الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فضائيات هدم القيم مدمرة ومحرمة شرعاً

فضائيات هدم القيم مدمرة ومحرمة شرعاً
11 سبتمبر 2014 22:16
ابتليت الأمة في الآونة الأخيرة ببعض القنوات الفضائية التي تستهدف الأخلاق والقيم، وتتضمن عبارات تخدش الحياء والذوق العام، تحت مسميات التعارف، بل وتحتوي على عبارات خارجة تجرح المشاعر وتخالف تعاليم ديننا الحنيف وتتعارض مع المبادئ والعادات الشرقية الأصيلة، فتقدم برامج تافهة تحت زعم الحرية. أوضحت الدكتورة عفاف النجار عميد كلية الدراسات الإسلامية بالأزهر أن المتابع لما يبثه بعض القنوات الفضائية مؤخراً يدرك أننا أمام حملة مدمرة تحتاج إلى وعي وعمل جاد للوقوف أمام هذا السيل الجارف من الإفساد في الأرض والمدافعون عن ذلك النوع من المجون يطلقون عليه أنه من الترفيه أو اللهو وكلا الأمرين بريء تماماً من تلك الفضائيات التي لا تفعل شيئاً سوى هدم القيم والأخلاقيات التي تميزت بها مجتمعاتنا طول تاريخها ولا بد أن ندرك أن هناك علاقة واضحة بين غياب الوازع الديني وهذا الطوفان من الانحدار الأخلاقي الذي طال كل المستويات وطال الأساس الأخلاقي لمجتمعاتنا فأصبح هناك استسهال للمحرمات. وسائل التواصل ويقول الدكتور زكي عثمان أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر: حث الله تعالى الناس على التعارف والتواصل فيما بينهم حيث قال: (ي?أَيُّهَا ?لنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى? وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ?للَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ ?للَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، ولكن الله تعالى وضع حدودا للتواصل بين الناس والتعارف وشبكات الإنترنت تحولت لوسيلة من وسائل التواصل بين الناس وقد أثبتت قوتها ودورها الفعال في كثير من الأمور المحببة، كخدمة الإنسانية والوطن، إلا أنها كباقي الأدوات لها محاسن ومساوئ، إذ ثبت استغلال البعض، لمواقع التواصل الاجتماعي بغرض الانتقاص من الآخر والإساءة والتحريض وأكثر تلك الموبقات استخدامها من قبل البعض للإيقاع بالفتيات والنساء في براثن العلاقات التي حرمها الله تعالى والإسلام صان العلاقات بين الأفراد، وحدَّها بسياجٍ يلائم النفس البشرية، وسدَّ كل الذرائع التي قد توصل إلى الحرام، والكلام بين الجنسين، وإنشاء علاقة بينهما، من أعظم الوسائل التي قد تجر إلى الوقوع في الحرام، وإن زيَّن الشيطان ذلك في أول الأمر، وأظهره على أنه علاقة بريئة من كل ما يدعو إلى الحرام وقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، وقد اتفق الفقهاء على حرمة حديث الرجل مع المرأة الأجنبية عنه في عزلة من الناس خشية الفتنة. ويضيف: من هذا المنطلق لا يجوز لأي إنسان أن يراسل امرأة أجنبية عنه لما في ذلك من فتنة، وقد يظن البعض أنه ليست هناك فتنة، وأنه يتحدث في أمور جادة، ولكن الشيطان للإنسان عدواً وسيظل يوسوس له حتى يغريه بها، ويغري المرأة أو الفتاة به. هدم البيوت وتقول الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: تحولت بعض الفضائيات في الفترة الأخيرة إلى آلات تهدم البيوت وتضل النفوس، وتنحدر بالأخلاق، حيث تقدم العري والإسفاف، واستطاعت بما فيها من مواد خارجة، اقتحام منازلنا، ولم تحترم مبادئنا وقيمنا، فباشرت دورها السلبي في خدش ما تبقى لنا من قيم وأخلاق وهذا يعد هدما للأخلاق الإنسانية ومسحاً للكيان الأسري والاجتماعي، فما يبث إما أن يكون مضلاً بشبهة أو محركاً لشهوة، وعرض الأجساد، وتبادل عبارات الغرام وقصص الحب الخيالية والكثير من طرق الغواية، والأرقام المخيفة التي توضحها الدراسات المختلفة توضح أننا نعيش واقعاً مريراً، وتشير إلى أن الإباحية لم تعد قاصرة على ما يأتينا من الغرب، ولكن أيضاً تضم ما ينتجه المستثمرون العرب في الخارج من مواد هدّامة ليبثوها لنا، إلى جانب ما يبثه المنتجون في الداخل من مشاهد خارجة. ولابد من وضع القيود لردع القنوات عن نشر هذا العري، وقالت: هناك دور لا بد أن يلعبه الأهالي بأن يصونوا الأمانة وأن يرعوا رعيتهم حق رعايتها، وذلك كما أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إد يقول: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»؛ لذا على أولياء الأمور أن يمنعوا أبناءهم من مشاهدة أي من محتويات القنوات المشبوهة. العابثون أما الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، فيقول: يجب ألا نترك العابثين بمقدرات أخلاقنا ومثلنا العليا يفعلون ما يشاؤون تحت ستار الحرية والديمقراطية، ويصبح من الأهمية بمكان العمل على مواجهة هذا الفيروس المدمر لعقولنا، وهؤلاء الذين يعبثون بالأعراف والتقاليد، ويتحدثون بفجاجة بدعوى الإبداع والخلق والابتكار والترفيه بعد أن قاموا بتغليب القيم المتدنية على القانون والأعراف والأخلاق والجمال. ويضيف: اختلت في الفترة الأخيرة مقاييس الخير والشر لدى كثير من المفسدين، فيزعمون أن إفسادهم إصلاح في حين أن الصلاح والإصلاح من صفات المتقين أما الفساد والإفساد فهو من صفات الفاسقين والمنافقين، وقد شرع الله تعالى حد الحرابة لمقاومته وحماية الناس من شره. وفي ذلك يقول عز وجل (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعَوْن في الأرض فساداً أن يقتَّلوا أو يصلَّبوا أو تقطَّع ايديهم وارجلهم من خلاف أو ينفَوْا من الأرض ذلك لهم خزي في الحياة الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم)، ومن هذا المنطلق لا بد من وجود آليات قابلة للتطبيق للحد من انتشار الفضائيات السلبية بعد أن أصبحت القنوات فخاً لاصطياد الشباب والتأثير سلباً عليهم، وهنا مسؤولية جماعية مشتركة بين المجتمع والأسرة والحكومات عبر وضع ضوابط صارمة وتوعية أولياء الأمور بأهمية التوجيه والإشراف على النشء وتثقيفهم بشأن القنوات الهابطة والوسائط المتعددة المستخدمة فيها وتدريب الشباب على آليات الحماية وتفعيل مشاركة المجتمع في التصدي لظاهرة هذه القنوات بجعل الإعلام الهادف وبرامجه رافداً من روافد التنمية والإصلاح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©