الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد النمس اختراعاته تنتصر لمفاهيم الاستدامة والرفاهية

خالد النمس اختراعاته تنتصر لمفاهيم الاستدامة والرفاهية
24 يناير 2012
ولد خالد النمس في الإمارات، وعاش وترعرع فيها، لكنه أكمل دراسته الجامعية في مصر، حيث درس الإدارة الهندسية الصناعية من أكاديمية الدراسات المتخصصة في القاهرة، وحصل على درجة البكالوريوس فيها، وعمل هناك مدة سنة ونصف السنة، ثم عاد إلى الإمارات من جديد ليعمل رساماً هندسياً، ثم مراقب وثائق، ورساماً هندسياً في إحدى الشركات الهندسية البريطانية في الدولة، وبعدها بأربع سنوات استقر به المقام ليعمل مفتش جودة إدارة المستندات، ورساماً هندسياً في شركة أميركية دولية للاستشارات الهندسية. انفجار عرضي بدأ مشوار النمس مع الاختراعات منذ طفولته واستمر معه حتى وصل عدد اختراعاته إلى 7، وقد قام بتسجيل براءة اختراعاته بمكتب براءات الاختراع بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وحصل على براءة اختراع واحدة ولايزال ينتظر حصوله على بقية براءات اختراعاته. عن بداياته مع الابتكارات، يقول النمس (33 سنة) «بدأت الابتكارات منذ صغري، حيث كنت أحب الطائرات، ونظراً لتكلفتها العالية لم أستطع أن أمتلكها، فشرعت وأنا في الصف الثاني الابتدائي بصناعة نموذج صغير لطائرة بمحرك وكان جسمها عبارة عن ورق القصدير وقد طارت بالفعل، وعندما صرت في الصف السادس نفذت صاروخاً، ولكن لخطأ ما انفجر في أصبعي وأدى إلى قطعه، ولم يزدني ذلك إلا تمسكاً بالابتكار رغم اعتراض أهلي بعد تلك الحادثة». ويضيف «في الرابعة عشرة ابتكرت جهازاً يركب في صنارة صيد الأسماك لينذر الصياد بوجود سمكة علقت بالطعم، وبقيت أطوره حتى تمكنت بعدها بعام من عمل جهازين لا سلكيين، جهاز يركب في الصنارة، والآخر مع الصياد لإنذاره صوتياً. وفي العام نفسه اخترعت جهازاً لعمل المشروب الساخن بالريموت كونترول من بعد، وعندما ذهبت إلى مصر لإكمال المرحلة الجامعية عام 1996 قدمت الجهازين لتسجيلهما في مكتب براءات الاختراع ونتيجة ما واجهته من مماطلات أصبت بإحباط وقررت أن أعطي نفسي فترة استراحة عن متابعة مشواري في الاختراعات، طالت لنحو 10 سنوات أتممت خلالها دراستي الجامعية، لكني لم أتوقف عن إجراء التجارب العلمية وقراءة الكتب والالتحاق بالدورات العلمية». ويشير النمس إلى أنه بعد أن أنهى تعليمه الجامعي واستقر وظيفياً، عاد ليحدث ابتكاراته السابقة، ويضيف إليها من معارفه التي توسعت، ويقسم ابتكاراته السبعة إلى ثلاثة أجزاء، الأول يندرج تحت مشاريع الاستدامة وتوفير الطاقة، والثاني يهتم بالرفاهية التكنولوجية، ويدخل الجزء الثالث تحت منظومة التحكم الإلكتروني في الأعمال المدنية ويطلق عليه «المدني إلكترونيك»، والذي يعرفه النمس بأنه دمج التحكم ونقل البيانات الإلكترونية بالأعمال الهندسية المدنية لتصبح الأعمال المدنية أكثر دقة وتحكماً ووفرة بالبيانات. مشاريع الاستدامة