الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بانيتا: إيران تشكل ميليشيا في سوريا لقمع المعارضة

بانيتا: إيران تشكل ميليشيا في سوريا لقمع المعارضة
15 أغسطس 2012
واشنطن (أ ف ب) - اتهم وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس، “الحرس الثوري” الإيراني بالعمل على تشكيل ميليشيا في سوريا موالية لنظام الرئيس بشار الأسد لمواجهة المعارضة، قائلاً في مؤتمر صحفي إن طهران “تسعى لتشكيل ميليشيا في سوريا تقاتل لحساب النظام. إننا نشاهد وجوداً إيرانياً متعاظماً في سوريا والأمر يقلقنا كثيراً”. جاء ذلك، في وقت تشاورت فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هاتفياً مع نظرائها في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وتركيا في سبل تنسيق التحرك لتسريع تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أعلنت المتحدثة باسم كلينتون أمس. وأضاف بانيتا “إلى ماذا سيؤدي هذا الأمر بصراحة، إلى استمرار معاناة السوريين”، مطالباً إيران “بالتفكير ملياً في ضلوعها” في الأزمة السورية. من جهته، قال رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن دمبسي إن هذه الميليشيا مؤلفة من “سوريين هم ينتمون إلى طائفة بعينها وبعضهم علويون”. وأوضح دمبسي أنه يتم تدريب هذه الميليشيا وفق نموذج “جيش المهدي” في العراق بقيادة الزعيم الديني الشاب مقتدى الصدر وقاتل القوات الأميركية في هذا البلد. في المقابل، لفت دمبسي إلى أن الجيش النظامي السوري أصيب بالضعف جراء الانشقاقات وهو يواجه مشاكل في الإمدادات، قائلاً “الجيش السوري يقاتل منذ نحو 18 شهراً، وأي جيش سيسقط بهذه الوتيرة”. وأضاف “لهذا السبب دخلت طهران في اللعبة لتدريب هذه الميليشيا، لاحتواء جزء من الضغط الذي يرخي بثقله على العسكريين السوريين”. وقالت الخارجية الأميركية إنه إثر محادثات هاتفية أجرتها في تركيا مطلع الأسبوع الحالي، عقدت كلينتون مؤتمراً عبر الهاتف استمر أكثر من ساعة أمس الأول، مع وزراء خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا وليام هيج وألمانيا جيدو فسترفيله وتركيا أحمد داود أوغلو. وأوضحت المتحدثة فيكتوريا نولاند أن الوزراء ناقشوا “الدعم الواجب تقديمه إلى المعارضة” في سوريا “بهدف التعجيل بسقوط نظام الرئيس الأسد” الذي شنت قواته حملة قمع وحشية ضد الحركة الاحتجاجية المناهضة له، إضافة إلى وضع اللاجئين السوريين ومرحلة ما بعد الأسد. وأضافت نولاند أمام الصحفيين أن “المناقشة الهاتفية هدفت خصوصاً إلى التأكيد أننا نسلك جميعاً الاتجاه نفسه ونتقاسم كل معلوماتنا”. وأكدت كلينتون السبت الماضي من اسطنبول أن إحدى أولويات الولايات المتحدة هي التعجيل بسقوط نظام الأسد بعد 17 شهراً من أعمال العنف في سوريا أسفرت عن أكثر من 23 ألف قتيل، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وشددت نولاند أمس على أن الولايات المتحدة تدعو الصين، حليفة دمشق، إلى استخدام نفوذها لدفع الأسد إلى وقف القمع. وقالت نولاند في وقت يزور مسؤولون أميركيون وسوريون بكين في إشارة لزيارة مستشارة الرئيس الأسد بثينة شعبان، “نأمل في أن يقوم الصينيون بما يستطيعون ويستخدموا نفوذهم لتشجيع نظام الأسد على وضع حد لأعمال العنف”. وأضافت أن واشنطن تأمل في أن تشجع الصين الرئيس السوري على تنفيذ خطة الموفد الدولي السابق كوفي عنان الذي استقال في 2 أغسطس الحالي معتبراً أنه لم يتلق دعماً كافياً لإنجاح وساطته. وكانت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” استنكرت الليلة قبل الماضية، ما تراه استخداماً متزايداً للقوة الجوية من جانب حكومة الأسد ضد المعارضة المسلحة لكنها لم تصل إلى حد اقتراح اتخاذ خطوات جديدة مثل فرض منطقة حظر طيران. وقال جورج ليتل المتحدث باسم البنتاجون للصحفيين لدى سؤاله عن استخدام القوة الجوية السورية “شهدنا تصاعداً مقلقاً وخسيساً في الهجمات الجوية يرتكبه النظام السوري”. وأضاف “هذا مثال آخر على سلوكهم المنحرف. يجب وقف هذا وكذلك العنف الذي يواصلون ممارسته ضد شعبهم”. ولم يعلق ليتل على احتمال إقامة منطقة حظر طيران والتي تعتمد على التهديد باستخدام القوة لوقف المقاتلات السورية عن التحليق فوق جميع الأراضي السورية أو أجزاء منها. ورغم إنجاز البنتاجون للتخطيط الطارئ الأساسي لحزمة من الخيارات بشأن سوريا إلا أن فرض منطقة حظر طيران حتى في حال موافقة حلفاء الولايات المتحدة عليها، قد يستغرق أسابيع أو شهوراً. وكان فرض مناطق حظر طيران من جانب قوى أجنبية حيوياً في مساعدة المعارضة الليبية على إطاحة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي العام الماضي، لكن الأمر اقتضى قيام حلف شمال الأطلسي بهجمات لتدمير الدفاعات الجوية الليبية. وفي إفادته أمام الكونجرس الأميركي في مارس الماضي، حذر بانيتا من “أضرار عرضية شديدة” محتملة جراء فرض منطقة حظر طيران لأن أنظمة الدفاع الجوي السورية وهي الأكثر تطوراً من نظيرتها الليبية، تقع في مناطق سكنية. وتزامنت تصريحات البنتاجون الليلة قبل الماضية، مع إعلان مقاتلي المعارضة شرق سوريا بأنهم أسقطوا مقاتلة طراز “ميج-23” أسروا قائدها وهو حدث نادر بالنسبة لمقاتلي المعارضة المسلحين بأسلحة خفيفة في مواجهة جيش نظامي يفوقهم تسليحاً. إلى ذلك، جدد ديرك نيبل وزير التنمية الألماني أمس، موقف حكومة بلاده المعارض لتطبيق منطقة حظر للطيران داخل سوريا. وفي مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني “ايه آر دي” قال نيبل أمس، “أولاً يحتاج هذا الإجراء إلى قرار من الأمم المتحدة وهو ما لن يوجد، ثانياً يتطلب هذا الإجراء مراقبة وتفعيل مثل هذه المنطقة باستخدام القوة العسكرية، وثالثاً فإن هذه الخطوة ستزيد الحل السياسي بعداً”. وشدد الوزير الألماني المنتمي إلى الحزب الديمقراطي الحر الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم بألمانيا، على أن الحل السياسي هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يخفف فعلياً من معاناة السوريين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©