الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراء «الاتحاد الإلكتروني» : استئصال العنف المدرسي يبدأ من البيت

قراء «الاتحاد الإلكتروني» : استئصال العنف المدرسي يبدأ من البيت
22 نوفمبر 2010 20:19
استقطبت زاوية «مرافئ» للكاتب علي أبو الريش غالبية تعليقات القراء الموجهة لأعمدة الرأي في «الاتحاد» خلال الأسبوع المنصرم، وذلك تعقيباً على مقال له بعنوان «العنف المدرسي»، وعلق فيه الكاتب على حادثة تعرض طالب مواطن للطعن في إحدى مدارس رأس الخيمة، ودخوله المستشفى متأثراً بالجراح التي أصيب بها، بعد ما اعتدى عليه أحد زملائه بالمدرسة. جاء في مقال الكاتب: «الحادثة تعيد إلى الذاكرة معنى العنف الذي يجرح والذي يحفر في الجسد أخاديد ووديان ويسيل الدماء.. العنف الذي لا تجدي معه تحذيرات ولا توبيخات ولا إيقافات ولا حتى الفصل من الدراسة أو السجن.. هذا العنف القادم من أحراش منزلية، المتسلق جبال العلاقات الإنسانية، المتسلل من غابات تربوية رديئة وموحشة، يحتاج إلى وقفة وإلى نظريات تربوية جديدة مغايرة للقديمة والعقيمة، والتي لا ينتج عنها غير الخوف.. أو التهور، تياران شديدا الوطأة والمراس يقودان إما إلى الانكسار أو إلى الانفجار، ولابد من دراسة ولابد من وعي مدرسي بقيمة الأخصائي النفسي الذي يرافق الحالات الشاذة ويتابع أحوالها وتكون علاقته مباشرة مع الحالة المدرسية والأهل...». وكان طالب مواطن في الصف الثامن برأس الخيمة تشاجر مع زميله بتسديد ثلاث طعنات، وجهها إليه في أنحاء متفرقة من جسده، نُـقل على أثرها إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج. وألقت الشرطة القبض على الجاني الذي اعترف بـ«أن الواقعة حدثت نتيجة قيام زميله بالتعدّي على دفتره المدرسي، زاعماً وقوع مشادة كلامية بينهما أدّت، في اليوم التالي، إلى العنف باستخدام السلاح الأبيض». وأبدى قراء «الاتحاد الإلكتروني» استغرابهم لوجود حالات من العنف المدرسي يمارسها الطلاب على بعضهم البعض في بيئة يفترض أنها مناخ سلام وأمان تنعم فيه نفوس الصغار بتلقي العلم وتهذيب الأخلاق. وكتب بعض المتصفحين تعليقات على المقال وعلى خبر الحادثة، مستنكرين الظاهرة، ومطالبين في الوقت نفسه بإجراءات وقائية تقوم بها المؤسسات التربوية مرجعين ظاهرة السلوك العنيف بين التلاميذ إلى السلوك الأسري داخل البيت، في حين رد بعض القراء الظاهرة إلى الجو المدرسي نفسه.. وفي ما يلي نماذج من آراء القراء: اسطوانة اتهام المدرسة المتصفح الذي وقع باسم (مدرس) كان تعليقه موجهاً للكاتب بشكل مباشر: «مللنا من توجيه التهم جزافاً للمدرسين، والمدارس في قضية السلوك العنيف وغير الأخلاقي، فالعنف منبعه التربية الأسرية، وعلينا أن نكون صرحاء، ونعترف بأن العنف ما زال أمرا معاشاً في كثير من البيوت، يمارسه الزوج على الزوجة، وهي من جانبها توقعه على الأولاد، ويطبقه الأبناء الكبار على منهم أصغر منهم، وهكذا.. فالطفل الذي عاش جحيم العنف في بيته، يبدأ بتطبيقه على منهم أصغر منه في مدرسته.. نعم المدرسة لها دور، ولكن من الصعب تغيير عادات المجتمع بين عشية وضحاها، فالظاهرة يجب اجتثاثها أولاً من البيوت وأخيراً من البيوت». أصناف العنف العنف الجسدي ليس فقط هو الذي يؤرق المتصفح (بو سالم) الذي يفكر جدياً في منع فلذات كبده من ارتياد مدرستهم خوفاً عليهم من ظاهرة العنف، فكتب: «المسألة يا ناس، لا تقتصر على العنف الجسدي فقط، وإنما الحقيقة أن أغلبية المدارس فيها (مافيا) إذا لم تمارس العنف الجسدي بالضرب والطعن وحتى بالتحرش الجنسي، مارست عنفا آخر لا يقل خطورة مثل بعض الألفاظ التي تعتبر غاية في البذاءة لأنها تخدش حياء الصغار، إضافة إلى تبادل الأفلام الخليعة، وتعاطي التدخين، وغيره وغيره.. وأعتقد أن كثيراً من هذه السلوكيات، تسربت إلى تلاميذ اعرفهم شخصياً من خلال زملاء في المدرسة، ولم يكونوا يدرون عنها أصلاً وهم في البيت، وهذا ما جعلني أفكر جدياً في منع أبنائي من ارتياد مدرستهم والبحث لهم عن بديل رغم إن الجميع يعتبرون أن المدارس متشابهة في هذه الظاهرة». مدرسة المشاغبين وتعتبر المشاركة (مريم الحمادي) أن الدراما «غير المسؤولة»، لعبت دوراً محوريا في تفاقم ظاهرة «المشاغبة» التي تتطور وتتحول الى عنف داخل المدرسة، معتبرة أن كثيراً من الأعمال الدرامية رفعت من شأن بعض السلوكيات المرفوضة مثل المشاغبة على المدرس، وعنف التلاميذ ضد بعضهم البعض.. وتضيف: «.. أعتقد أن كل تلميذ شاهد على الأقل مقاطع من (مدرسة المشاغبين)، وكيف كانت هذه المسرحية تدعو إلى التعاطف مع سلوكيات التلاميذ، رغم عدوانيتها سواء باللفظ، أو الفعل ضد زملائهم، أو ضد معلمتهم.. ووقوع بعض الأعمال الدرامية في هذا المنزلق الخطر، لا يقتصر على مسرحية (مدرسة المشاغبين) وإنما أصبح شبه لازمة عامة في كل عمل درامي يريد له منتجوه الإقبال الجماهيري، وخصوصاً بعض المسلسلات الخليجية، التي روجت لظاهرة «البويات» أو الفتيات المسترجلات في المدارس اللواتي يمارسن العنف بكل أنواعه على زميلاتهن المسكينات..نعم الدراما يجب أن تعكس كل الظواهر الإيجابية والسلبية، أيضاً في المجتمع، ولكن يجب أن يكون هناك إيحاءات درامية منفرة من السلوك الشاذ، ومرغبة في الجانب الأخلاقي في الوقت نفسه، وهو ما نفتقده في الدراما التي تناولت الموضوع». أما المتصفح (ياسر الشحي) فيبدي عتبه على من يرجعون قضية العنف المدرسي إلى جو التربية داخل البيت، لأن قضية العنف، لا تعود حسب رأيه إلى سوء معاملة الوالدين: «من خلال ما قرأت، يبدو أن المدرسة معذورة في الظاهرة الشنيعة.. وأنا رأيي أن المدرسة مسؤولة أولاً وأخيراً... لنفترض أن التلميذ عومل بسوء في بيته، فهل هذا يعني أن تتخلى المدرسة عن مهمتها في التربية وتهذيب الأخلاق من خلال رصد عناصر التلاميذ الذين يتسمون بالعنف، ومن ثم القيام ببرنامج خاص لهم، يضعه أخصائيون نفسيون، إلى غير ذلك من الإجراءات».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©