السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمدان الشامسي: الترجمة تُسهّّل عملية وصول المعلومات

حمدان الشامسي: الترجمة تُسهّّل عملية وصول المعلومات
24 يناير 2012
باتت اللغة الإنجليزية لغة العصر التي تتفاهم بها الشعوب والأمم من مختلف البلدان والجنسيات والأعمار، ومن شدة أهمية تعلمها بات الكثيرون يعتبرون من لا يتحدث الإنجليزية ولا يحسن استخدام الحاسوب أميا؛ ومن هذا المنطلق فضل حمدان الشامسي دراسة اللغة الإنجليزية وآدابها في الجامعة، وعمل في مجال تخصصه بوظيفة ضابط ترجمة في بلدية العين. عن سبب اختياره لدراسة اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة الإمارات، يقول ضابط الترجمة في بلدية العين حمدان الشامسي «أعاد هذا السؤال ذاكرتي إلى الوراء، عندما كنت طالبا في مرحلة الثانوية العامة تلك المرحلة التي ترتسم فيها الأحلام والطموحات، حينها كانت طاولتي المدرسية تتوسط الفصل الدراسي وكانت السبورة الخضراء هي الشاشة الدراسية التي أستقي وزملائي منها المعرفة، وفي كثير من الأحيان كانت مساحة لنا في التنفيس عما يجول في خاطرنا من خربشات ساخرة وتعليقات مضحكة في استراحة الخمس دقائق». نقطة تحول يقول الشامسي «عندما قدم وفد من جامعة الإمارات العربية المتحدة للمدرسة من أجل توزيع الطلبات على الطلاب الراغبين في استكمال دراستهم الجامعية فيها، بدأت أتخيل نفسي مدرسا لذوي الاحتياجات الخاصة وحلمت بأن أدرس التربية الخاصة، وقد كان هذا الاختيار الذي بنيت عليه أحلام التخرج من الثانوية العامة غير مطروح للذكور وإنما فقط للإناث، ثم بادرت بالسؤال عن تخصص التربية الفنيــة وذلك لولعي الشديد بالفنون ورغبة مني في تعلم هذا الفن وتعليمه، ليكون مصيره كسابقه في أنه مطروح للإناث فقط، فآلت نفسي لتغيير الكلية من كلية التربية إلى كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية وعليه تم اختيار اللغة الانجليزية وآدابها، وذلك لتميّزي في اللغة الإنجليزية في فترة المدرسة وكذلك بسبب حبي لقراءة القصص والروايات ومتابعة البرامج الأجنبية». ويشير الشامسي إلى أنه بعد تخرجه من الجامعة في عام 2004 انطلق للبحث عن وظيفة وتقدم لمجلس أبوظبي للتعليم (وزارة التربية والتعليم سابقا)، حيث عين مدرس لغة إنجليزية للمرحلة المتوسطة في مدرسة البيرق للتعليم الأساسي، حلقة ثانية، واستمر على ذلك لمدة 5 سنوات متواصلة، وعن تجربته في التدريس، يقول «في كثير من الأحيان أسترجع ذكرياتي كمعلم وعلاقتي الجميلة بطلابي وزملائي المعلمين، فقد كان لها أكبر الأثر في اكتسابي لخصال حميدة كالحلم والصبر وكتم الغيظ والتحكم بالانفعالات النفسية، تجربتي في عالم التدريس كانت مميــزة جداً وكان أثرها واضحا على طلبتي الذين كبروا الآن وتخرجوا من الجامعة وكلما التقيتهم صدفة وجدت المحبة والاحترام في عيونهم لي، فلم أكن أركز على تعليمهم المقرر الدراسي فحسب بل سعيت إلى إكسابهم مهارات لا منهجية تؤثر في بناء شخصياتهم، حيث كونت منهم جماعة أطلقت عليها «جماعة أحباء زايد»، والتي كانت تعنى بالمشاركة في جميع المناسبات الوطنية والعربية