الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المثنى صبح : ضعف النصوص وظاهرة النجم الأوحد .. تحديات تواجه الدراما السورية

المثنى صبح : ضعف النصوص وظاهرة النجم الأوحد .. تحديات تواجه الدراما السورية
22 نوفمبر 2010 20:18
بعد أن خطف الجائزتين الذهبية والفضية في مهرجانين في عمان عن مسلسله التاريخي (القعقاع)، يستعد المخرج المثنى صبح لإخراج مسلسل اجتماعي نسائي للكاتبة أمل حنا، بعد نجاح تجربة تعاونهما الأول في مسلسل (على حافة الهاوية). جلسات نسائية ويبدو المثنى سعيداً بتجربته الجديدة في المسلسل الذي يحمل اسم (جلسات نسائية) لأنه يثق بنص أمل حنا ويعتبرها صادقة وحساسة فيما تكتب، كما أنه يعد الجمهور بصورة مختلفة وجميلة، حيث سيستخدم عدسات سينمائية متطورة لأول مرة في الدراما السورية. و(جلسات نسائية) دراما اجتماعية معاصرة من ثلاثين حلقة، بطلاته مجموعة من النساء، يطرحن مشاكلهن العديدة في الحياة والعمل، حيث يروين يومياتهن بشكل واقعي، وما يصادفنه من مصاعب حياتية، ويتوقف العمل عند الفروق بين جيل النساء الأسبق والجيل الحاضر واللاحق أيضاً من الشابات الصغيرات، في محاولة لتفسير تطور وضع المرأة ومعاناتها مع تطور العصر، واختلاف نظرتها من جيل إلى آخر. ويعتبر المثنى صبح أن العمل يملك كل مقومات النجاح، وهو يعرض نماذج لنساء من الشرائح الاجتماعية الغنية والفقيرة، ويقدم شخصيات حقيقية واقعية تعيش بيننا، نراها ونسمع عنها. وهو يعتقد أن الأعمال الاجتماعية المعاصرة أكثر متابعة من المشاهدين، لأنها تنبع من حياتهم الاجتماعية، ويرون فيها أنفسهم، والحياة التي يعيشونها، وإن كانت بتفاصيل مختلفة. ورغم تفوقه في مسلسله التاريخي القعقاع، فإنه يدلي باعتراف مهم مفاده أن مشهداً واحداً صادقاً في مسلسل اجتماعي ربما يكون أكثر تأثيراً من أكبر معركة في عمل تاريخي. ويفسر اعترافه بالقول: إن المسلسل الاجتماعي عمل نفسي يتصل بنا مباشرة، ويستأثر باهتماماتنا، لأننا نرى فيه أنفسنا أو أشقاءنا وشقيقاتنا وزوجاتنا، فهو على الأغلب صورة واقعية للمجتمع أو لشرائح حقيقية منه. وربما لهذه الأسباب مجتمعة يولي المثنى اهتماماً خاصاً للعمل الاجتماعي، ويحرص على أن تكون مشاهده أقرب إلى الواقع، وأشد تعبيراً عنه. سقف الأعمال التاريخية نال المسلسل التاريخي (القعقاع) جائزتين هامتين في العاصمة الأردنية، الأولى كانت في مهرجان الإعلام العربي، حيث حصل على الجائزة الفضية، والثانية كانت في مهرجان Jordan award ، حيث حصد الجائزة الذهبية لأفضل مسلسل عربي تاريخي. ورغم أن المثنى صبح يعتبر أن الجوائز تعتبر قيداً على المخرج، إلا أنه لا يتردد بوصف مسلسل القعقاع بأنه أحدث ثورة بالدراما والرقابة العربية، وبأنه أضخم الأعمال الدرامية التاريخية، حيث شارك فيه ستمائة ممثل من نجوم الدراما العربية، وبذلك فهو وضع سقفاً للدراما التاريخية السورية، مشيراً إلى أنه قدم صحابة الرسول (ص) لأول مرة في الدراما العربية، وذلك بتجسيدهم دون ظهور وجوههم، لأنه لا يوجد نص قرآني أو حديث شريف يمنع هذا الأمر، الذي أجازه عددا من المرجعيات الدينية الكبرى في الوطن العربي، ولم تعترض على ذلك أية مرجعية أخرى.