الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«سباق مبادرات» في السودان لاحتواء أزمة جنوب كردفان

26 أغسطس 2011 01:37
دخلت جهات حكومية وشعبية في السودان في ما يشبه السباق لإطلاق مبادرات لنزع فتيل أزمة ولاية جنوب كردفان والوصول إلى حل سياسي قبل انتهاء فترة الأسبوعين التي أعلن عنها رئيس البلاد عمر البشير لوقف إطلاق النار في الولاية. وأعلن المجلس الوطني (البرلمان) الذي يهيمن على عضويته حزب المؤتمر الحاكم أنه سيقود مبادرة للجمع بين حزب المؤتمر و”الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال” بهدف الوصول إلى مخرج للأزمة المحتدمة في الولاية. وتتزامن الخطوة مع مبادرة مماثلة تقودها قيادات بشمال كردفان حيث توقع رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان محمد كوكو عقد اجتماع بين الحكومة والحركة الأسبوع المقبل على خلفية اتصالات حثيثة يجريها نواب ولاية جنوب كردفان بالبرلمان لإنجاح هذا الهدف قبل انتهاء الهدنة التي أعلن عنها البشير في كادقلي. ومن جانبها دعت لجنة مبادرة جامعة الخرطوم نائب رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز ادم الحلو (رئيس الحركة الشعبية في جنوب كردفان) إلى التجاوب مع قرار الرئيس البشير بوقف إطلاق النار وناشدت الطرفين في بيان لها بالعودة إلى الحوار لنزع فتيل الأزمة في الولاية واستكمال إعلان وقف إطلاق النار بوضع حلول سياسية. وفي شمال كردفان أطلقت الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات الأهلية بولاية شمال كردفان بمبادرة مشتركة أخذت طابعا شعبيا بهدف حقن الدماء في الولاية المجاورة وأكدت قيادات مسؤولية عن تنفيذ المبادرة ثقتها في إنجاح المهمة في غضون أيام. إلى ذلك، أطلقت الشبكات الوطنية وقيادات الإدارة الأهلية مبادرة لدعم السلام ووقف الحرب بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأوضح د.سلاف الدين صالح رئيس منظمة الشبكات النوبية في منبر وكالة السودان للأنباء الرسمية (سونا) أن فكرة ومخرجات المبادرة تتمثل في منهج لحل الخلاف وليست آلية سياسية، مضيفاً أن المبادرة تؤكد بأن لا بديل للاستماع لقضايا المواطنين وتدعو الحكومة للتعامل الإيجابي مع القضايا التي تخصهم. وأشار إلى المؤتمرات الدولية التي عقدت لدعم قضية دارفور وشرق السودان مبيناً أن المبادرة تركز على عقد مؤتمر دولي لتنمية ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بجانب مناشدة رئيس الجمهورية بتحديد موعد للقاء جميع الفعاليات بالولايتين للاستماع إليهم. من جانبه أوضح شعراني نميري دلدوم رئيس الآلية لمبادرة الشبكات أن المبادرة تهدف الى وقف الحرب والاقتتال بولاية جنوب كردفان تحت شعار (لا للحرب ونعم للسلام) للحيلولة دون وقوع حرب في ولاية النيل الأزرق مشيراً إلى أن الشعب السوداني مل الحرب التي استمرت أكثر من 50 عامًا ولم يذق طعم السلام إلا في ظل اتفاقية السلام الشامل مشيرًا إلى زيارة وفد الشبكات لولاية النيل الأزرق والتي وجدت ترحيبًا. من جهة أخرى نفت دولة جنوب السودان أي علاقة لها بالأحداث في جنوب كردفان، واتهمت، في المقابل، حكومة الخرطوم بدعم هجوم شنه مسلحون عليها أدى إلى مقتل 72 شخصاً الأسبوع الماضي. وقال المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية، ين ماثيو في مؤتمر صحفي عقده في جوبا أمس الأول، رداً على سؤال حول صحة الاتهامات التي