والإسلامية، وكنا نقوم بتنظيم كثير من الأنشطة والفعاليات في داخل وخارج المدرســة ونقوم بتوثيقها بالصور الفوتوغرافية، لأني على يقين بأن ما يبني شخصية الإنسان هو مشاركته للمجتمع وليس ما يُلقن في درس معين والتجربة خير برهان». المحطة الثانية المحطة الثانية في حياة الشامسي المهنية كانت تركه سلك التدريس الذي أحبه كثيرا وانتقاله للعمل في سلك الترجمة حيث التحق للعمل ببلدية العين وبالتحديد في قسم خدمات الترجمة التابع لإدارة الموارد البشرية بوظيفة ضابط ترجمة. حول طبيعة عمله الحالي، يقول «الترجمة تختلف تماما عن التدريس وبانتقالي للعمل فيها تطلبت مني أخذ دورات مكثفة أهلتني لهذه الوظيفة، والتي تعتمد طبيعتها على التواصل مع مختلف الإدارات والأقسام التابعة للبلدية لإتمام خدمات الترجمة المطلوبة من قبلهم ، حيث أستلم وزملائي المترجمين عبر الإيميل أو مراسلات ورقية تضم من بينها عقودا أبرمتها البلدية مع شركات مختلفة ومناقصات وشهادات خبرة للموظفين يراد ترجمتها من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية وبالعكس، وكذلك دليل الخدمات التي تصدره البلدية والبروشورات التي توزع في مختلف الأنشطة والفعاليات على الناس وتتطلب ترجمتها إلى الإنجليزية نظرا لوجود جنسيات مختلفة في الدولة، وتعد الإنجليزية اللغة المشتركة بين الجميع». ويذكر الشامسي الصعوبات التي يواجهها في عمله بأنها تكمن في الكمية المطلوبة للترجمة والفترة المحدودة اللازمة لتسليمها، ولتجاوزها تم تقسيــم العمل بين المترجمين في القسم، وتحديد آلية استقبال المستندات ودراسة الوقت المطلوب لكل معاملة ليتم ضمان تدفق الأعمال بشكل فعال وبشكل يضمن عدم تشابك وتعرقل الأعمال، بالإضافة إلى أن عملية الترجمة تتطلب أن يكون لدى المترجم حصيلة مصطلحات لغوية كبيرة وقد يكون في الأوراق المراد ترجمتها مصطلحات لا تغطيها القواميس المتوافرة بل تتطلب قواميس متخصصة وثقافة وإطلاع واسعين من قبل المترجم. وحول مزايا مهنة ضابط الترجمة وسلبياتها، يقول الشامسي إن مزاياها تتمثل في شعوره بأنه عضو فعال يخدم مجتمعه ووطنه الإمارات عبر إسهاماته في تسهيل عملية تدفق المعلومات ووصولها إلى الجهات المعنية ومختلف الشرائح المجتمعية، بالإضافة إلى اكتسابه كل يوم معان ومصطلحات لغوية جديدة تضاف إلى قاموسه اللغوي وتربط بين اللغتين العربية والانجليزية، أما السلبيات فتتمحور حول قلة التواصل الفعلي والمباشر مع الأفراد، وارتباط عمله بشكل أساسي ومباشر بالحاسب الآلي، ما يضفي عليها نوعا من الروتينية. ويلفت الشامسي إلى أن مهنة ضابط الترجمة تتطلب الكثير من الصبر وطول البال والدقة كما أنها من المهن المطلوبة نظرا للحاجة إليها في مختلف المؤسسات والدوائر، علما أن طبيعتها تختلف من مكان لآخر تبعا لاختلاف الأعمال المراد ترجمتها من حيث نوعيتها فالصياغة اللغوية أو الأسلوب المستخدم في ترجمة الأوراق القانونية يختلف عن العقود وعن الشهادات والأوراق أو المستندات المراد ترجمتها والصادرة عن البلدية تختلف عن المحكمة وما شابه ذلك.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©