الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تراجع الاهتمام الشعبي بنتائج الاستفتاء في الخرطوم

22 يناير 2011 00:25
تراجع الاهتمام الشعبي في الخرطوم بنتيجة الاستفتاء بشكل لافت، عقب حالة الترقب، التي سادت خلال الأيام القليلة الماضية، وأظهر استطلاع، أجرته (الاتحاد) في الأوساط الشعبية في عدد من أحياء وشوارع العاصمة، تراجعاً كبيراً في الاهتمام بنتيجة الاستفتاء، وما ستسفر عنها من نتائج، بعد أن رجح توجه الجنوبيين بقوة نحو الانفصال. وتخلص الناس على ما يبدو من حالة الوجع على فراق الجنوب، التي كانت ملحوظة فيهم منذ أسابيع قليلة، إلى كيفية بناء دولة الشمال بعيد إعلان الانفصال رسمياً. وكشف الاستطلاع عن أن قضايا من قبيل إتاحة الفرصة للمعارضة بالمشاركة في الحكم وغلاء الأسعار، أصبحت الأكثر استحواذاً على اهتمام العامة في الخرطوم، وتشهد لغطا كبيراً وتبايناً في الرأي بشأنها في أوساط الشباب. وقال الأكاديمي بجامعة السودان محمد عبد المنعم لـ«الاتحاد»: لقد أدرك الناس أن الجنوب مقبل لا محالة على الانفصال، وبذلك فقد انطفأت نشوة الترقب لخياري النتيجة في وقت مبكر، ومما أسهم في تراجع الاهتمام الشعبي إعلان الحكومة في الشمال قبولها نتيجة الاستفتاء، في حالة تشبه الاستسلام لمصير الانفصال، رغم أن الكثير من مراحل الاستفتاء ما زالت في الانتظار، كمرحلة الطعون ونتائج تقارير المراقبين بشأن نزاهة العملية. ويرى الكاتب الصحفي نور الدين مدني أن السودان، خاصة في حال حدوث انفصال الجنوب، يحتاج إلى إعادة بناء سياسي لا يمكن تمامه دون اتفاق قومي، مؤكداً أن هذه الخطوة ما زالت ممكنة رغم المماحكات الحزبية الآنية، شريطة الاعتراف المتبادل بين القوى السياسية بلا عزل ولا إكراه. واعتبر مدني أن الأزمات، التي تمر بالبلاد حالياً، صنعتها قرارات الساسة، ويسهل تجاوزها بحرص السودانيين علي مصلحة بلادهم، ليس على نهج اقتسام الثروة والسلطة، وإنما علي اتفاق قومي يؤسس للحل السياسي القومي السلمي الديمقراطي. ويعتبر محمد قسم السيد (رجل أعمال) أن الانفصال أصبح واقعاً قبل إعلان النتيجة، مشيراً إلى أن الكثيرين كانوا يتوقعون النتيجة منذ وقت مبكر. وقال لـ»الاتحاد» إن التحدي الآن لم يعد الجنوب، إنما كيفية بقاء دولة الشمال صامدة في مواجهة رياح الأزمات، التي تضرب بالبلاد. وقال إنه يترقب إعلان الخرطوم عن حكومة قومية واتخاذها إجراءات عاجلة تحول دون التصاعد اليومي في أسعار السلع الاستهلاكية، التي باتت تثقل كاهل المواطنين. وأضاف قائلاً: يعيش الناس حالة من الاستياء والغضب المكتوم يخشى أن ينفجر هذا الغضب مع تزايد الضغوط. وبرأي محمد عثمان، «طالب جامعي»، فإن حكومة البشير حققت الكثير من الإنجازات التنموية في الريف والمدن خلال المرحلة السابقة، ويقع على عاتقها الكثير من التحديات في المستقبل المنظور، خاصة في ظل الأزمات الكبيرة، التي تواجه البلاد على الصعيد السياسي والاقتصادي. وأشار إلى أن العام الحالي يمثل اختباراً حقيقياً لقادة ثورة الإنقاذ في تدوير عجلة الحكم والتنمية في البلاد بتناغم يقبله الشعب السوداني. وأبدى عثمان تفهماً لحالة الغلاء، التي تسود البلاد في الوقت الحالي، وقال إن انفصال الجنوب لا بد أن يترك آثاراً، مطالباً الشعب بالصبر لتجاوز المرحلة. ومن جانبه، أكد الباحث في الشؤون الأفريقية البروفسير حسن مكي أن السودان يمر بحالة تفاعلات تماماً، كما يحدث في العناصر الكيميائية، فهناك تفاعلات كبيرة تحدث على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والدولي. ويرى أنه من المفيد السماح لهذه التفاعلات أن تستمر لتخرج نتائج معقولة تشبه المزاج السوداني. ولا يبدي مكي قلقاً تجاه انفصال الجنوب، وباعتقاده أنه حتى لو حدث الانفصال، فإن الجنوبيين سيتركون الباب موارباً لعودة اتحاد سوداني في شكل من الأشكال.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©