الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوجة محمود درويش: العمل متكامل وأظهر حياته بصورة إيجابية

زوجة محمود درويش: العمل متكامل وأظهر حياته بصورة إيجابية
27 أغسطس 2011 04:40
يبدو أن استهداف الأعمال الدرامية التي تتناول السير الذاتية لأشخاص غلب عليهم طابع الشهرة بات لقمة سائغة في أفواه من يدعون النقد الفني أو الأقلام الصريحة، فبات النقد أشبه بانتقاد للانتقاد، لا حباً في التطوير أو النقد البنّاء، وعلى حد قول الأديب المسرحي فرحان بلبل إنه ليس هناك أي رابط بين من قدم النقد وبين الحقيقة التي يشاهدها الجمهور على الشاشة. لا يبتعد مسلسل “في حضرة الغياب” الذي يتناول سيرة حياة الشاعر الكبير محمود درويش عن النقد مثلما حدث مع مسلسل “الشحرورة”، فمع إطلالة الشارة الرئيسية لمسلسل “في حضرة الغياب”، حمل مجموعة من الشبان في رام الله، وبعض من الكتاب في سوريا أقلامهم وأصدروا البيانات الجارحة والانتقادات اللاذعة لمنتج العمل والذي يجسد شخصية درويش، الفنان فراس إبراهيم متهمين إياه بالإساءة إلى الشاعر الراحل. أهم عمل عربي ومسلسل درويش لم يأت بشيء من بناة أفكار الكاتب أو المخرج، كما أنه لم يأت بشيء من حياة درويش مسيء له. مسلسل يؤرشف ليس لحياة درويش فقط، بل لمرحلة مهمة من تاريخ القضية الفلسطينية. وترى زوجة الشاعر الراحل محمود درويش السيدة حياة الحيني، أن المسلسل يعد أهم عمل عربي لهذا العام، فهي تتابع المسلسل ثلاث مرات أو أكثر يومياً، وبنظرها الشخصي أن كل من انتقد العمل تسرع بشكل كبير، مضيفة أن الصورة اختلفت تماما حتى أعتبرته العمل العربي الأهم. وتابعت: “كزوجة محمود درويش والأعرف بصفات الراحل، أؤكد إعجابي المطلق بكل ما قدم وأشكر كل القائمين على العمل واعتبره بكل صدق، عمل متكامل يحتوي على كل العناصر، وإنه استطاع تحقيق كل المعادلات الفنية لإظهار حياة الراحل بصورة إيجابية”. رسالة حب لأخي أما الأخ الأكبر لمحمود درويش الأستاذ أحمد درويش أكمل قائلاً: “القصة كانت رسالة حب لأخي وأشكر كل من قام بهذا العمل؛ لأنه قدم محمود بصورة إيجابية وقدم الحكاية بطريقة متناسبة ولطيفة، وأنا ضد أي هجوم لاحق العمل خصوصاً في حلقاته الأولى؛ لأنني اطلعت على قصة العمل قبل التصوير، وأحببت كل جملة كتبت بالسيناريو ، وكانت نية المنتج والممثل فراس إبراهيم صافية وقدمت بأفضل ما يمكن، وأعتقد أن روح الشاعر مرتاحة لما قدم من عمل يحمل اسمه ضمن حكاية هادئة كانت هدية لما قدم الشاعر عبر حياته الأدبية والشعرية. توقعت الهجوم ورحب الصديق الشخصي لمحمود درويش، المحامي غانم زريقات بالعمل ككل وأضاف: “أحيي الفنان فراس إبراهيم على كل ما قدم من أجل إحياء ذكرى الصديق الراحل محمود درويش وأنا شخصياً معجب جداً بهذا العمل بكل الإمكانات التي قدمت من أجل تقديم الصورة بأبهى حلة، رغم كل الظروف المادية والصحية التي أحاطت بالفنان فراس إبراهيم، إلا أنه أبى إلا أن يرى العمل النور هذا العام ويمتعنا بمشاهد فائقة الجمال، وأنا توقعت الهجوم على العمل منذ الحلقة الأولى وهذه التهمة ابتعدت عن محاربة العمل وكانت ضمن حسابات شخصية بعيدة عن الحالة الفنية للعمل، فكل من شارك بالعمل هم من أهم العناصر الفنية والدرامية، من الموسيقار مارسيل خليفة إلى المخرج نجدة أنزور إلى أبطال ونجوم العمل، أخيراً أقول إن العمل الذي قدم عن حياة الراحل محمود درويش جدير بالاحترام وحقق نجاحاً فوق التصور. نغمة درويشية كاتب العمل الأستاذ حسن م يوسف يقول: “لن أتحدث للدفاع عن الإخراج أو الإنتاج، فبإمكاني مثلاً أن أدافع عن النص الذي كتبته وأكتفي بذلك، لكن قناعتي بما يعرض على الشاشة من مشاهد أخاذة هي أن أدافع بما أوتيت عن المسلسل ككل، وعن شخصية محمود درويش التي يجسدها الفنان فراس إبراهيم. في مسلسل “في حضرة الغياب” يقدم المخرج والمنتج شخصية محمود درويش وسلوكها الحسن ومحيطها العاشق لها، دون أي تطرق لسلبيات لا يمكن إلا أن تكون قد حضرت في حياة