الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
تكنولوجيا

«مايكروسوفت» تجري تعديلات جذرية على الهيكل التنظيمي

«مايكروسوفت» تجري تعديلات جذرية على الهيكل التنظيمي
23 أغسطس 2013 21:45
منذ بضع سنوات مضت، انتشرت عبر شبكة الإنترنت مجموعة ساخرة من الرسومات تصور الهيكل التنظيمي لشركات «أمازون» و«آبل» و«فيسبوك»، وغيرها من شركات التكنولوجيا. وكانت صورة مايكروسوفت تظهر عدداً من الأهرامات المنعزلة التي تمثل أقسامها، وكل قسم منها معه مسدسات موجهة إلى الأقسام الأخرى. غير أن مايكروسوفت قالت مؤخراً إنه لن يكون هناك حروب بعد اليوم بين أقسامها. وقالت الشركة إنها تعتزم حل أقسام منتجاتها الثمانية لتشكل أربعة أقسام جديدة تحت عناوين وبأهداف أكبر، في تغيير يهدف إلى تشجيع مزيد من التعاون في وقت سبق فيه منافسون مثل «آبل» و«جوجل» في أسواق المحمول والإنترنت. وسيقوم ستيفن إيه بالمر الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت المخضرم، بإعادة توزيع مسؤوليات كبار أعضاء مجلسه التنفيذي. وقال بالمر في إحدى المقابلات: «تعزيزاً لإدارة رشيدة، وجب علينا التحول من مايكروسوفت مشتتة إلى مايكروسوفت موحدة». ولن يبقى سوى ترقب ما إن كان سيكون في مقدور فريق أكثر تماسكاً تقديم عنصر الإبهار الذي كان يفتقده كثير من منتجات مايكروسوفت في السنوات القليلة الماضية. أخطأت مايكروسوفت كثيراً بتأخرها في إنتاج منتجات سباقة في فئتين بارزتين، هما الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية (تابليت)، إذ إن محرك بحثها «بنج» يأتي في المركز الثاني بفارق كبير بعد «جوجل»، ويفقد مليارات الدولارات لمصلحة غيره من محركات البحث. تنامت المنافسات بين أقسام مايكروسوفت مع مضي الوقت، ما نتج عنه أحياناً ازدواج جهود لا لزوم له. وكثيراً ما اشتكى مديرو مايكروسوفت من أن إحدى سلبيات الشركة يتمثل في اضطرار أحد الأقسام إلى الاعتماد على قسم آخر بالشركة في الحصول على برمجية ما، الأمر الذي يضعه تحت رحمة جدول تطوير شخص آخر. وتفادياً لذلك، لجأت أقسام تطوير المنتجات بالشركة إلى إصدار برامج تكرار أعمال أقسام أخرى في مايكروسوفت، ما يعد أمراً يهدر الموارد والجهد. وكان لكل قسم من أقسام مايكروسوفت السابقة تنظيمها المالي والتسويقي المستقل، أما الآن فالشركة تقوم بمركزة هذه الوظائف. فالأقسام الجديدة مجبرة وفقاً للاستراتيجية الجديدة على التعاون والتنسيق مع بعضها البعض لإتمام منتجات متكاملة، تشمل الأجهزة والبرمجيات والخدمات. بعض هذه التغيرات التنظيمية يقلد ما قامت به مؤخراً «آبل» و«جوجل». فالعام الماضي تم تكليف كريج فيديريجي الذي رأس تطوير نظام تشغيل أجهزة كمبيوتر «آبل»، بالإشراف أيضاً على كثير من نظام تشغيل «آي فون» و«آي باد». كما أن جوناثان إيف مصمم الشكل الرشيق لأجهزة «آبل» تم أيضاً تكليفه بمسؤوليات أخرى تخص برمجيات «آبل». وفي شهر مارس الماضي، قامت «جوجل» بتكليف مهمة تطوير نظم تشغيلها المختصة بالأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر إلى تنفيذي واحد هو ساندر بيتشاي بدلاً من اثنين من التنفيذيين. غير أن تغيرات