وعن المتاعب والمصاعب التي صادفها خلال تصوير مسلسل (القعقاع) يقول المثنى إنه شعر بعد انتهاء تصوير المسلسل بأنه كبر عشر سنوات إضافية، ويروي أنه بعد ذهابهم إلى المغرب لتصوير العمل في قرى جاهزة، وقع خلاف مع المركز السينمائي المغربي حال دون التصوير، مما اضطرهم للعودة إلى سوريا وتشييد مدن قرب مدينة تدمر جرى التصوير فيها، ويعتبر وجودها مكسباً كبيراً للدراما السورية، لأنها تمتد على مساحة واسعة. كما يسهب المخرج بالحديث عن رحلة أسرة العمل إلى الهند، لتصوير الأفيال في المعارك، لأنه كان من الصعب والمكلف معاً جلبها مع مدربيها إلى سوريا. وعن قيام الفنان سلوم حداد بدور البطولة في هذا المسلسل .ورغم نجاح (القعقاع) كأول مسلسل تاريخي للمثنى كمخرج، إضافة إلى نجاح أعماله الاجتماعية، فإن المثنى يعتبر أنه لا زال في مرحلة التجريب، وأنه سيستمر في المغامرة الفنية، لأن الفن سواء كان تمثيلاً أو إخراجاً هو تراكم تجارب وخبرات، وكل تجربة تمنح خبرة أكبر. أخطار على الدراما السورية لا ينفي المثنى صبح أن هناك أخطاراً تحيط بالدراما التلفزيونية السورية، لكنه يعتقد أنها تأتي من الداخل، وأولها مشكلة النص، حيث هناك ندرة واضحة في النصوص الجيدة، ولمعالجة هذه المسألة فهو يقترح الانتقال إلى أسلوب (الورشة) في كتابة النصوص التلفزيونية كما يجري في العالم المتقدم، فالفيلم الأمريكي يشارك في كتابته العديد من الكتاب، وكذلك المسلسلات التركية، وهو يدعو إلى أسلوب الورشة في الكتابة بإلحاح لأنه الشكل الأكثر تطوراً في الكتابة الدرامية. ويعتبر صبح (النجومية) خطراً ثانياً على الدراما السورية، لأن العديد من النجوم السوريين لا يقبلون المشاركة في أي عمل إلا بدور البطولة الأولى، وإذا ساد هذا المنطق فستتحول الدراما السورية إلى (دراما النجم)، كما هو الحال في مصر، وبذلك تخسر لأن سحر تفوقها يكمن في البطولة الجماعية، أما الخطر الثالث الذي يشير إليه المثنى فهو المسلسلات التركية المدبلجة، لأنها تفتح الطريق لدبلجة مسلسلات أمريكية وإسبانية ومكسيكية، وهو ما أثر بشكل سلبي على الإنتاج السوري الذي انخفض إلى (23) مسلسلاً عام 2010، بعد أن وصل إلى خمسين مسلسلاً عام 2009. وفي المقابل يعترف المثنى أن المسلسلات السورية، وفي مقدمها مسلسل (صلاح الدين) قد تمت دبلجته إلى اللغة التركية وعرض هناك أمير الشعراء إذا كان المثنى يستعد الآن لتصوير مسلسل جلسات نسائية، فإن في جعبته مشروعين آخرين، الأول مسلسل عن أمير الشعراء أحمد شوقي وقد تبنته قناة دبي ومدينة الإنتاج الإعلامي المصرية، أما الثاني فهو مسلسل (أعدائي) للراحل ممدوح عدوان، وهو يعتبر أن كلا المشروعين مؤجلان الآن إلى أن تنتهي جلسات النساء!.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©