الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبراء ولكن

24 يناير 2012
بات الكل يبحث عن تطوير مهاراته، والرقي بها، إلى أعلى المراتب والدرجات، فانتشر خبراء تطوير الذات والمراكز التي تقدم جرعات الذكاء والنباهة للصغار والكبار. ويسعى الجميع نساء ورجالا نحو الكمال الجمالي، مما أدى إلى انفجار كبير في عمليات التجميل، وتزايد مخيف في خبرائه، ويرغب الآباء في تحسين مستوى أبنائهم من الناحية الفنية والأدبية واللغوية، فاشتهر بعض المدربين والمدرسين الذين يقدمون موادهم التطويرية بحصص الساعة لزبائنهم، وانتشرت المراكز التي تعمل على إفراغ شحنات الاندفاع نحو المعرفة، وتقوي الإرادة وتعلم القيادة، بشكل ملفت للنظر. في حين اتجه البعض الآخر نحو البحث عن سبل إعلاء مستوى أولادهم التكنولوجي، حيث تطغى اليوم هذه اللغة، مما جعل البيت الواحد يحمل العديد من الآلات الإلكترونية، التي تتعرض للتقادم بسرعة البرق، نظرا لتسارع التقنيات المطروحة. كل هذه الأمور وأخرى جعلت المنافسة محمومة بين أطراف هذه الخدمات المطلوبة، إذ أصبح العاملون في هذه المجالات يدلون بصفاتهم وعناوينهم الوظيفية على أنهم خبراء، وعندما تصادف أحدهم أو تزوره يقدم نفسه على أنه خبير تنمية بشرية، خبيرة تجميل كندية، خبير في تطوير الذات، خبيرة في الشعر، وغيرها من الخبرات التي تدعم ببطاقات جميلة ومرصعة أحيانا بكريستالات أو تكتب عباراتها على ورق لماع غالي الثمن. السؤال المطروح: هل من السهل لكل شخص الحصول على بطاقة عمل، مدعومة بكل هذه المؤهلات دون رقابة؟ حسب علمي المتواضع، أن الكثير ممن نصادفهم يوميا ويدلون ببطائق تعريفية مثقلة بالخبرة، أنهم خاضوا مجموعة من التداريب، مقابل مبالغ معينة، وكل دورة تكون حصيلتها غير المعرفية شهادة تدعم ملفه العلمي، وهكذا.. ومع مرور الوقت يتوفر الشخص على رزنامة مهمة من شواهد الخبرة، وبالتالي يقترحه أحد المراكز لتقديم دورة في مجال معين، لمجموعة من الأطفال أو السيدات، ويضاف اسمه رقما لخبراء التنمية الذاتية، أو لخبراء الشعر والجمال، حسب التخصص الذي خضع له ودخل دوراته. فمن المتضرر في هذا السياق؟ هل الشخص نفسه، الذي لا يحمل من المؤهلات العلمية، والمعرفية مما يجنبه الحرج عند سؤال أحد الأذكياء ممن يقدم لهم هذه الدورات، ويستحيل عليه إجابته إجابة علمية، ويظل سؤاله معلقا أمام فراغه المعرفي، أم الذي يدفع أموالا باهظة للظفر بجمال أو لتسوية خلل ما؟ فشرعية الحديث عن هذا الموضوع هو الطفرة التي تعرفها المراكز الكثيرة التي تتحدث عن تنمية مهارات الأطفال، من عمر سنة وأقل، والتي تتحدث عن الإبداع والمهارات، وعن كيفية تجنب المراهقين مرحلة المراهقة، والسعي نحو الكمال الجسماني، وغيرها من الأمور التي تنفق عليها الأموال الطائلة، وقد تكون بدون عائد ولا فائدة نظرا لانعدام الخبرة في هؤلاء الخبراء المدججين بشواهد دورات غالبا ما قدمت لهم من خلال دورات خضعوا لها. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©