الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دخول الرجل المطبخ.. اختراق لمملكة المرأة

دخول الرجل المطبخ.. اختراق لمملكة المرأة
11 سبتمبر 2014 21:40
المطبخ مملكة المرأة، غير أن دخول أزواج إلى تلك المملكة وممارسة بعض منهم هواية الطبخ وعمل وجبات معينة، قد يثير حفيظة بعض الزوجات، بينما يسعد البعض الآخر، كونه يزيح عنهن بعض الأعباء المنزلية، فيستطعن التركيز أكثر في عملهن، أو تربية الأبناء بالشكل الذي يحلمون به، ويتمكن من خلاله الوصول إلى كيان أسري مستقر ومناخ إيجابي يساعد جميع أفراد الأسرة على النجاح والتفوق كل في مجاله. حول هذا الموضوع، يقول محمد شحتة مدير تنفيذي في إحدى شركات الوساطة العقارية، إنه عمل فترة من حياته طاهياً أثناء وجوده في مصر، لدرجة أنه صار مالكاً لواحدة من الكافتيريات التي تقدم أطعمة ومشروبات لرواد أحد النوادي الرياضية، غير أنه بعد فترة من الزمن غيّر مجال عمله إلى الوساطة العقارية، مشيراً إلى أن مهنته القديمة وعشقه للمطبخ لايزال يسري في دمه، ولا يمر أسبوع عليه إلا وقد دخل المطبخ أكثر من مرة وقام بطهو بعض الأكلات بحرفية عالية ومذاق رائع، وهو ما يلحظه من إقبال أبنائه على تناول ما يطهوه أكثر من طعام الأم، وكذلك الضيوف في «العزومات» العائلية. ويذكر شحتة أن دخوله المطبخ لا يسبب مشكلات مع زوجته بالمرة، وإنما يثير غيرة مصحوبة بنوع من المزاح كونه أكثر مهارة منها في بعض الأطعمة والأكلات المصرية المشهورة، موضحاً أن دخوله المطبخ فيه نوع من التعاون والرحمة والمساعدة لزوجته التي تقوم بالعديد من الأعباء المنزلية، من تربية الأبناء وغسيل وطهو طوال الأسبوع وكي الملابس وغيرها الكثير من الأمور التي تقوم بها؛ لأنها لا تعمل وتظل موجودة في البيت دائماً ولا تخرج سوى في نهاية الأسبوع فقط، لذلك يعتبر شحته أن وقت وجوده في المطبخ إلى جوارها نوع من المشاركة لها والجلوس إليها والتحدث أحياناً في بعض الأمور المنزلية التي تخص تربية الأبناء. خروج عن المألوف يشير عرفان المجالي، مهندس مشروعات بإحدى الجهات الحكومية، إلى أن دخوله المطبخ من الأمور المستبعدة من حياته، كونه يرى أن الطهو من الأعمال الرئيسة للمرأة حتى لو كانت تعمل؛ لأن الرجل لديه مهام أخرى كثيرة خارج المنزل مثل شراء بعض المستلزمات أو صيانة السيارة وغيرها الكثير. إلا أنه لا ينكر أن شهر رمضان يمثل فرصة له لدخول عالم المطبخ من خلال استغلال فترة ما قبل الإفطار في مساعدة الزوجة في عمل بعض أنواع السلطة وأحياناً حلوى الجلي التي يعشقها، وبالنسبة لزوجته، لا تتذمر مطلقاً من دخوله المطبخ في تلك الأوقات، متابعاً بابتسامة، إنها تتمنى لو كان دخوله المطبخ في فترات كثيرة على مدار العام حتى يساعدها في بعض الأشغال، ويخفف ما لديها من مسؤوليات منزلية متعددة. ويقول شادي حسبو، مدرب رياضي في أحد الأندية، إن دخوله المطبخ ومساعدة زوجته يمثل له معنى آخر، كون زوجته تعاني مشكلات في الركبة رغم سنوات عمرها التي لا تتجاوز الأربعين، ولا تستطيع الوقوف أوقاتاً طويلة بناءً على أوامر الطبيب، ولذلك يدخل المطبخ بشكل يومي ويساعدها في عمل كثير من الأكلات وغسل الأواني أيضاً، رغم أنها تحاول منعه من ذلك كي لا تزيد من أعباء المنزل عليه، إلى جانب أعباء عمله الذي يستغرق معظم ساعات اليوم. من جهة أخرى، يعتبر تفريغ الطاقة والتوترات الناتجة عن ضغوط العمل، الدافع الرئيس لدى أحمد محمد، الموظف بإحدى الهيئات الحكومية، وهو يؤكد أنه يسعد بدخول المطبخ وغسل الأواني المنزلية، والابتعاد عن التفكير في الأشياء المهمة طوال فترة وجوده في مملكة النساء، وكأنه في جلسة علاج نفسي نتيجة انشغاله بأمور بسيطة والابتعاد عن مشكلات العمل ومستقبل الأولاد وطموحه الذي لا يتوقف، فتكون فترة وجوده في المطبخ هدنة نفسية من صراع الحياة، غير أن هذه الهدنة تنتهي غالباً بمشكلة مع الزوجة كونه لا يفعل أي شيء بإتقان بوجهة نظرها، وتضطر إلى إعادة غسيل ما قام بتنظيفه، أو إلقاء اللوم عليه إذا حاول القيام بطهو أكلة