طائر الفينيق..!

منتخب البحرين الوطني لكرة القدم يفتتح مشاركته بدورة كأس الخليج في نسختها العشرين على غير العادة... لكنه يحمل غموضاً قد يحقق نتائج مخالفة للعادة!!! هكذا أقرأ مشاركة منتخبنا الوطني التي يستهلها اليوم أمام حامل اللقب عمان، فلا أحد يعلم حقاً ما الذي قد يفعله الأحمر في عدن، لأنه يشارك وسط ظروف استثنائية، لعل أبرزها استقالة مدربه النمساوي هيكسبرجر المفاجئة، لتوكل الأمور الفنية إلى المدرب الوطني سلمان شريدة قبل انطلاق الدورة بأقل من شهر، ليكون ثاني مدرب وطني يشرف على تدريب المنتخب في دورات الخليج بعد أن سبقه لهذا الشرف فؤاد بوشقر. على أية حال، اللافت في مشاركة البحرين هذه المرة، أنها تأتي مخالفة للنسخ الثلاث الماضية التي كان فيها الأحمر مرشحاً فوق العادة، خصوصاً في خليجي 17 بقطر، عندما كان الفريق عائداً يومها من الصين، محققاً نتائج إيجابية بوصوله إلى المربع الذهبي في بطولة كأس آسيا، ولكنه لم يحقق طموحات جماهيره في الدوحة، أما في خليجي 18 بالإمارات و19 بعمان، فقد كان أيضا أحد المنتخبات القوية، نظراً لما كان يضم في صفوفه من لاعبين على مستوى عال. أما اليوم، فالأحمر يشارك وهو في حالة يرثى لها، فبالإضافة إلى تسلم المدرب الوطني سلمان شريدة زمام الأمور الفنية قبل انطلاق الدورة بفترة قد لا تكون كافية لتطبيق أفكاره وتطلعاته، ضاعف من سوء الحال غياب اللاعبين البارزين عن التشكيلة بداعي الإصابة، وهو ما دعا شريدة لأن يعيد بناء المنتخب من جديد بهدف الخروج بتشكيلة متوازنة بين العناصر الشابة والخبيرة. لكن، ثمة ما يجعلني طموحا في هذه المشاركة، لعلها “أسطورة الفينيق”... ذاك الطائر العجائيبي الذي يخلق من العدم، فمنتخبنا الذي توجه إلى عدن بخطوات بطيئة، قد يجد نفسه على حين غرة فوق مسرح النجومية، لأنه يشارك وهو يعلم جيداً أن المشاركة المشرفة وحدها قد تكفي لحفظ ماء وجهه، لذلك فإن الفريق قد يلعب بأريحية بعيداً عن الضغوط الإعلامية والمطالب الجماهيرية التي لعبت دوراً سلبيا بشكل كبير على أدائه في الدورات السابقة. ورغم ذلك، منتخب البحرين يعتبر أكثر المنتخبات المطالبة بتحقيق اللقب، فهو المنتخب الخليجي الوحيد الذي لم يحقق الدورة، وعلى هذا الأساس هو يحمل في داخله رغبة أكبر من منافسيه، وفي ذات الوقت لديه عذر قد يحميه من الانتقادات في حال ظهوره بشكل باهت... فهل يستغل هذه الظروف ويصنع المفاجأة؟! a7med.karim@gmail.com