الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميركل.. هل تفوز بولاية رابعة؟

22 أغسطس 2015 22:49
يرى الناخبون الألمان أن أنجيلا ميركل حققت إنجازات كبيرة. وبينما تقترب الذكرى العاشرة لتوليها السلطة، تبدو المستشارة في موقف قوة سياسية، حيث تتصدر استطلاعات الرأي عند النظر إلى عقد من تراجع معدلات البطالة وتحقيق توازن ناجح في الموازنة، وارتفاع الأسعار في سوق الأسهم بما يفوق ما حققته الأسواق الدولية الأخرى. غير أنها تعطي الألمان شيئاً أكبر من العودة إلى القوة الصناعية التي استعصت على أسلافها: شعور متزايد بالنفوذ الدولي، أكثر من القوة الاقتصادية البحتة التي تغذي تأييد الناخبين في الداخل كما تولد الاحتكاك في الخارج. ومن أثينا إلى بروكسل، وفي أوكرانيا وروسيا، أبرزت ميركل القيم الألمانية في جميع أنحاء أوروبا، وهي تأخذ مواقف تتسم بالمواجهة كانت تتجنبها الحكومات في مرحلة ما بعد الحرب الباردة. ويمتد هذا إلى مواجهة أعضاء كتلتها البرلمانية فيما يتعلق بمنح مزيد من المساعدات لليونان. وكانت النتيجة حصولها على مستويات قياسية من الدعم المحلي في منتصف فترة ولايتها الثالثة، ما يزيد من احتمالات سعيها للحصول على ولاية رابعة في عام 2017. ويقول «دانيال هاميلتون»، رئيس مركز العلاقات عبر الأطلسي في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بواشنطن: «إنها تريد تحديد الشروط أكثر فأكثر، وهذا يتردد صداه في جميع أنحاء المجتمع الألماني. وفي حين أن ميركل ملتزمة الصفقة الأوروبية التي أوجدت اليورو، إلا أن الانطباع العام السائد هو أنها تدافع عن المصالح الألمانية أولاً وتفعل ما هو صحيح». ومرة أخرى تهيمن الأزمات العالمية، بما في ذلك محادثات السلام بشأن أوكرانيا والجلسات المتعددة مع حكومة أليكسيس تسيبراس في اليونان، على أجندة ميركل بعد فترة الهدوء التي أعقبت إعادة انتخابها في 2013. كما ساهمت هذه السجالات في زيادة التوتر وزرعت الانشقاق في أوروبا وسط أحقاد تاريخية وانقسام بين شمال القارة وجنوبها. ومع الصورة السلبية جداً المألوفة في اليونان لميركل ووزير ماليتها «فولفجانج شويبله»، شهدت المرحلة الأخيرة من الأزمة تعبئة عالمية لوسائل الإعلام الاجتماعي لمصلحة «تسيبراس» وائتلافه من اليسار الراديكالي، أو حزب «سيريزا»، في الغالب على حساب ميركل وألمانيا. وبدوره استخدم الاقتصادي الشهير «بول كروجمان» مدونته في صحيفة «نيويورك تايمز» لتوجيه اللوم إلى ميركل باعتبارها السبب في «كارثة» أوروبا. وفي بريطانيا، ندد الناشط السياسي «أوين جونز» بميركل في صحيفة «الجارديان» باعتبارها «الزعيم الأوروبي الغربي الأكثر قسوة في هذا الجيل»! ولكن، ماذا عن الموقف في ألمانيا؟ لقد أصبحت أكثر شعبية عندما هزمت «جيرهارد شرودر» في انتخابات سبتمبر 2005. وأظهر استطلاع للرأي هذا الشهر أن كتلتها تضمن الحصول على أغلبية مطلقة إذا ما أجريت انتخابات الآن، ما دفع «تورستن البيج»، زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي، ورئيس حكومة ولاية شلزفيج هولشتاين، إلى الإشارة إلى أن حزب المستشارين «شرودر» و«ويلي برانت» و«هيلموت شميت» ينبغي ألا يترشح أمام ميركل في 2017. وكذلك قال أيضاً: «سيلكه تمبل»، رئيس تحرير مجلة السياسة الألمانية «إنترناشونال بوليتيك»: «إن الانتقاد -حتى وإن كان قاسياً- فهو نتيجة طبيعية لنفوذ ألمانيا المتزايد في أوروبا. ويبدو أن الألمان أدركوا هذه الحقيقة جيداً، ويتقبلون النقد الدولي برباطة جأش، حتى وإن صحبه قدر معين من الدهشة». ومع هدفها المعلن في الحفاظ على منطقة «اليورو»، تغلبت ميركل على «شويبله» الشهر الماضي، وقادت الدول الأعضاء الـ19 للإبقاء على اليونان في الاتحاد النقدي. وفيما يتعلق بأوكرانيا، اختلفت مع السياسيين الأميركيين الذين يدعون إلى إرسال شحنات أسلحة، بينما كانت تحشد الاتحاد الأوروبي للإبقاء على العقوبات الاقتصادية على روسيا، حتى وإن كان ذلك على حساب المصدرين الألمان. ويقول «ألكسندر ستاب»، وزير مالية فنلندا: «إنها حجر الأساس في حل المشكلات لمصلحة أوروبا. فقط ألقوا إليها بالمشكلة وستجد حلًا لها بتأنٍّ وثبات». وخلال فترة ولايتها، أبقت على فرنسا، الأضعف اقتصادياً، إلى جانبها باعتبارها الحليف الرئيسي لألمانيا، ومدت يدها لبريطانيا قبل تصويتها المزمع بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي، وأنشأت تحالفات من أعضاء أصغر في الاتحاد الأوروبي مثل سلوفاكيا ومن جانبه، يرى «جان تيتشو»، رئيس مكتب مؤسسة «كارنيجي» في بروكسل، أن «ميركل في ذروة قوتها». فهي ترمز إلى «الحاجز الآمن بين ألمانيا والعالم غير المريح في أوروبا، وهذا ما يريده الناخبون الألمان». أنتوني زوشكا وليون مانجاسيريان* * محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©