يشرح النمس نوعية الابتكارات التي تندرج تحت الأجزاء الثلاثة سابقة الذكر، ويعطي نبذة عن كل منها، يقول «ابتكرت تحت الجزء الأول الخاص بمشاريع الاستدامة، وتوفير الطاقة مشروعا لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، وأيضاً عن طريق توليد الطاقة من مولدات الطاقة (الكهرباء الحرارية) ويتم توليد كهرباء أيضا عن طريق (التوربين البخاري) من ناتج بخار الماء المغلي في عملية التحلية، ?ويتطلب المشروع خمس دقائق فقط للتشغيل بالطاقة الشمسية لبدء عملية التشغيل الذاتي بعد البدء في عملية تحلية المياه لتصبح قوة التشغيل ناتجة من داخل هذا الجهاز، وتكون آلية العمل من دون الحاجة لطاقة خارجية، ويتم امتصاص الطاقة داخلياً لتصبح «طاقة مستديرة»، لقد لاقت فكرة المشروع قبولا واسعا في الأوساط العلمية وتم اختيارها ضمن أفضل ثلاثة مشاريع من برنامج «فيليبس للابتكار»، التابع لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، لوجود مميزات عدة فيها مثل العمل من دون طاقة ثابتة، وتوفير المياه الصالحة للشرب من دون تكلفة إضافية، فضلاً عن توفير طاقة نظيفة، وسهولة التنقل بالجهاز من أي مكان لآخر، والاستمرارية على مدار الساعة، لأن المشروع لا يعتمد فقط على الطاقة الشمسية». ويعتمد إنتاج المياه الصالحة للشرب طبقا لمشروع النمس على طريقة جديدة ومستمرة ونظيفة، فهي خالية من الوقود والكهرباء ومشتقاتهما، حيث يعمل عن طريق حرارة المصابيح الهولوجينية، والتي تأخذ طاقتها الكهربائية من عدة مصادر أولها هي طاقة الشمس، وجزء آخر يأتي عن طريق توليد الطاقة من الكهرباء الحرارية (TEG)، وجزء آخر عن طريق ما تنتجه التوربينات الكهربائية وهي التي تعمل من بخار الماء الناتج عن عملية الغليان في مرحلة التحلية.? والمشروع يتكون من وحدة استقبال البخار وتحويله إلى ماء وكهرباء، وخلايا شمسية داخلية وخارجية، ووحدة لتوليد الطاقة الكهربائية الحرارية، ومجموعة من الدوائر المعدنية، وحدة تجميع الطاقة الكهربائية من مصادرها المختلفة، ألواح زجاجية لاستقبال بخار الماء وتحويله إلى ماء نقي، مصابيح الهولوجين وهي التي يعتمد عليها المشروع بشكل كبير. ويلفت إلى وجود فكرة أخرى لتشغيل الجهاز تعتمد على استخدام لوح طاقة شمسية صغير قادر على تشغيل مصباح هولوجيني واحد فقط، وبعد تشغيله يصدر المصباح حرارة تعمل على توليد الطاقة من الكهرباء الحرارية (TEG)، وغليان المياه المالحة ويسهم البخار الناتج في مرحلة التحلية في تشغيل توربينات تولد كهرباء، كما يصدر المصباح الهولوجيني ضوءاً يحول عن طريق الخلايا الشمسية إلى كهرباء، وعند عدم سطوح الشمس تنفصل تلقائياً، واحد أو اثنان من الثلاثة مصابيح على حسب قوة سطوح الشمس، مما يؤدي إلى تقسيم الطاقة الصادرة من لوح الطاقة الشمسية الصغير على مصباح أو مصباحين. برك تجميلية المشروع الثاني الذي ابتكره النمس تحت فكرة الاستدامة يقوم على توفير مياه النوافير والبرك التجميلية مع عمل نظام