الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان فرصة لتهذيب النفس والتقرب إلى الله

رمضان فرصة لتهذيب النفس والتقرب إلى الله
26 أغسطس 2011 23:23
أمور كثيرة لم تعد كما كانت، أحوال تتغير وتتبدل، فهناك أناس وجدوا في رمضان فرصة للعبادة والتقرب إلى الله، وآخرون أصبح الوضع لديهم معكوساً، فنهارهم ليل وليلهم نهار .. منهم من يذهب للعمل بكل همة ونشاط وإبداع، وآخرون اختاروا لأنفسهم الكسل. ومن لم يأخذ إجازته السنوية طيلة العام فرمضان أولى بها لأجل السمر والسهر كما يقول البعض. صورة تتكرر بشكل مستمر في كل صفحة من صفحات شهر رمضان المبارك،فشتان بين من يقضون أوقاتهم بمشاهدة المسلسلات والسهر في المطاعم والفنادق التي تستعد استعداداً مبكراً لاستقبال هذا الشهر الفضيل، وبين من يفضلون قضاء وقتهم بالطاعة وختم القرآن والصلاة وقيام الليل والاعتكاف وصلة الأرحام وغيرها من أفعال الخير. فرصة للعبادات والطاعات يجد نايف الجسمي “طالب جامعي” في رمضان فرصة ذهبية للتقرب إلى الله وكسب الأجر، ويستثمر وقته في قراءة القرآن، وقراءة كل ماهو مفيد من الكتب التي تحث على الطاعة والعبادة وكيفية إدارة الوقت في رمضان. ويضيف” أنا لا أحب السهر في الخيام الرمضانية، لأنها تعتبر إضاعة للوقت وهي تشغل الفرد عن العبادة في هذا الشهر الفضيل،وقد يفضلها البعض باعتبارها أماكن للتجمع مع الأصدقاء ومكاناً للتعارف، وكذلك يذهبون للمقاهي للسهر لأنهم حرموا منها خلال فترة الصوم، حيث يقضون الفترة المسائية لملء وقت الفراغ. لافتاً “أتألم حين أجد الكثير من الأسر والشباب، حيث يركزون على مشاهدة الفضائيات وزيارة الفنادق، فالأولى تركز على برامج تجذب الشباب لزيادة أرباحها،خصوصاً أن الفضائيات تقوم بعرض كل ماهو جديد لديها في شهر رمضان، فتكون نسبة المشاهدة كبيرة وبهذا يكون الربح أكثر، وكذلك بالنسبة للفنادق والمطاعم من خلال تقديم عروض وحسومات على الأطعمة وغيرها”. استثمار الوقت حتى لا تضيع أيام شهر رمضان بلا فائدة فقد وضع لنفسه جدولاً لتقسيم الوقت، هكذا يقول جاسم المنصوري (33عاماً) موضحاً: استقبل شهر رمضان بوضع جدول مناسب لي حسب ظروف العمل والحياة، حيث إنني أقسم وقتي إلى أقسام عدة، فعندمايأتي الصباح أذهب إلى العمل وعندما انتهي أقوم بقراءة كتاب الله عزو جل لمدة ساعتين أو أكثر، وبعد صلاة العصر أقوم بقراءة بعض أجزاء القرآن الكريم لحين موعد الإفطار. أما في المساء فأصلي صلاة التراويح ثم أذهب مع الأصدقاء إلى ندوات تعم علي بالنفع والفائدة. وفي العشر الأواخر أسخر كل وقتي لطاعة الله، منتقداً السباق غير الطبيعي التي تقوم به بعض القنوات الفضائية لجذب الصائمين في مشاهدة برامجها، مؤكداً “إنها تفسد روحانية الشهر، فالكثير من المشاهدين يضيعون وقتهم ويسهرون عليها لمتابعة أحداثها أولاً بأول، متناسين أن تلك البرامج والمسلسلات لا علاقة لها بالشهر الكريم، أما الفنادق والمطاعم فتجذب الجميع لها بتقديم كل أنواع الأطباق وتقيم بعض البرامج غير الهادفة من أجل الكسب المادي لا أكثر. سهر وسمر اختلفت مسميات شهر رمضان عند الكثير من الناس، فبدلاً من أن يسمي بشهر العبادة يرونه البعض أنه “شهر الفضائيات والطعام واللهو والسهر”، حيث تقول فاطمة أحمد “ربة بيت”: الجميع يعلم أن رمضان بجانب أنه شهر العبادة والصوم والقرآن، فهو يعلمنا الكثير من السلوكيات الحميدة التي إذا واظبنا عليها سنتعود عليها وستكون ملازمة لنا دائماً، لكن عند الآخرين الوضع مختلف في رمضان حيث تتغير على إثرها جميع برامجهم وجداولهم اليومية، وتصف ذلك قائلة: يكثر السهر في رمضان إلى أوقات متأخرة من الليل ثم القيام للسحور وربما المواصلة إلى اليوم التالي، مما يتأخر البعض عن مواعيد العمل في الصباح، فبعد أن كان يستيقظ الشخص مبكراً للذهاب إلى العمل نجده يتأخر ولا يكاد يصل إلى العمل. صلة الأرحام بدوره، يستغل أنس محمد سيد - مدير مبيعات - وقته بأداء الواجبات الدينية والتواصل مع الأقارب وحضور الندوات الدينية والتجمعات الشبابية الهادفة.