هدى جاسم، وكالات (بغداد)- كثفت الحكومة العراقية أمس نشر قواتها الأمنية في بغداد والمحافظات، بعد توافر معلومات لديها تؤكد تخطيط تنظيم “القاعدة” لاقتحام عدد من المواقع الحكومية خلال الفترة المقبلة. كما نشرت بغداد قوات كبيرة على الحدود العراقية السورية، ووضعت خطة أمنية استباقية لعيد الفطر، لمنع تسريب الأسلحة والمقاتلين، وتحسباً من وقوع هجمات. وقتل خمسة أشخاص، وأصيب خمسة آخرون، باعتداءات في محافظة نينوى. في حين تبذل قوى سياسية عراقية جهوداً لعقد لقاء يجمع رئيس الحكومة نوري المالكي، ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، ورئيس القائمة العراقية أياد علاوي، لحلحلة الأزمة السياسية.
وقال مصدر أمني رفيع طلب عدم الإشارة إلى اسمه إن “تنظيم القاعدة أعد خططاً لاقتحام عدد من المواقع الحكومية، في خطوة لإثبات قدرته على استعادة السيطرة داخل العراق”. وتابع أن “المواقع التي يخطط تنظيم القاعدة لاقتحامها لا تقتصر على المواقع الأمنية فقط”.
وكشف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي عن ورود معلومات استخباراتية، تفيد بوجود هجمة متوقعة من قبل تنظيم “القاعدة” على سجن أبو غريب، لتهريب عدد كبير من قادة التنظيم.
وقال إن “سجن أبو غريب يحتوي على أكثر من 2800 معتقل، أغلبيتهم من تنظيم القاعدة”، مبيناً أن “هناك معلومات تشير إلى تورط بعض دول الجوار في هذا الموضوع، والغرض منه إحداث فتنة وخلل أمني في داخل العراق، تزامناً مع أحداث سوريا”.
وأشار إلى أن “العراق نشر قوات كبيرة على الحدود العراقية السورية لمنع تسريب الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا”، لافتاً إلى أن “هناك من يحاول زعزعة الأمن في البلد”. وبين الزاملي أن القوات الأمنية ما زالت تحتاج إلى الكثير من التغييرات في الخطط والقادة إذ أن الخطط العسكرية ما زالت روتينية وقديمة، كما تحتاج تقنية عالية وكاميرات مراقبة وسيطرات مشتركة ومتحركة، بالإضافة إلى وضع استراتيجية للقوات المسلحة للحد من الاختراقات الأمنية المتكررة”.
وأشارت مصادر أمنية إلى أن الحكومة العراقية وضعت خطة أمنية محكمة لعيد الفطر، واتخذت جميع الاحتياطات حول احتمالية قيام تنظيم “القاعدة” بعمليات تفجيرية خلال عطلة عيد الفطر.
وفي شأن أمني آخر أعلنت هيئة النزاهة العراقية مقتل أحد محققيها صباح أمس في محافظة نينوى بنيران مسلحين مجهولين. ونقل بيان عن المتحدث باسم الهيئة أن “مسلحين مجهولين اغتالوا محقق هيئة النزاهة أياد حسين أحمد أمام منزله في الموصل أثناء خروجه إلى الدوام الرسمي”.
كما أصيب شرطيان بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهما لدى مرورها في حي المصارف شمال الموصل. وقتل جندي عراقي بهجوم مسلح نفذه مجهولون من أسلحة رشاشة باتجاه نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي غرب الموصل. كما قتل جندي، وأصيب ثلاثة آخرون بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة كانوا يستقلونها في قرية تابعة لناحية حمام العليل جنوب الموصل، فيما قتل مدني بأسلحة كاتمة للصوت قرب منزله في حي الزهور شرق الموصل.
سياسياً أكدت مصادر مطلعة أن جهوداً تبذل حالياً لعقد لقاء بين المالكي وبارزاني وعلاوي. وأفادت بأن نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح الذي يزور بغداد حالياً، أحد أبرز الساعين لعقد هذا اللقاء، وقد التقى منفرداً بالمالكي بشأن الأزمة الراهنة، وبحث معه المشكلات السياسية الحالية في العراق، وكذلك الموجودة بين بغداد وأربيل.
وأضافت المصادر أن المالكي وصالح “أكدا ضرورة العودة إلى الدستور العراقي وجعله أساساً لمعالجة جميع المشاكل في العراق”، مشيراً إلى أن المسؤولين اتفقا على ترتيب اجتماع للقوى السياسية العراقية بعد عودة رئيس الجمهورية جلال طالباني.
وبين النائب في ائتلاف دولة القانون سلمان الموسوي أن العلاقة بين الحكومة المركزية في بغداد ورئاسة إقليم كردستان ستشهد نوعاً من التهدئة خلال الأيام المقبلة، بعد أن شهدت تشنجاً كبيراً في الفترة الماضية.
وقال إن “تأزم العلاقة بين الحكومة المركزية ورئاسة الإقليم كان لأسباب عدة، أهمها استثمار النفط، والمناطق المتنازع عليها، وتسليح قوات حرس الإقليم (البيشمركة)، وكل ذلك من من دون علم بغداد”.
وطالب الموسوي رئاسة الإقليم “بإبداء المرونة الكافية لتجاوز الأزمة الراهنة، فالإقليم جزء لا يتجزأ من العراق، ونرغب في أن يتطور ويبني علاقات اقتصادية واسعة، لكن من خلال البوابة الوحيدة العراق”.
على الصعيد نفسه أكد النائب عن قائمة الرافدين يونادم كنا أنه “توجد بعض الإشكالات مثل مطالبة كردستان بتنفيذ اتفاقية أربيل، بالإضافة إلى الاختلاف الموجود في وجهات النظر بخصوص المادة 140”، مضيفاً أن “هذه المادة لم تحل ولم تطبق بسبب الخلافات السياسية وعدم وجود الإصلاحات”.
عدد اليوم
