الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غرائب التكنولوجيا

24 يناير 2012
لم تعد التكنولوجيا في أيامنا الحالية، أقل حظاً فيما يتعلق بموضوع الدين، وإذا كان الدين وبعض رجالاته، تدخلوا بسبب أو بدون سبب، في صغائر الحياة اليومية للفرد، فها هي التكنولوجيا اليوم، أحد أهم الأمور التي نعيشها ولا نقدر أن نعيش بدونها على مدار الأربع والعشرين ساعة في اليوم، ولو تمكنا من الابتعاد عنها، فمن المؤكد هي لن تبتعد عنا. فإذا خرجت من منزلك صباحاً ولم يكن هاتفك المتحرك ملاصقاً ليدك، لترد على سيل المكالمات الهاتفية التي تأتيك، فستتهم وبكل تأكيد بالعديد من الاتهامات، التي لها أول وليس لها آخر، من زوجتك بداية، مروراً بمعارفك وأصدقائك وانتهاءً بمدرائك ومرؤوسيك.. وإذا حصل يوم ولم تفتح بريدك الإلكتروني الخاص بالعمل، فستجد الإنذار تلو الإنذار يحيط بك، على إهمالك وعدم تقديرك المسؤولية.. وغير ذلك الكثير من الأمور التي سمعنا عنها كثيراً، من تدخلات التكنولوجيا في أمور حياتنا اليومية شئنا أم أبينا. ولكن! الجديد الذي لم نسمع عنه، هو أن هنالك «دين تكنولوجي» جديد ظهر في السويد مؤخراً، يسمى «كوبيميسم /Kopimisim». ويمكنك متابعة الصفحة الخاصة بهذه الديانة من خلال الصفحة الرسمية لها في موقع الفيسبوك. حيث تمكن أنصار هذا الدين من تحقيق انتصار على معارضيهم، أدى إلى اعتراف السويد، بكنيسة خاصة لهذا الدين، تمكن من يؤمن به، من ممارسة كافة شعائرهم الخاصة بها. وقد اعترفت بعض الدول وبشكل رسمي بهذا الدين، والذي قد ينطلق من السويد إلى بلدان أخرى. وللمعلومة فقط، فهذا الدين الجديد من ديانة سابقة في مجال التكنولوجيا، يطلق عليها اسم ديانة «انسخني/CopeMe»، ودعا إلى إنشائها أحد طلاب الفلسفة في جامعة «ستوكهولم»، إيزاك جيرسون الذي يعد الزعيم الروحي لهذه الديانة التكنولوجية الجديدة. وإذا كنت ترغب في معرفة ما هي العبادة التي يتعبدها، أصحاب هذا الدين، فهي «نسخ المعلومات وإرسالها للآخرين»، وذلك بحسب تعبير كنيستها، والتي تحتوي على رمزين مقدسين «بحسب هذه الديانة» هما، (CTRL+C و CTRL+V). غريب هو عالم التكنولوجيا، بكل ما يحتويه من اختراعات وأجهزة وتقنيات.. وهو الأمر الذي نعترف به جميعاً، ونؤمن به ونبصم عليه.. ولكن! الشيء الأغرب والذي لا يمكن استيعابه والاقتناع به «ولو بشكل حالي مؤقت»، هو أن تأتينا هذه التكنولوجيا بدين غريب، له المئات من الذين يؤمنون به، ويقدسونه ويمارسون شعائره ومعتقداته، والذين سيحاسبون «حسب دينهم» إذا أخلوا بأوامره ومتطلباته، وإذا تقاعسوا عن إتمام فرائضهم وواجباتهم التكنولوجية. ولا تعجب ولا تتعجب، ولا تضرب أخماساً في أسداس، إذا كتبنا غداً مقالا جديدا عن ديانة يطلق عليها اسم ديانة «أي فون أو آي أو أس أو حتى أندرويد..»، أو غير ذلك، ولا تستغرب إذا وجدت المئات، يهرعون لممارسة معتقداتها وفرائضها التقنية والتكنولوجية المختلفة. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©