الفن الشرقي ينثر سحره بين ثنايا المنزل

مفاهيم حسية راقية، وأفكار مستلهمة من منظومة الفن الإسلامي الذي نجده مجسدا في مجموعة من الأفكار تحمل تعابير التحميد والتهليل بروح فن الخط العربي، وبعض النماذج والأفكار والزخارف ينسج من خلال مجموعة فنية راقية من النقوش المتعددة، لتحمل في طياتها روح الفن الإسلامي الشرقي، وتختلف المناظر واللوحة الفنية التي يمكن أن ننتقيها وفق ضوء وطبيعة البيئة أو المكان الذي سيشغل بها فراغاته، وما يمكن أن تضيفه على بقية تفاصيل الديكور الداخلي وتشكل به جزءا مهماً لا يمكن إغفال أهمية وجوده بيننا، فالفنون عديدة وزاخرة بتفاصيل مختلفة ومتباينة نتذوق به إيحاءات الفن الراقي الذي ينثر سحرة في فراغات المنزل. يشير الفنان إياد غرز الدين من الفن الشرقي للتحف قائلاً: على الرغم وجود نوع من الفرق بين الفن ومفهوم الفن الإسلامي، فإن ثمة خصائص شاملة للفن الإسلامي تعتمد على المبدأ الهندسي العلمي وعلى المبدأ الفني الإبداعي، ومن أبرز صفات الفن الإسلامي القيمة الجوهرية الكامنة في هذا الفن والمتمثلة في إيقاعه وتجريده، وما يصاحب ذلك من إحساس موسيقي رائع لا يجاريه فيه أي فن آخر. مزيج متجانس يتمتع الفن الإسلامي بجمالية خاصة تأتي من الزخارف ومرونة الحرف العربي، إذ يمكن للفنان تشكيل الألفاظ والحروف بعدة طرق منها الهندسية مثل الخط الكوفي، ومنها الانسيابية مثل الخط الديواني والجلي، مروراً بالخط الثلثي وخط الرقع وخط الإجازة وخط النسخ مما أتاحت هذه الخطوط للفنان أبعاداً كثيرة في استلهام الكثير من الأفكار، فتمكن الفنان من تقديم نماذج فنية إسلامية كلاسيكية من خلال تقديم أعمال فنية إسلامية يمكن أن نطعمها بالفن الحديث، ولكن دون الخروج عن قواعد الخط العربي. فالمرء يسعه الاستمتاع بأيقونة هذا الفن الذي يمنحه حرية أن يجول ببصره من الوحدة إلى أخرى، فتكون هذه العناصر متداخلة بشكل كثيف ووثيق ومترابط، وفي هذا تكمن إيقاعاته الفنية التي تفرض الحركة على الجدران عندما نمر ببصرنا على تلك اللوح المشغولة بالزخارف والنقوش. فجميع هذه اللوحات التي تنطق بتفاصيل تراثية شرقية إنما هي مشغولة يدوياً من خلال معجون خاص على خشب ومغطاة بورق ذهب أو ورق فضة. وبعد أن يتم رسم التصميم عبر تخطيط بعض من النماذج والأشكال إسلامية الطابع كالزخارف والنقوش أو الألفاظ الدينية بخطوط فنية ناعمة على صفحة من الخشب، نقوم بإبراز وتحديد ونحت هذا العمل من خلال معجون خاص. وما أن يجف هذا العمل يتم تعتيقه بورق ذهب أو ورق فضة، ثم تلون اللوحة وفق طبيعة الديكور والأثاث، وليظهر العمل وفق الشكل المطلوب، فلا بد من وجود تكامل وترابط بين الإبداع والموهبة، ونتاج العبقرية منجهة، وبين دقة الصنعة ومهارة التنفيذ وحسن الإخراج من جهة أخرى، وبهذا يصل العمل إلى ذروة الجمال. هذه الأعمال يمكن أن تثبت على الجدران، وفي المداخل أيضا، وعلى أبواب الفلل مما يمنح المكان جماليات فنية غاية في الإبداع والرقي، ويحوله إلى تحفة جمالية تزيد من عامل فخامة التي يتمتع بها. إلى جانب بعض الجرار الفنية المعتقة بالذهب والفضة، التي يمكن أن تقبع في فترينا خاصة في زاوية المكان فتثري ثناياه.