يوجهها المؤتمر الوطني الحاكم في شمال السودان للحركة الشعبية في الجنوب بالضلوع في الصراع الدائر بجنوب كردفان حالياً: “لاعلاقة لنا بما يحدث في جنوب كردفان وليس لنا رغبة في التدخل، والمؤتمر الوطني يتهمنا بالتورط في صراعاته الداخلية لكي يتدارك فشله في جنوب كردفان ودارفور”. واتهم المتحدث الجنوبي السودان الشمالي باختلاق مشكلات في المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب بهدف خلق رأي عام بفشل الدولة الوليدة في الجنوب في إدارة شؤونها. واتهم ين حزب المؤتمر الوطني بالتخطيط لقطع العلاقة بين الجنوب والشمال من خلال شراء الزمن لحل القضايا العالقة بين الشمال والجنوب. وقال ماثيو: ليس من مصلحتنا عدم النظر للقضايا العالقة بين الجنوب والشمال ولكننا ما أن نصل لاتفاق ما حتى تتملص منها شراء للزمن. وقال إن المؤتمر الوطني سعى جاهدا قبل إعلان استقلال جنوب السودان في وضع استراتيجيات وسياسات من أجل إفشال قيام جمهورية جنوب السودان وحالياً المؤتمر الوطني مستمر في هذه الاستراتيجيات والسياسيات. وطالب جيش جنوب السودان، البرلمان في الدولة الوليدة بتكوين لجان للتحقيق في أوضاع السكان في المناطق الحدودية مع السودان متهمة الخرطوم بدعم هجوم شنه مسلحون عليها أدى إلى مقتل 72 شخصاً الأسبوع الماضي. وقال جيش جنوب السودان إن نحو 800 مقاتل هاجموا ولاية أعالي النيل وقتلوا عدداً من الأشخاص. وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان، العقيد فيليب أقوير، إن المجموعة المغيرة هي خليط من وحدات عربية ومليشيا من جنوب السودان تحت قيادة الجنرالين المنشقين جوردون كونج وجورج أتور. وأضاف أقوير: “ندين بشدة هذا العدوان من جمهورية السودان”، وأضاف: “هذا أكبر هجوم منذ إعلان استقلال جنوب السودان في تلك المنطقة”. وأكد أن المجموعة عبرت من السودان إلى ولاية أعالي النيل بجنوب السودان يوم 19 من أغسطس، وهاجمت قوات الجيش الشعبي في منطقة “الان” وفي وقت لاحق في “كاكا مورو”. الخرطوم : لا مبادرة أميركية حول دارفور الخرطوم (الاتحاد) - أكد رئيس وفد الحكومة المفاوض حول سلام دارفور أمين حسن عمر، أن الإدارة الأميركية لم تتقدم بمبادرة جديدة خاصة بالتفاوض مع الحركات المتمردة بدارفور التي رفضت التوقيع على وثيقة الدوحة الموقعة في 14 يوليو الماضي. وقال عمر في تصريحات صحفية بالمركز العام لحزب المؤتمر الوطني (الحاكم)، أمس الأول، إنه استفسر الأمر من المبعوث الأميركي شخصياً في لقاء جمع بينهما وتلقى نفياً وتوضيحاً أشار فيه المبعوث إلى أن ما تم مجرد طرح لأفكار لعقد لقاء بين الأطراف للحديث حول جهود السلام. وأضاف المسؤول السوداني: هناك فرق بين الدعوة لاجتماع ومبادرة، وعندما يأتي الأمر بصفة رسمية سنحدد إذا كنا سنشارك أم لا”. وكان قد تردد في وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية أن الولايات المتحدة دعت لعقد مؤتمر حول دارفور بواشنطن في سبتمبر المقبل بحضور الحركات المسلحة والحكومة السودانية، للظفر بتوقيع الرافضين لاتفاق الدوحة. ووقعت الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة في دارفور مؤخراً في العاصمة القطرية الدوحة الوثيقة النهائية للسلام في الإقليم وسط حضور إقليمي ودولي رفيع، وترفض كلٌّ من حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان التوقيع عليها.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©