مايكروسوفت أكبر كثيراً وتشمل عدداً أكبر من المتخصصين. وقالت ليزا بروميل رئيسة قسم الموارد البشرية التي خدمت في الشركة 24 عاماً، مشيرة إلى قوة الشركة العاملة تبلغ 100 ألف موظف: «هذا في تقديري أكبر إنجاز حققته الشركة على الإطلاق». من ضمن كبار التنفيذيين المكلفين بمهام جديدة، هناك جولي لارسون جرين التي كانت قد أشرفت على تطوير نظام تشغيل «ويندوز» التي تقرر مؤخراً أن ترأس مجموعة أجهزة وستوديوهات جديدة تشمل جهاز «إكس بوكس» وأجهزة كمبيوتر «سرفيس اللوحية» ولوازم الأجهزة والألعاب. تعتزم مايكروسوفت إدماج نظم تشغيلها الرئيسية كافة بما يشمل «ويندوز» و«ويندوز فون» والبرمجية المزود بها «إكس بوكس» تحت إشراف تيري مايرسون الذي كان يقتصر إشرافه على «ويندوز» فقط. كما سيتولى كي لي رئيس بنج وغيره من مبادرات إنترنت مايكروسوفت الأخرى، رئاسة مجموعة تطبيقات جديدة، والإشراف على حقوق استخدام «أوفيس» و«سكايب» الناجحة. كما قررت مايكروسوفت أن يتولى ساتيا ناديلا بصفته رئيس قسم الحوسبة السحابية والشركات الجديد، إدارة شبكة مراكز البيانات التي تغذي جميع خدمات مايكروسوفت على الإنترنت، بالإضافة إلى خدمة «ويندوز أزور» السحابية Azure Windows التي أدارها لفترة سابقة محدودة. وبالإضافة إلى تغييرات على أقسام المنتجات، سيتولى طوني بيتس الرئيس السابق لقسم «سكايب» مهمة تطوير الأعمال والعلاقات مع المطورين، بجانب عمليات الاندماج والاستحواذ. زاد بالمر في العام الماضي من حديثه على تحويل مايكروسوفت إلى شركة «أجهزة وخدمات»، في إشارة إلى حاجة الشركة إلى التغير من كونها مجرد شركة برمجيات إلى إيلائها اهتماماً أكبر بالمكونات كافة التي تجعل الأجهزة العصرية أكثر جذباً، وهذا هو أحد المجالات التي تفوقت فيها منافس مايكروسوفت «آبل». وقال ناديلا: «لم يكن هيكلنا التنظيمي ليسمح لنا بإجراء تلك التعديلات، ولكننا الآن في مقدورنا عمل الكثير». وفي مقابلة هاتفية مشتركة مع ناديلا، استخدم لو تشبيهاً رياضياً في وصف التغيرات التي طرأت على مايكروسوفت، حيث شبه الهيكل التنظيمي القديم بفريق البيسبول الذي يتاح لكل لاعب فيه أن يظهر مهاراته الفردية، بينما شبه مايكروسوفت الجديدة بفريق كرة القدم الذي يغلب عليه أهمية الأداء الجماعي. وقال بالمر إنه رغم أن الشركة تولي الأجهزة اهتماماً أكبر في نظامها الجديد، إلا أن مايكروسوفت لا تتخلى عن استراتيجيتها المتمثلة في التعاون مع غيرها من مصنعي أجهزة الكمبيوتر الشخصية والهواتف المحمولة. وقال بالمر إن مايكروسوفت تعتزم إطلاق المزيد من الأجهزة، مشيراً إلى الخبرات عالية القيمة التي تريد الشركة تقديمها من خلال مجموعة متميزة من الأجهزة والخدمات. وفي المقابلة مع بالمر التي أجريت على «سكايب» خدمة مؤتمرات الفيديو التي استحوذت عليها مايكروسوفت منذ بضع سنوات، لاحظ بالمر بعض عيوب هذه الخدمة التي تجعلها تبدو مختلفة عن المحادثة الواقعية. ذلك أن المشتركين في خدمة مؤتمر «سكايب» لا يستطيعون بسهولة التواصل بالأعين مع بعضهم بسبب موضع كاميرات الشبكة. عن «إنترناشيونال هيرالد تريبيون» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©