صيانة دورية تلقائية عن هذا المشروع يقول «من المبررات التي دعتني إلى ابتكار هذا المشروع عنصرا الأمن والسلامة، فقد لاحظت أن المقاول لا يقوم بتنظيف مياه النوافير أو البرك أو إفراغ المياه منها بشكل دوري كما هو مطلوب وإنما يقوم بتنظيفها وتغيير مياهها كل 5 أشهر، وهذا يؤدي إلى تراكم الطحالب والأوساخ، بالإضافة إلى أن النوافير التي يجري عليها الصيانة والتشغيل تسحب مياهها في تناكر أو تفرغ في مناهل صرف مياه الأمطار. وهكذا لن يتم الاستفادة من هذه الكمية الضخمة من المياه، وتقوم فكرة مشروعي على الاستفادة من هدر المياه عن طريق صرف مياه النوافير أو البرك التجميلية في خطوط لري المساحات المزروعة المحيطة مع عمل نظام تنظيف وصيانة دورية أوتوماتيكية لهذه النوافير، حيث يتم التنظيف الدوري الأوتوماتيكي لقاع النوافير من الطحالب والأوساخ المترسبة والمتراكمة في القاع، ويعمل تلقائيا بضغط المياه الداخلة للنوافير في الأذرع القماشية، كما يتم إضافة حاجز للنفايات الصلبة في مخرج صرف المياه الخارجة إلى خطوط الري ويتم سحبها وتنظيفها بشكل نصف شهري». وابتكر النمس تقنية جديدة لتوفير الطاقة الكهربائية عن طريق البلوتوث هو جهاز يدرجه تحت مجموعة ابتكاراته المرتبطة بالاستدامة، ويتمثل في جهاز بسيط وصديق للبيئة يركب على مفتاح الإنارة أو التكييف ومزود بتقنية البلوتوث ويتصل تلقائيًا بأي جهاز موبايل موجود في نطاق 10 متر، وحينما يبتعد الشخص أكثر عن هذه المساحة يتم فصل الكهرباء تلقائيًا ما يساعد على توفير الكهرباء وبمجرد عودة الشخص يعمل الجهاز تلقائيًا وتعود الكهرباء دون تدخل الشخص، وهذا الجهاز يوفير الكهرباء بنسبة 60%. صيد السمك عاد النمس ثانية إلى توظيف تقنية البلوتوث في جهاز آخر يسمى جهاز إنذار صيد السمك عن بعد بالبلوتوث وهو ثاني ابتكار تحت مظلة الرفاهية التكنولوجية، وعن ماهية الجهاز يقول «جهاز يركب في عصا الصنارة، حيث يرسل رسالة لموبايلك الشخصي بعد اقترانك به بالبلوتوث ليعلمك بوجود سمكة في الصنارة وأنت على بعد، مع تدعيم هذه الرسالة بالوزن التقريبي للسمكة لحماية عصا الصيد من الكسر بعد أن يقيس الجهاز السمكة وهي داخل الماء،». ويختم النمس مجموعة الرفاهية والراحة التكنولوجية بابتكار ثالث هو غطاء السيارة العنكبوتي الأوتوماتيكي، ويلفت إلى أنه عبارة عن غطاء للسيارة يغطيها بشكل أوتوماتيكي ويزال الغطاء بضغطة زر من على بعد بالريموت كونترول، فقط كل ما عليك أن تضع الجهاز على سطح السيارة وسيقوم الجهاز أتوماتيكياً ببسط غطاء السيارة بشكل دائري ليغطيها بالكامل، ثم يبدأ بتشغيل عمل شبكة (رفيعة جداً) كهرومغناطيسية وهي موجودة داخل غطاء السيارة بكامله، وبهذا سيمغنط ليلتصق غطاء السيارة على كامل جسم السيارة، ولإزالة هذا الغطاء يكون عن طريق أمر بالريموت من على بعد، وفي أثناء التوجه للسياره سيقوم الجهاز بفصل عمل الشبكة الكهرومغناطيسية، ومن ثم يدور ليقوم برفع الغطاء بشكل دائري عكس اتجاه البسط، وكل