الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

القوة في العقل وليست في العضلات

القوة في العقل وليست في العضلات
29 ديسمبر 2017 21:13
محمد عبدالسميع (الشارقة) في آخر عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، الدورة 13، قدمت فرقة مسرح الشارقة الوطني مسرحية «لولو والكتاب» من تأليف حسن عبدالرحيم وإخراج ياسر سيف وتمثيل: عذاري، هيفاء العلي، رائد دالاتي، راشد المعيني، عبدالله الشمساني، عبدالعزيز الزرعوني، معصومة يوسف، حميد محمد، سعود كاظم، بسملة علاء الدين، عبدالمجيد المختار وآخرون، وكتب أغاني المسرحية الفنان البحريني علي الشرقاوي، ولحنها الفنان البحريني خليفة زيمان. بدأت أحداث المسرحية باحتفال الطفلة لولو بعيد ميلادها، برفقة جدتها والشخصيات الكرتونية التي أبهجت ليلى خلال الحفلة، وبعد انتهائها تبدأ ليلى بفتح علب الهدايا التي جلبها لها أصدقاؤها، غير أنها تصاب بخيبة أمل حين تكتشف أن الهدايا مكررة وهي ذات الهدايا في نوعيتها والتي تقدم لها في عيد ميلادها في كل عام، الأمر الذي يصيبها بالملل، ولم يتبق لها من أمل في هدية جديدة إلا من جدتها، حيث تهدي لها الجدة مكتبة كبيرة تحوي عشرات الكتب، رغبة من الجدة في تحبيب «لولو» بالقراءة وتشجيعها عليها، لكن ليلى لا تفرح كثيراً بهدية جدتها كونها لا تحب القراءة، وتريد أن تصبح قوية، فتخبرها جدتها أن القوة هي في العقل وليست في عضلات الجسم، لتبدأ بعمل اختبارات لليلى لتظهر لها مدى قوة عقلها، فتطلب منها تارة أن تجلب سنجاب إلى البيت، وتارة ريشة طائر جارح وأخرى أنياب أفعى، فتفلح لولو في تنفيذ كل ذلك، وتجلب لجدتها ما طلبته منها بمساعدة أصدقائها الحيوانات. فكرة النص جاءت لتبرز وتوضح قيمة الكتاب وأثر القراءة في بناء شخصية الطفل، وهو ما لم يكن حاضراً درامياً، لأن «لولو» وجدت كل ما كانت تبحث عنه من معلومات دون ذلك، من خلال جهاز «الآي باد» وعبر تقنية البحث «جوجل»، بعد أن قلّبت صفحات أحد الكتب التي أشعرتها بالملل لتتحول منه إلى الأجهزة الذكية، وتجد ضالتها عبرها! كما أن النص لم يتوخ الحذر أثناء تقديمه لرسائله الأخلاقية للطفل، حينما قامت الجدة بالطلب من لولو بقطع ريش وأنياب الحيوانات وحرمانها من بيئتها في الغابة، إذ أنه يعتبر فعلاً مؤذياً للحيوانات والطيور، دون أن يكون هنالك سبب وجيه يبرر لجمهور الأطفال الإقدام على مثل هذه الأفعال، كذلك، فإن الجدة غامرت بحفيدتها حينما طلبت منها الذهاب إلى أشرس الحيوانات والطيور دون خوف من أن تفقد «لولو» حياتها جراء ذلك. الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات: هل التدريب على قوة العقل تعني إلقاء الأطفال في التهلكة؟ ولماذا اعتمد النص اللغة العربية الفصحى في حواراته، بينما جاءت الأغاني باللهجة العامية؟ وما هي الضرورة الدرامية من وجود السنجاب والفيل ومرافقتهم لليلى إن لم تكن لأغراض شكلية ؟ إضافة إلى أن الأداء الحركي التمثيلي للجدة لم يكن مناسباً لسنها، حيث ظهرت في حركتها أكثر حيوية وشباباً من حفيدتها؟ يحسب لهذا العرض، الأداء التمثيلي المتقن للفنانة عذاري في شخصية «لولو»، كما يحسب له، المناظر الجمالية القريبة من مخيلة الأطفال، خاصة تلك التي استخدمت فيها تقنيات الضوء في مشهدي جلب الريشة من الطائر الجارح وخلع أنياب الأفعى، بالإضافة إلى الأزياء والأكسسوارات والماكياج التي منحت مجتمعة لهذا العمل ما يحتاجه من بهجة نثرتها لولو ورفاقها في نفوس الأطفال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©