الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المضاربة على الهبوط والصعود

26 أغسطس 2011 23:18
تتناقض سمات سوق المضاربة على الهبوط مع سمات سوق المضاربة على الصعود، ويمكن وصف سوق المضاربة على الهبوط بأنه عبارة عن سلسلة متوالية من الارتفاعات الأقل انخفاضا والانخفاضات الأقل هبوطا. ولكن هناك اختلافات مهمة بين الأسلوب الذي يظهر به كل منهما، من منطلق أن سوق الأسهم عادة ما يميل نحو الاستقرار ثم الصعود ثلثي الوقت، والاتجاه نحو الهبوط في الثلث الآخر، ومع ذلك فمن الحقائق الثابتة أن السوق عادة ما يهوي إلى القاع أسرع من صعوده إلى القمة، وفي بعض الأحيان قد يهوي السهم أو السوق كله كالحجر. وحين يكون ارتفاع السوق إلى عنان السماء أمرا غير عادي نسبيا، فإن الأمر يتطلب ضخ أموال جديدة في شرايين السوق حتى ينطلق نحو الصعود، ويكون كل ما يتطلبه هبوطه هو تراجع الأموال الجديدة، والهبوط ما هو إلا نتيجة طبيعية لوجود فراغ أسفل السوق أي غياب كامل للمشترين، وما إن تلوح في الأفق بشائر هبوط هائل حتى يؤدي الشعور بالخوف إلى حدوث انهيار، حتى يهرع البائعون المذعورون إلى التخلص من الأسهم، بأي سعر يمكنهم الحصول عليه. وبصفة عامة عندما تصل أسواق المضاربة على الصعود لارتفاعها النهائي تبدأ أسواق المضاربة على الهبوط، وذلك عندما يتسع نطاق التقديرات، ويزيد الشعور بالتفاؤل ثم عند مرحلة معينة يبدأ ضغط الشراء في الانحسار ويصبح البائعون أكثر جرأة من المشترين، ويخفق السعر في مواصلة نمط الارتفاعات الأكثر ارتفاعا، والانخفاضات الأكثر انخفاضا. وتتوقف السوق عن الصعود نتيجة لذلك، وإن كان ذلك نادر الحدوث ثم تنهار بعد أن تهبط من أعلى إلى أسفل لتشكل بذلك حركة صعود مقلوبة، وقد يحدث ارتفاع سريع آخر عندما يصل السوق إلى القمة لكنه لا يتجاوز الارتفاع السابق. وتحدث ارتفاعات عدة عند القمة ولكنها تمنى جميعها بالفشل، وعندما يساورك الشك خلال سوق قوية للمضاربة على الصعود يمكنك اتباع مقولة متداولي أسهم الصناعات المستقبلية القائلة “سوق المضاربة على الصعود لا تتلاشى بسهولة”. ومع ذلك دائما ما تنتهي سوق المضاربة على الصعود حتى إن اتجهت نحو الاستقرار، وفي نهاية الأمر لا مناص من ظهور سوق المضاربة على الهبوط، لقد حدث الاتجاه العكسي الذي بدأ مع انتهاء سوق المضاربة على الصعود في التسعينات في الأسواق الأمريكية بصورة تقليدية وذلك بعدما استغرق تكوين الارتفاعات ما يقرب من عام. وفي النهاية تغلب ضخ أسهم جديدة في شرايين السوق عن طريق الاكتتاب العام المبدئي وكذلك عن طريق الأفراد الذين قاموا بشراء الأسهم في وقت سابق بأسعار أقل على رغبة المشترين في استيعاب ما يتم عرضه للبيع لتنتهي سوق المضاربة. وهنا ينبغي الانتباه إلى ضرورة معرفة سمات السوق والشروط الفنية التي يجب توفرها لكي يبدأ البائعون على المكشوف في المراهنة على سوق آخذة في الهبوط.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©