ويضيف”: بعض الصائمين يفضلون السهر في الخيام والمقاهي لقضاء وقت فراغهم والاستمتاع بالأشياء غير المفيدة التي تعد مضيعة للوقت ومضرة صحية ونميمة ولعباً، وآخرون وجدوا هذا الشهر الفضيل فرصة للثواب والأجر من حيث صلة الأرحام والإكثار من قراءة القرآن، وأنا من الذين اختاروا الجانب الثاني، موجهاً طارق نصيحة ثمينة لمن يقضي وقته في اللهو والسهر ويقول “من الأفضل عدم المبالغة في السهر، فهو يضر بالصحة ويمنع من أداء الواجبات الدينية ويفضل استبدال السهر بقيام الليل وذكر الله عز وجل”. ويعلق على الأمر أشرف سمير “موظف استقبال” قائلاً: رمضان هو شهر العبادات، ولكن البعض يتجاهل تلك النقطة ويجعله فرصة للتسلية وقضاء الأوقات في التسامر والحفلات والبرامج المسائية، والأفضل من ذلك أن يقوم الصائم بأي عمل مفيد يتقرب من خلاله إلى الله ويكفر عن ذنوبه بالاستغفار”. مخاطر السهر توضح الدكتورة زهرة أبوعلي، أخصائية الطب العام، أن النهار للكد والعمل، والليل للراحة والسكون، هذا حـال كـل شيء في الكون حولنا، والنقيض من هذا يعـد أمراً غير طبيعي، بل قلباً لموازين الكون، ولكن بالفعل، الحال أصبحت كذلك في شهر رمضان، فالسهر هو الذي يغلب على الجميع في الشهر الفضيل والجميع لا يدرك خطورة السهر على صحة الإنسان، فقلة النوم تسبب خللاً في جهاز المناعة، وهو خط الدفاع الأول والأخير ضد الأمراض، وعندما يعتلّ هذا الجهاز، فهذا معناه وبكل بساطة “الانهيار”، وذلك لأن هذا الجهاز مبرمـج على ساعات اليقظة وساعات النوم التي يحتاجها الإنسان، وعند حدوث تغيير في هذه الدورة اليومية يصاب جهاز المناعة بالتشويش والفوضى، كما يؤدي السهر أيضاً لتقليل الكفاءة العضلية. وتضيف الدكتورة زهرة: ثبت من خلال التجارب التي أجراها عدد من علماء التربية البدنية أن الوظائف الجسمية تزداد قوتها وتنقص بين وقت وآخر خلال اليوم، حيث تظهر الكفاءة العضلية، وتبدأ في الزيادة تدريجياً عند الساعة الرابعة صباحاً، وتبلغ مداها الأقصى في الساعة السابعة صباحاً، وتستمر حتى الساعة الحادية عشرة ظهراً، حيث يبدأ المستوى في الانخفاض التدريجي حتى الساعة الثالثة عصراً، ثم يزداد تدريجياً حتى الساعة السادسة مساء، ثم يعود في الانخفاض التدريجي مجدداً، والانخفاض الكبير يبدأ في الساعة التاسعة ليلاً، ويبلغ مداه في الساعة الثالثة صباحاً، هذه هي أخطار السهر الذي يجهلها الكثير منا. روحانيات الصائمين يقول الدكتور عمر الخطيب، مساعد المدير العام للشؤون الإسلامية، دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي “لا بد أن يعرف الصائم أن رمضان شهر العبادة وليس شهر مشاهدة الفضائيات والسهر من دون فائدة، فرمضان شهر التقرب إلى الله، وشهر العتق من النار، وشهر الرحمة، لذا لا بد أن نقضي وقتنا في العبادات والطاعات والدعاء والصلاة”. لافتاً: لا بد من الجميع أن يستغله بالاهتمام بالفقراء والمساكين وإكرام الأيتام وتهذيب النفس وحسن الخلق لا أن يقضيه بالسهر والتسلية بما لا ينفعه. ويضيف الخطيب، أن ما يجري في شهر رمضان من سمر وسهر ولهو يعمل بعكس كلّ هذه الأجواء، ويؤدي إلى إبعاد الإنسان عن الهدف الّذي وجد لأجله، والذي ساعد على ذلك دأب شاشات التلفزة على التنافس فيما بينها في تقديم البرامج الّتي تجذب المشاهدين، ما يؤثّر في روحانيات الصائمين واهتماماتهم، حيث بتنا نشهد التّنافس فيما بين الناس، في عدد الحلقات التي يشاهدونها والبرامج التي يتابعونها، وللأسف هناك من يحضر البرامج نفسها على أكثر من محطّة وعلى مدار الساعة، يا تري أي مفارقة هي تلك التي حولت شهر رمضان، من شهر التوجيه والتربية والبناء إلى شهر التسلية والترفيه؟
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©