معينة على الرغم من أنه لا يجيد صنعها، وكثيراً ما يقوم بإفساد الطعام ما يضطرها إلى إلقاء معظمه، وفي كثير من الأوقات التي يحاول فيها طهو أكلات معينة ينسى الأواني على النار حتى يحترق الطعام ويسبب غضب الزوجة، ولذلك يعتبر دخوله المطبخ مسبباً للمشكلات مع زوجته ولا يريحها بعكس ما يفترض أن يحدث في مثل تلك الحالات. ضرورة حياتية يبدو أنه ليس كل النساء سعيدات بدخول الرجل المطبخ، في هذا السياق، تقول صفاء حمزة، ربة بيت، إن دخول الزوج المطبخ يعني أن كل شيء لن يصير في مكانه، وسينقلب المطبخ رأساً على عقب، ولذلك لا تفضل أبداً دخول زوجها المطبخ لمساعدتها، وتقول له دائماً إنه عليه فقط أن يطلب ما يريد وستقوم هي بإعداده حتى تحافظ على ترتيب المطبخ ونظافته، وتوفر جهدها في إعادة ترتيب ما ينجم عن دخوله المطبخ، حيث تمتلئ أرضية المطبخ بالمياه، ويستهلك كثيراً من الأواني في عمل أشياء بسيطة حتى لو كان كوباً من الشاي، حيث تسقط حبيبات سكر على طاولة المطبخ وغيرها من الأمور البسيطة التي ربما تسبب وجود حشرات لاحقاً في المطبخ لو لم يتم تنظيفها أولاً بأول، ولذلك ومن الأصل ترفض دخول زوجها المطبخ وتطلب منه الجلوس مكانه وتأتي له بما يريد. في المقابل، ترى ليلى الراشدي أن دخول الرجل المطبخ في بعض الأحيان ضرورة حياتية حتى يعرف ما يدور في عالم الطهي، وإذا حدثت أي ظروف لزوجته كالمرض، يستطيع القيام بتجهيز بعض الأكلات البسيطة، كونها لا تفضل تناول الطعام من خارج المنزل، تجنباً للأمراض والعوارض الصحية السيئة الناجمة عنها. ولذلك تعتقد الراشدي أن إلمام الرجل بعمل بعض الأكلات والقيام بأمور المطبخ ضروري في الحياة الزوجية، خاصة مع وجود أبناء ورعاية مستمرة لهم، قد تعجز الأم عن القيام بها في بعض الأحوال نتيجة ظرف طارئ مثل المرض أو الذهاب للأهل في بعض المناسبات العائلية. خارج المنزل من أصحاب التجارب المميزة داني قطار، الشيف بأحد الفنادق الكبرى بأبوظبي، وهو يقول إنه يعشق المطبخ، ولكن في العمل فقط، ولا يمانع في دخول المطبخ داخل منزله، غير أن مطبخ الفندق الذي يعمل به يتوافر فيه الإمكانات التي تساعده على إعداد أطعمة شهية وعلى أصول صحيحة. وعلى سبيل المثال حين يقوم قطار بعمل «اللازانيا» يستخدم 7 أوان حتى تخرج في النهاية بمذاق يليق به كشيف محترف، بينما زوجته في الغالب لا تستخدم سوى آنيتين على الأكثر، لافتاً إلى أن زوجته لا تمانع مطلقاً في دخوله المطبخ، بل تسعد بذلك وتجدها فرصة لتعلم بعض الأكلات على أصولها الصحيحة، وتشاهد طريقة عملها بطريقة سليمة. ويورد قطار أن هناك بعض الرجال يحبون طهو أكلات معينة، ولا ضير في ذلك، ولكن عليهم قبل ذلك أن يعرفوا الكيفية الصحيحة لعمل هذه الأكلات من خلال المشاهدة الحية والمتاحة بأساليب كثيرة سواء داخل الفنادق أو عبر شاشات التلفاز في برامج الطهو المختلفة. ولا ينصح قطار الرجل أن يدخل المطبخ مرة واحدة دون استعداد، ويتعب نفسه وأهله ويقلب حال المطبخ وفي النهاية يفسد الطبق. إسعاد الزوجة أكد شادي حسبو المدرب الرياضي في أحد الأندية، أن معاونته لزوجته في أعمال المطبخ قرّبت كثيراً بينهما، حيث شعرت بأنه يفعل كل ما بوسعه من أجل إسعادها والتخفيف عنها، حتى لو كان يشعر بإرهاق العمل وأعبائه، كما أنه من خلال وجوده في المطبخ يقلل إلى حد كبير فترة وقوفها على قدميها ما يسهم في الإسراع بشفائها، أو على الأقل التقليل من حدة آلام الركبة التي تشعر بها حين تقف فترات طويلة على قدميها. طرائف شيف من المواقف الطريفة التي يرويها الشيف داني قطار أنه وفي أحد التجمعات العائلية طلب منه عمل «تشيز كيك» بالطريقة الاحترافية التي اعتاد عليها، بعيدا عن الطريقة البسيطة التي تقوم بها الزوجة والتي لا تستغرق أكثر من ربع ساعة في إعدادها بعكس طريقته التي تستغرق وقتا أطول من ذلك، ولكن حين الانتهاء منها وقيامه بعملها على الأصول، قالوا إن طريقة زوجته هي الأفضل ومذاقها شهي، ما أثار حفيظته ولكن بأسلوب مرح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©