الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خولة بنت ثعلبة.. سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات

11 سبتمبر 2014 21:30
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها، تبارك الذي وسع سمعه كل شيء، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي تقول يا رسول الله، أبلى شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سني وانقطع ولدي ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك، قالت: فما برحت حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآيات: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير *الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لغفور رحيم)، «سورة المجادلة الآيتان 1 و2». قال المفسرون إن زوج خولة هو «أوس بن الصامت» وكان امرأ به لمم، فكان إذا أخذه لممه واشتد به يظاهر من امرأته، وإذا ذهب لم يقل شيئاً، فأتت رسول الله تستفتيه في ذلك، وتشتكي إلى الله، فأنزل الله هذه الآية. طلب العدل وقال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير، افتتحت آيات أحكام الظهار بذكر سبب نزولها تنويها بالمرأة التي وجهت شكواها إلى الله تعالى بأنها لم تقصر في طلب العدل في حقها وحق بنيها، ولم ترض بعنجهية زوجها وابتداره إلى ما ينثر عقد عائلته بلا تبصر ولا روية، وتعليما لنساء الأمة الإسلامية، ورجالها واجب الذود عن مصالحها. قال ابن عباس «وكان الظهار في الجاهلية تحريماً للمرأة مؤبداً»، أي وعمل به المسلمون في المدينة بعلم من النبي صلى الله عليه وسلم وإقراره الناس عليه فاستقر مشروعا فجاءت خولة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرت له ذلك. وذكر الإمام البغوي في تفسيره أن الآية نزلت في خولة بنت ثعلبة وكانت تحت أوس بن الصامت، وكانت حسنة الجسم وكان به لمم فأرادها فأبت، فقال لها أنت علي كظهر أمي، ثم ندم على ما قال، وكان الظهار والإيلاء من طلاق أهل الجاهلية، فقال لها ما أظنك إلا قد حرمت علي، فقالت والله ما ذاك طلاق، وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت يا رسول الله إن زوجي أوس بن الصامت تزوجني وأنا شابة غنية ذات مال وأهل حتى إذا أكل مالي وأفنى شبابي وتفرق أهلي وكبرت سني ظاهر مني، وقد ندم، فهل من شيء يجمعني وإياه تنعشني به؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «حرمت عليه»، فقالت يا رسول الله والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقا وإنه أبو ولدي وأحب الناس إلي، فقال صلى الله عليه وسلم: «حرمت عليه»، فقالت أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي قد طالت صحبتي ونفضت له بطني فقال رسول الله: «ما أراك إلا قد حرمت عليه ولم أومر في شأنك بشيء، فجعلت تراجع رسول الله، إذا قال لها حرمت عليه هتفت وقالت أشكو إلى الله فاقتي وشدة حالي وإن لي صبية صغاراً إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا، وجعلت ترفع رأسها إلى السماء وتقول اللهم إني أشكو إليك، اللهم فأنزل على لسان نبيك، وكان هذا أول ظهار في الإسلام، وقالت انظر في أمري جعلني الله فداءك يا نبي الله، فلما قضي الوحي قال لها: «ادعي زوجك فدعته» فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أوس وعرض عليه كفارة الظهار، العتق، فقال ما أملك، والصوم، فقال ما أقدر، والإطعام، فقال لا أجد إلا أن تعينني، فأعانه صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعا ودعا له، فكفر بالإطعام وأمسك أهله. والظهار هو قول الرجل لامرأته، أنت علي كظهر أمي، يريد التحريم، وهنا إشارة إلى توبيخ العرب وتهجين عادتهم في الظهار، لأنه كان من أيمان أهل جاهليتهم خاصة دون سائر الأمم، والظاهر أن الظهار لا يكون إلا بالأم وحدها، فلو قال أنت علي كظهر أختي أو ابنتي، لم يكن ظهاراً، وهو قول قتادة والشعبي وداود. عظة قال الزجاج، معنى الآية ذلكم التغليظ في الكفارة توعظون به، أي إن غلظ الكفارة وعظ لكم حتى تتركوا الظهار والله بما تعملون خبير لا يخفى عليه شيء من أعمالكم، فهو مجازيكم عليها. وقد مر بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته والناس معه على حمار، فاستوقفته طويلاً، ووعظته وقالت، يا عمر قد كنت تدعى عميراً، ثم قيل لك عمر، ثم قيل لك أمير المؤمنين، فاتق الله يا عمر، فإنه من أيقن بالموت خاف الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب، وهو واقف يسمع كلامها، فقيل له يا أمير المؤمنين أتقف لهذه العجوز هذا الوقوف؟ فقال والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره لا زلت إلا للصلاة المكتوبة، أتدرون من هذه العجوز؟، هي خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فوق سبع سماوات، أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر؟ القاهرة (الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©