الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسلمو بورما... أصداء الانتهاكات في باكستان

15 أغسطس 2012
طه صديقي إسلام آباد، باكستان ينظم باكستانيون احتجاجات على شبكة الإنترنت وفي شوارع مدن مثل لاهور وبيشاور على خلفية سوء المعاملة التي يتعرض لها المسلمون في ميانمار، وهذه الانتهاكات التي تجري في ميانمار تقوم جماعات إسلامية باكستانية بتحريفه من أجل جمع المال، وكسب مجندين جدد في صفوفها. المجتمع الدولي عبر عن مخاوفه بشأن انتهاكات لحقوق الإنسان يتعرض لها "الروهينجيا" المسلمون في ميانمار. وكانت اشتباكات في يونيو الماضي بين الروهينجيا وجيرانهم البوذيين، "الراكهاين"، قد أسفرت عن مقتل 18 شخصا، وفق حكومة ميانمار. ولكن تقريراً جديداً لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" يصف العدد بأنه "دون الحقيقة بشكل كبير"، ويتهم قوات الأمن بالفشل في حماية "الروهينجيا"، وبفتح النار عليهم في بعض الحالات. غير أن الخطاب في شوارع باكستان أسخن بكثير؛ حيث يزعم المحتجون أن "آلاف" الروهينجيا يُقتلون في غرب ميانمار (المعروفة أيضا باسم بورما). وفي الأثناء، يتم على نحو واسع تداول سلسلة من الصور التي تم التلاعب بها وتعريفها على نحو خاطئ على شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الباكستانية تزعم إظهار العنف الذي يتعرض له "الروهينجيا". غير أن تحقيقات المنظمات المراقبة لوسائل التواصل الاجتماعي وصحيفة "إكسبريس تريبيون" الباكستانية المحترمة أثبتت أن معظم هذه الادعاءات مبالغ فيها. وعلى سبيل المثال، فقد نُشرت على صفحة "فيسبوك" انطلاقاً من باكستان صورة تُظهر بوذيين يرتدون ثيابهم الحمراء التقليدية وهم واقفين وسط صفين من الجثث. ويقول التعليق المرافق للصورة "جثث مسلمين قتلوا من قبل بوذيين". والحال أن هذه الصورة هي من حادث زلزال ضرب الصين في 2010، حيث جاء رهبان من التبت للمساعدة في جهود الإغاثة. بعض المجموعات الإسلامية تستغل المشاعر الملتهبة في باكستان لجمع المال، من أجل "الروهينجيا" ظاهريا، في وقت تقوم فيه الأحزاب السياسية أيضا بملء خزائن الحملة استعدادا للانتخابات الوطنية القادمة. وقد ذهبت إحدى هذه المجموعات الإسلامية، حركة "طالبان باكستان"، إلى حد تهديد حكومة ميانمار، قائلة إنها ستثأر لدماء المسلمين الذين قتلوا في ميانمار. شاه زاد أحمد، مدير فرع منظمة "بايتس فور أول" الناشطة في قطاع تكنولوجيا الإعلام والاتصال في باكستان، يقول إن القصص التي تصور مسلمين كضحايا عبر العالم يتم تضخيمها والمبالغة فيها في باكستان. ويقول: "إنهم يستعملون مثل هذه الحملات ليس فقط من أجل تمويل أنفسهم، ولكن أيضا من أجل اكتساب مزيد من الأرضية السياسية وتجنيد أشخاص جدد لقضاياهم. ويُظهر البحث الذي قمنا به أن هناك صورا مزورة كثيرة يتم استعمالها حاليا من أجل نشر وإشاعة قصص فظاعات ترتكب ضد المسلمين على الكثير من صفحات فيسبوك انطلاقا من باكستان". ويقول إن مئات الصفحات الداعمة للروهينجيا ظهرت على الإنترنت خلال الأشهر القليلة الماضية، مضيفا: "إذا كان لا أحد يستطيع أن ينكر أن ثمة انتهاكات لحقوق الإنسان في ميانمار ترتكب ضد المسلمين، فإن مثل هذه الحملات المبالغ فيها على الإنترنت يمكن أن تجذب الأشخاص الذين يريدون الترويج للإرهاب والتعاون مع مجموعات متطرفة تعمل بشكل صريح في باكستان". ومن بين المجموعات المشاركة في تأجيج المشاعر الدينية هناك "جماعة الدعوة"، و"الجماعة الإسلامية"، و"جمعية علماء الإسلام"، ثلاث مجموعات إسلامية تتمتع بقوة واضحة في الشارع الباكستاني. "الجماعة الإسلامية" و"جمعية علماء الإسلام" هما حزبان سياسيان لديهما حضور قوي في المناطق الريفية لباكستان. وهما يؤمنان بإيديولوجيا إسلامية محافظة ويعملان على نشرها ضمن رؤيتهما السياسية. أما "جماعة الدعوة"، التي يُزعم أنها الجناح السياسي لتنظيم "عسكر طيبة" الإسلامي، فهي منظمة خيرية محظورة دولياً، وتخضع لمراقبة صارمة في باكستان لأنها متهمة بالتورط في هجمات مومباي 2008، وهو ادعاء تنفيه جملة وتفصيلا. وعلى غرار مجموعات أخرى، أعلنت "الجماعة الإسلامية" أنها تقوم بجمع التبرعات لفائدة أبناء قومية الروهينجيا المتضررين حيث قال منير: "لقد فتحنا حسابا بنكيا، ولاقينا تجاوبا كبيرا". ولكنه لا يعرف حتى الآن كيف سيقومون بإرسال هذه المساعدات إلى ميانمار، وفي هذا الإطار، أضاف ممثل "الجماعة الإسلامية": "لا أحد يستطيع الوصول إلى المنطقة. ولذلك، فإننا لم نستطع إرسال أي شيء. ولكننا نعتزم التحدث مع الأمم المتحدة من أجل مساعدتنا على إرسال المواد الغذائية والأدوية والخيام". وحسب منير، ، فإن المسلمين طُردوا من منازلهم ويعيشون حاليا في الغابة، ولذلك فإنهم في حاجة إلى المأوى بشكل فوري. هذا ويرى البعض أن التهديد الذي صدر عن حركة طالبان باكستان بشأن تنفيذ هجمات في ميانمار هو أمر مستبعد أكثر من الناحية اللوجيستية؛ حيث يقول محللون في باكستان إن هدف الرسالة هو الترويج للحركة على الصعيد العالمي وجذب مجندين جدد إلى صفوفهم. وفي هذا السياق، يرى مسؤول استخباراتي يشتغل على التصدي للإرهاب، أن مثل هذه المواضيع تثار من قبل المتطرفين من أجل اكتساب الشعبية إذ يقول: " إن هذا يُكسبهم حظوة ومكانة رفيعة بين الجماهير الباكستانية". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©