الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تباطؤ الطلب على النفط نتيجة تعثر اقتصادات أوروبا والصين

تباطؤ الطلب على النفط نتيجة تعثر اقتصادات أوروبا والصين
11 سبتمبر 2014 21:50
قالت وكالة الطاقة الدولية أمس إن الطلب العالمي على النفط يتباطأ بوتيرة ملحوظة بفعل تعثر اقتصادات أوروبا والصين بينما تشهد الإمدادات زيادة مطردة ولاسيما من أميركا الشمالية. وقالت الوكالة التي تقدم المشورة للدول الغربية في تقريرها الشهري «التباطؤ الحاصل لنمو الطلب في الفترة الأخيرة جدير بالملاحظة» وخفضت توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2014 و2015. وأضافت «الصراعات الملتهبة في العراق وليبيا مستمرة بلا هوادة وتأثيرها على توازنات سوق النفط العالمية والأسعار مازال محدوداً وسط نمو ضعيف للطلب على النفط ومعروض وفير». وقالت وكالة الطاقة الدولية إن نمو الطلب في الربع الثاني من 2014 وحده تراجع إلى أدنى مستوى في نحو عامين ونصف. وبالنسبة لعام 2014 بأكمله خفضت الوكالة توقعها لنمو الطلب على النفط 150 ألف برميل يوميا إلى 900 ألف برميل يوميا وخفضت تقديرها لعام 2015 بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 1. 2 مليون برميل يوميا. وقالت الوكالة «تكافح اقتصادات منطقة اليورو الركود بالفعل وتقترب على نحو خطير من انكماش الأسعار. مبعث الخطر أن يطلق تراجع الأسعار الأوروبية دوامة انكماش تؤدي إلى مزيد من التراجع في النشاط الاقتصادي مع قيام المتعاملين بتأجيل قرارات الاستثمار أو الشراء». ورجحت أن تشهد الصين - ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة - نمو الطلب على الخام أكثر من 2%. ونزلت أسعار النفط عن 100 دولار للبرميل هذا الشهر للمرة الأولى في أكثر من عام تحت ضغط تباطؤ الطلب ووفرة المعروض. وتتوقع وكالة الطاقة نمو المعروض من خارج أوبك 1. 6 مليون برميل يومياً في 2014 و1. 3 مليون برميل يوميا في 2015 بفضل طفرة النفط الصخري في أميركا الشمالية. ويعني هذا تراجع الحاجة إلى نفط أوبك وقالت الوكالة إنها خفضت تقديراتها للطلب على خام أوبك ومخزوناتها لعام 2015 بمقدار 300 ألف برميل يوميا إلى 29. 6 مليون برميل يومياً في حين أن إنتاج أغسطس بلغ 30. 31 مليون برميل يومياً. وبعد أن انخفضت أسعار النفط تحولت السوق إلى وضع تكون فيه الأسعار الفورية أضعف من أسعار التسليم الآجل. ويشجع ذلك شركات النفط والمتعاملين على تخزين الخام على أمل إعادة بيعه بسعر أعلى في المستقبل. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن التخزين إيجابي لأمن الطاقة بما يوفره من شبكة أمان جيدة لمواجهة أي تعثر في الإمدادات. من ناحية أخرى، تراجع خام برنت إلى أدنى مستوى له في عامين دون 97 دولاراً للبرميل أمس مواصلا خسائره للجلسة السادسة على التوالي حيث طغت المخاوف بشأن وفرة المعروض والطلب الضعيف على بواعث القلق من أن يؤثر الصراع في الشرق الأوسط على إنتاج النفط. كان خام بحر الشمال تجاوز 115 دولاراً في يونيو عندما اجتاح مسلحون إسلاميون شمال العراق وسيطروا على عدة حقول نفطية لكن الأسعار تراجعت أكثر من 15? منذ ذلك الحين مع ارتفاع الإمدادات من دول أخرى بمعدلات أسرع كثيرا من الطلب. ونزل سعر خام برنت في عقود أكتوبر 1. 32 دولار إلى 96. 72 دولار للبرميل مسجلا أدنى مستوى له منذ يوليو 2012 قبل أن يتعافى قليلا ليبلغ نحو 96. 