الرجل، وهو اعترف في بعضها من خلال كتاباته وأشعاره.. كما أننا لم نلاحق هذه السلبيات واكتفينا بتناول أعاجيب محمود درويش إرضاء لروح الرجل ولعشاقه، ولنا نحن كمحبين له ولشعره وإبداعه. أما من تحدث عن شخصية درويش وكيف أن الفنان فراس ابراهيم هو من أداها، فنقول له إن فراس ابراهيم فنان له باع طويل في الدراما، وهو جاء بوجه درويش وعمل على منح الصوت نغمة درويشية ترضي عشاق الرجل . لا أعتقد أن هناك مشكلة، إلا المشكلات الشخصية، وهذا ما لا يستطيع أحد تجاوزه خاصة في هذا العصر. «نزار قباني» أما قمر الزمان علوش كاتب سيناريو متخصص بمسلسلات السير الذاتية يقول: “لا أعتقد بالمطلق أن ما يقدم في مسلسل (محمود درويش) قد قلّ عما قدمناه في مسلسل (نزار قباني) الذي كتبته قبل سنوات قليلة، ونال إعجاب الناس على امتداد العالم العربي، إلا أن السهام لم تنم في تلك الفترة، فخرج علينا من ينتقد وبشدة كل شيء في المسلسل “ المخرج وأنا والبطل الذي كان تيم حسن”. بالنسبة لمحمود درويش، فالنص مكتوب بإتقان واحترافية عالية، وهو من النصوص التي يجب أن تخلد في ذاكرة دراما السيرة الذاتية. وبالنسبة للإخراج، فليس على المخرج أن يقدم أكثر مما يقدمه أنزور في المسلسل، وكذلك شخصية درويش التي يجسدها الفنان فراس ابراهيم، فهي شخصية بذل فيها مجهود من قبل ممثلها؛ لأنه كان يعلم أنه سيلاقي الكثير من النقد والنقد الشديد. ويضيف: أدعو المنتقدين إلى التريث، فما كان عليهم أن يخرجوا ببيان من أول ساعة، فهذا يضعهم موضع الشبهة إن لم يكن الشك، وأتمنى أن تزول الأزمة بانتهاء عرض العمل. تجن واضح وأكمل النجم عبد الرحمن آل رشي: “لا أعتقد أن فناناً نشيطاً ومثابراً مثل فراس إبراهيم سيأتي بمال كبير ليصرفه على مسلسل “فقط” لكي يسيء إلى شخص رجل كبير وأحد أساطير القرن العشرين في العالم العربي مثل محمود درويش. وليس هو فقط من لا يفعل ذلك، بل أن المخرج والممثلين والناس الذين يحبون نجوم العمل، لن يفعلوا ذلك ولن يسمحوا بذلك لأننا في عالم عربي ما زال ينظر إلى مشاهيره نظرة القدسية. مسلسل “في حضرة الغياب” واحد من أهم مسلسلات السيرة الذاتية على الإطلاق، وهو لم يسئ لمحمود درويش إلا إذا اعتبرنا أن النقد اللاذع الذي تعرض له بطل المسلسل نقدا بناء. لا يمكن لأي شخص يريد تجسيد حياة شخصية مثل محمود درويش أن يأتي بجديد عن حياة الرجل أو أن يبتكر من عنده عالما آخر من عوالم الشخصية التي كانت تتمتع بثقة كل الناس، والسؤال هنا: ألا يتمتع درويش “الدرامي” بثقة كل محبيه؟ وهل من خلل في تركيبة حياة الرجل ؟ وأين أتى المخرج أو الكاتب أو الممثل بشيء لم يكتب بقلم درويش؟... أعتقد أن هناك تجنياً واضحاً على المسلسل، وأرى أن المنتقدين يجب أن يؤجلوا كل شيء حتى نهاية العمل، أما قرارهم بإعدام العمل قبل نهايته، فهذا يجعل صدقيتهم بعيدة عن أي موضع قابل للنقاش. رفض بيانات الإدانة يوضح النجم أيمن زيدان الذي كان له رأي خاص قائلا: ليس من عادات الدراما السورية أن تسيء لأي شخصية اعتبارية، عربية كانت أو عالمية، وكل ما تقدمه الدراما السورية، في العادة، يكون مشغولاً بدقة فائقة لتجنب الدخول في أي سجالات جانبية تفسد الكثير من الأهداف السامية التي انطلقت الدراما من أجلها. ويضيف: بحكم أني من أهل الدراما السورية، فأنا هنا مضطر للدفاع عن مسلسل “في حضرة الغياب” وذلك لعلمي وإلمامي بما يفكر به المنتج والفنان المحترم فراس إبراهيم قبل أي مسلسل ينتجه وبخاصة عندما يكون عن مسلسلات السيرة الذاتية. ويضيف: شاهدت بعض الحلقات في المسلسل، لم أجد فيه ما يقل بشيء عن أي مسلسل سير ذاتية انتجه المصريون أو السوريون في الماضي. النص رائع، والإخراج دقيق، وشخصية محمود درويش محترمة إلى الحد الذي لا يجوز إهانة مجسدها، وأعتقد أن من كتب بيانات الإدانة قد استعجل وسيراجع نفسه لاحقا، خاصة أن المسلسل أصبح أمرا واقعا لا يمكن حذفه من ذاكرة الدراما العربية.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©