ما على الشخص مستخدم الجهاز عند وصوله للسيارة رفع الجهاز من على سطح السيارة لوضعه في حقيبة السيارة، وقاعدة هذا الجهاز مغناطيس، حيث يثبت الجهاز بالمغنطة على سطح السيارة أو حقيبة السيارة. «المدني إلكترونيك» الجزء الثالث وفق تصنيفات المخترع خالد النمس يندرج تحت منظومة التحكم الإلكتروني في الأعمال المدنية (المدني إلكترونيك) ومن الاختراعات التي توصل إليها تحت هذا البند (بوابات أوتوماتيكية لغلق وفتح تصريف مياه الأمطار مع الصيانة الإلكترونية ) ويفصل النمس في هذا الاختراع قائلاً :» البوابات الأوتوماتيكية عبارة عن بوابات أوتوماتيكية (من الستيل الخفيف) تفتح عند هطول الأمطار ثم تغلق عن طريق محرك صغير والمتحكم والذي يأمر المحرك بالعمل وفتح البوابات هو( حساسات مياه ومستكشف للمياه لتوفير الطاقة)، وبخصوص الصيانة الإلكترونية تعمل هذه البوابات ببطارايات قابلة للشحن وتشحن سنوياً وعند الشحن توصل من خارج مخارج تصريف مياه الأمطار بأسلاك إلى كمبيوتر محمول(الوصلة الخاصة USB) حيث يتم الشحن الكهربائي وفي أثناء الشحن يتم أعطاء أمر عمل من (برنامج في الكمبيوتر خاص معد لعملية الصيانه هذه) إلى حساس المسافات (المثبت مع البوابات) ويقوم هذا الحساس بتوضيح نسبة كمية الرمل داخل مخرج المياه وهذه الخاصية تجعل لا داع لفتح المصرف إلا إذا وضح في الشاشة وجود نسبة رمل كبيرة يجب إزالتها. ويقول «تلقائياً داخل البرنامج تثبت نسبة الرمل ووقت الصيانة في هذا المخرج لصرف المياه على مخطط مدخل مسبقاً مع بعض البيانات عن المخرج كمستوى العمق والسطح حتى أنه في نهاية جولة الصيانة اليومية يظهر جميع المصارف التي تم صيانتها وكمية الرمال بداخلها ويتحدد المصارف التي يجب إزالة الرمل منها بشكل إلكتروني. وفي حالة وجود رمال يجب إزالتها من داخل المصرف تثبت المعطيات بذلك داخل البرنامج حتى يتم الصيانة وإزالة الرمال ولا يمكن تغيير المعطيات التي سبق وإن أعطيت للبرنامج عن طريق حساس المسافات (بوجود رمال)، إلا إذا تم تشغيله مرة أخرى وأخذ معطيات جديدة منه (بعدم وجود رمال)، وعليه تتغير المعطيات بأنه تمت الصيانة (وإزالة الرمل من المصرف) داخل البرنامج الخاص بإظهار حالة الصيانة الدورية، ومن الممكن تزويد البوابات بتقنية الربط بالبلوتوث لربط البوابات بالكمبيوتر المحمول». جوائز وميداليات كل اختراع توصل إليه النمس له ميزة، خصوصا أن كلاً منهم شارك في عدة معارض وحظي بعدة جوائز حيث حصل مشروع توفير مياه النوافير والبرك التجميلية مع عمل نظام صيانة دورية تلقائية أوتوماتيكية على الميدالية الفضية في معرض كوريا للاختراعات، أما جهاز تقنية توفير الطاقة الكهربائية عن طريق البلوتوث فحصل على دبلومه تميز دولية والجائزة الخاصة من (اتحاد وكلاء براءات الاختراع الكوري)، وعلى المركز الرابع عالمياً تحت المظلة الإماراتية في مؤتمر سول الدولي للاختراعات بكوريا الجنوبية.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©