'' إلى اختلافه عن رامسفيلد الذي عرف عنه أسلوبه الفظ في التعامل مع مرؤوسيه، فرغم الأجندة الإصلاحية التي جاء بها رامسفيلد والتصورات التي طرحها لإعادة هيكلة الوزارة، إلا أن طبيعة شخصيته وتعثر الحرب في العراق حالت دون استكمال أفكاره، وبالتالي عجز عن إدخال تغييرات كبيرة على الوزارة· ويرى ''توم ماهنكين''، الذي غادر البنتاجون مؤخراً بعد شغله منصب نائب مساعد وزير الدفاع للتخطيط أن ''جيتس بشكل من الأشكال هو رامسفيلد آخر، فرغم ما يشاع عن وزير الدفاع السابق من أنه كان يلقي المسؤولية على الآخرين ويحاسبهم بشدة، إلا أنه في الحقيقة لم يقم بذلك''· وفي المقابل أقال ''جيتس'' سكرتير الجيش وسكرتير القوات الجوية، فضلا عن إعفاء كبير موظفيه وقائد المنطقة الوسطى، ومع ذلك مازال جيتس يعمل مع فريق ليس من اختياره، إذ في الوقت الذي ورث فيه خلال عمله مع إدارة بوش الموظفين الذين عينهم رامسفيلد يجد نفسه اليوم محكوماً بالتعييات الجديدة لفريق أوباما، والتي قد لا توافق تطلعاته· ولحسن حظ وزير الدفاع الذي يسعى إلى تقليص نفقات وزارة الدفاع وتكريس الانضباط المالي، أنه يجد في صفه مكتب المحاسبة الحكومي، وهو ذراع التحقيقات التابع للكونجرس، بتقريره الصادر في العام الماضي الذي يكشف عن وجود برامج عسكرية يبالغ في الإنفاق عليها ويطالب بمزيد من التدقيق والحد من بعثرة الأموال· جوردون لوبولد محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©