90 دولار للبرميل بحلول الساعة 1121 بتوقيت جرينتش. كان برنت أغلق على انخفاض 1. 12 دولار في الجلسة السابقة. وهبط الخام الأميركي 1. 14 دولار إلى 90. 53 دولار للبرميل. وخفضت أوبك تقديراتها للطلب على خامها في العامين الحالي والقادم مشيرة إلى فائض بأكثر من مليون برميل يوميا في 2015 إذا استمرت مستويات الإنتاج الحالية. لكن المخاوف الجيوسياسية تظل مبعث قلق. وأبلغ الرئيس باراك أوباما الأميركيين الأربعاء أنه قرر السماح بشن ضربات جوية في سوريا وزيادة الهجمات في العراق في تصعيد واسع النطاق للحملة على تنظيم الدولة الإسلامية. والعراق ثاني أكبر منتج ومصدر للنفط في أوبك ويخشى المستثمرون من التأثير المحتمل على الإمدادات لكن صناعة النفط العراقية لم تتأثر على نحو يذكر حتى الآن بالاضطرابات في شمال البلاد. وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء زيادة في مخزونات بعض المنتجات النفطية في الولايات المتحدة وهو ما يسلط الضوء على الفائض العالمي من الخام. وقد تؤجج ليبيا المخاوف من وفرة المعروض بعد أن قال رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني إن من المتوقع أن يزيد إنتاج البلاد من النفط إلى مليون برميل يوميا في أكتوبر. من جانب آخر، قال وزير النفط الكويتي علي العمير أمس إن الانخفاض الحالي في أسعار النفط كان متوقعاً وليس كبيراً ولا يدعو لعقد اجتماع طارئ لمنظمة أوبك. وقال العمير للصحفيين على هامش اجتماع وزراء النفط لدول مجلس التعاون الخليجي إن الهبوط الحالي «ليس هبوطاً كبيراً. . كان متوقعاً أن يكون هناك شيء من الهبوط نتيجة كثرة الإنتاج خاصة في الولايات المتحدة». وأضاف العمير «لازلنا نعتقد أن أسعار النفط في الوقت الحالي أسعاراً مستقرة رغم الهبوط القليل الذي قد يتبعه ارتفاع، نتيجة قدوم موسم الشتاء والحاجة للطاقة من جديد في كافة الدول». وأكد العمير أن المستويات الحالية لا تدعو إلى عقد اجتماع طارئ لمنظمة أوبك. وقال «إلى الآن مطمئنين أن الأسعار لم تنخفض الانخفاض الذي يدعو لعقد مؤتمرات طارئة أو غير ذلك». والكويت واحدة من دول منظمة أوبك المهمة ويبلغ إنتاجها اليومي نحو 3 ملايين برميل من النفط الخام تقوم بتكرير 930 ألف برميل منه في مصافيها الثلاث بينما يتم تصدير الباقي كنفط خام. وقال العمير إن معدل إنتاج الكويت «ثابت» وفقا لما تم الاتفاق عليه في اجتماع أوبك الأخير. وأكد العمير أن اجتماع الوزراء الخليجيين أمس قرر تأجيل البت في موضوع توحيد أسعار المنتجات النفطية لحين إجراء «دراسة مفصلة» لهذا الأمر. وأشار إلى أن الاجتماع ناقش 11 بندا لاقت جميعها «كل توافق» بين الوزراء مبينا أن من هذه الموضوعات ضرورة التنسيق بشأن اتفاقية المناخ لاسيما في ظل اقتراب موعد الاجتماع الدولي بشأنها في سبتمبر أيلول الجاري. بدوره، قلل وزير النفط السعودي علي النعيمي من أهمية انخفاض أسعار النفط لأدنى مستوى منذ 17 شهراً. وقال النعيمي على هامش اجتماع عقد في الكويت مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي إن «أسعار النفط دائما تنخفض وترتفع ولا أعلم لماذا الضجة هذه المرة». وأضاف رداً على سؤال عما إذا كانت أوبك تحتاج لاتخاذ إجراءات لمواجهة تراجع الأسعار « أوبك لم تجتمع وهي بحاجة لتجتمع لتناقش أي إجراءات». وتعقد المنظمة اجتماعها العادي المقبل في نوفمبر. (لندن - رويترز، أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©