الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملامح الهوية القاهرية بعيون إسبانية ومكسيكية

ملامح الهوية القاهرية بعيون إسبانية ومكسيكية
22 نوفمبر 2010 20:23
في محاولة لاكتشاف العلاقات والمفاهيم المتشابكة والمتعارضة أحيانا داخل الإنسان؛ أقيم مؤخرا بالقاهرة معرض "ملامح الهوية" للمصورين الإسباني مانويل ديسترو والمكسيكي طونيو لابرا حيث سعيا إلى جذب انتباه العيون الرافضة للتأمل فهي "دعوة للتأمل"، كما تقول الكاتبة الكوبية فيفيان خيمينيث التي قدمت للمعرض. مساحة للحوار في قاعة "الباب" بمتحف الفن المصري الحديث بالقاهرة، ظهر عدد كبير من أعمال الفنانين اللذين التقطا صورا لخمسين مشهدا من منظورهما الخاص، للعاصمة القاهرة كمحاولة للتقارب في إطارين متباينين واضحين يعبران عن نفس المساحة والزمن لمدينة قاما بالتجول بها مشيا على الأقدام وعبرا صحرائها اعتمادا على كاميراتهما. ديسترو ولابرا جعلا من أعمالهما مساحة للحوار يدعوان بها المشاهد إلى أن يرى ما يدور بداخله ويرى نفسه، وذلك من خلال إحداث التمازج بين الفطرة والذكاء والخبرة والحس المرهف المشبع بالولع للمشهد، فيكتشفان العالم كمسافرين، ثم يدعوان من خلال أعمالهما المتلقي إلى التحليل بعد الرؤية، دون أن يحمل آراء مسبقة، لما يمثل جزء من الإبداع البشري. وتظهر القاهرة وضواحيها بوضوح في أعمال معرض "ملامح الهوية" من التصوير الفوتوغرافي نتيجة لحظة صغيرة هي الوقت المستغل في الضغط على زر الكاميرا لتؤكد حقيقة ما تحتويه من علاقة القاهرة بضواحيها باعتبار أن كلا منهما نتيجة حتمية للآخر، حيث إن كل ما يبدو بعيدا، ولا تراه العين الشاردة، هو ذاته المدينة التي تعيش في كل وجه، ذلك الوجه الذي نحت بكل دقة أركان تلك المدينة، في تناغم الألوان الأكثر بهجة. والتجريد الظاهري لما هو بالداخل في مواجهة حقيقة الصورة الخادعة يجتمع بشكل مدهش في أعمال الإسباني ديسترو، فهو مغرم بقاهرة اكثر تجريدا، مع هدوء الأبيض والأسود في أعمال المكسيكي لابرا، وهو ما يجبر المتلقي على التفكير. استضافات أجنبية تقول رشا رجب، مدير قاعات العرض بالمتحف، إن المعرض يضم إبداع كل فنان من خلال ثقافته وتاريخه وأدواته معبراً عن رؤاه الفوتوغرافية مستخدماً تقنياته الخاصة، وان المعرض يمثل إطلالة من الاستضافات الأجنبية التي يرعاها قطاع الفنون التشكيلية لتنمية الروابط الثقافية بين مصر وشعوب العالم. الفنان مانويل ديسترو مصور يهتم بإعادة تقييم المدن من خلال صوره، وهو حاصل على الليسانس في تاريخ الفن من جامعة بوسطون في ماساشوستس، وتركز أعماله على التصوير الفوتوغرافي على نظرته الخاصة إلى المدن بالعالم. ويستطيع من خلال صوره، إحياء تقدير جمال المدن وإظهار الوجود المؤقت للإنسان في بيئة متغيرة، حيث يتناول موضوعات مثل المساكن، والضواحي ومظاهر التطور والمعمار التقليدي، وبعض المظاهر الحضرية. وعرضت أعمال ديسترو في العديد من المعارض الجماعية، مثل متحف البحر المتوسط في ستوكهولم. كما نشر أعماله في مجلات في لندن ونيويورك وإسبانيا ولوس أنجلوس، وفرانكفورت، وحصل عمله "واجهات الجزائر ذات أطباق الإرسال" على جائزة المسابقة الأولى للتصوير لمجلة "لوج". مفاهيم حديثة أما الفنان المكسيكي طونيو لابرا فهو يجعل من الصورة مركزا لحواراته واهتمامه المتواصل بالتصوير جعل منه مستكشفا دائما، حيث إن أعماله الكثيرة تتوافق مع الاحتياجات الحيوية لتسجيل البيئة من منطلق كونه رحالا، لديه خبرة بعيدا عن المفاهيم الحديثة الأكثر سطحية، ويعترف أن أعماله تعد بحثا ميدانيا عن القيم المهملة، ومن منطلق انه مصور صحفي فقد التقط صورا لحشرات استوائية، واثارا صينية، ومومياوات من حضارة الإنكا، وأهرامات تيوتيهواكان المكسيكية، والأهرامات المصرية، وللوجوه التي هي الأكثر تعبيرا عن الثقافات بالعالم. ولم تقتصر صوره على رؤى محددة، وإنما يطلق العنان لصوره كوسيلة للتواصل العالمي. وعرضت أعمال لابرا في مدينة مكسيكوسيتي، ومدينة بويبلا بالمكسيك، كما نشرت في العديد من الصحف والمجلات بالمكسيك، والصين، وفنزويلا، وبيرو وشيلي والإكوادور كما قام بعمل أغلفة لعدد من الكتب، ويعمل منذ عام 2003 مصورا لدى وكالة أنباء في كتالونيا، والتي تقوم بتوزيع أعماله بالعالم ضمن اكثر من 8000 عمل آخر لمختلف الفنانين.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©