الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

متاجر روما من دون زبائن في صيف «بخيل»

متاجر روما من دون زبائن في صيف «بخيل»
15 أغسطس 2012
روما (أ ف ب) - في الجادة التجارية الرئيسية فيا ديل كورسو في العاصمة الإيطالية، غالبية المتاجر مفتوحة في منتصف شهر أغسطس، ألا أن المارة يمشون على الأرصفة وأيديهم فارغة. ويتنزه بعض الزبائن وغالبيتهم من السياح بين رفوف المتاجر التي يبدو أنهم دخلوها للابتعاد عن الحر أكثر منه لإنفاق الأموال. ويقول رجل خرج فارغ اليدين لبائع ملح “الجميع في أزمة”. وفي متجر بارون للملابس الجاهزة، تطوي بائعة كومات من القمصان الملونة سينتهي بها المطاف قريباً في الصناديق... فالزبائن قلائل جداً. ويشرح فابيو أنتيكولي، المسؤول عن متجر “روبرتو أنتيكولي” للألبسة الذي أسسه شقيقه، “لم تجر التنزيلات على ما يرام، فالربح الفائت كبير جداً هذه السنة”. ومع ذلك، يشهد وسط روما تدفقاً مستمراً للسياح لكن “السياحة هذه السنة فقيرة”، على حد قول أنتيكولي. وبحسب رابطة التجار “كونفسرسنتي”، كان موسم تنزيلات هذا الصيف “سيئ جداً” مقارنة بالسنة الماضية. فقد انخفضت العائدات بنسبة 20% تقريباً في المركز التاريخي، فيما تراجعت بنسبة دون الثلاثين لا بل 40% في الأحياء المحيطة به. وعلى مقربة من ساحة القديس بطرس، في واجهة متجر ألبسة الأطفال “سيكونيا” المليئة بالغبار، تقبع تماثيل عرض عارية خلف بوابة حديد أقفلت نهائياً. وتشهد جادة كامبو مارزيو المترفة، خلف مقر البرلمان، بدورها إقفال متاجر تاريخية، مثل متجر الحلويات “كونتي” ومتجر الأحذية “ناندو إر كازولايو”. والأمر نفسه ينطبق على متجر مجاور للألبسة الداخلية المصنوعة بحسب الطلب كان يساعد النساء منذ عام 1938 على “حل مشاكلهن البسيطة المتعلقة بالملابس”. وكتبت صحيفة “لا ريبوبليكا” اليومية أن “عالم التجارة في روما في حداد”، بعدما أقفل متجر “لينا روتشي” أبوابه، تاركاً على مدخله كلمة الوداع الآتية “80 سنة، 3 أجيال، قصة تنتهي، شكراً لآلاف الزبائن الذين منحونا الثقة”. ويقول ماركو منياجي، الذي يدير في شارع كامبو مارزيو متجراً للقمصان المصنوعة في إيطاليا، إن “هذه المتاجر أقفلت لكنها ستفتح في مكان آخر”. لكن رئيس “كونفسرسنتي” يبدو أكثر تشاؤماً ويقول “أقفل 1500 متجر في روما منذ مطلع 2012، وقد يرتفع هذا الرقم إلى 2500 بحلول نهاية السنة”. ويضيف “إنه رقم ضخم. المتاجر الصغيرة التي صنعت تاريخ إيطاليا تقفل الواحد تلو الآخر”، مشيراً إلى الركود وارتفاع الضغط الضريبي والضريبة العقارية ومنافسة المراكز التجارية الكبيرة. ويوضح مندوب التجار أن “أصحاب المبادرات الفردية يضطرون أكثر فأكثر إلى بيع مساكنهم الثانوية للحفاظ على نشاطهم التجاري”. وبينما تعنون الصحف “الأزمة لا تأخذ إجازة”، تقدر رابطة أصحاب الفنادق أن 30% من الإيطاليين عدلوا عن أخذ إجازة هذا الصيف. فقد انتهى زمن الإجازات الطويلة ولم يعد السكان يأخذون إجازة لمدة عشرين يوماً أو شهر في أغسطس، بل باتوا يخططون لقضاء يوم أو يومين في عطلة نهاية الأسبوع على البحر بالقرب من روما كي يعودوا إلى العمل الاثنين. والأرقام خير دليل على هذا الواقع. فقد جاء في إحدى الدراسات أنه “بسبب الأزمة الاقتصادية”، وخلال أسبوع 15 أغسطس، سيبقى 80% من المتاجر الكبيرة والمطاعم وأكثر من نصف الحانات مفتوحاً في كل أنحاء البلاد، في زيادة واضحة مقارنة بالصيف الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©