الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

موسى عباس لـ الاتحاد: العيب فينا وليس في الاحتراف

موسى عباس لـ الاتحاد: العيب فينا وليس في الاحتراف
28 فبراير 2009 23:40
الدكتور موسى عباس جلس على كرسي الاحتراف، وهو ليس فقط مديراً للجنة الأولمبية ومشرفاً لقطاع الناشئين في النادي الأهلي فقط، بل هو أيضاً من قام بتأليف كتابين عن الاحتراف، آخرهما بعنوان: ''من هنا نبدأ'' مع صورة لأحد اللاعبين الصغار الموهوبين على الغلاف، في إشارة إلى أن الاحتراف فكر، وأن الوعي الاحترافي الذي هو لب القضية، يجب أن يبدأ من حيث نعومة الأظافر، من حيث توجد المواهب الصغيرة، من حيث ولدت مقولة ''التعليم في الصغر كالنقش على الحجر''· وعندما يبدأ موسى عباس الكلام، فهو يبدأ من حيث يحب دائماً أن يبداً من عند كلمة الاحتراف فكر· يقول: العيب ليس في الاحتراف·· العيب فينا·· فنحن لازلنا نتعامل معه على أنه هو الملاعب والمنشآت والغرف ودخول السيارات والعقود·· أي أننا نتعامل مع شكليات ومظاهر الاحتراف·· وتركنا الاحتراف نفسه· الاحتراف كتنظيم موجود من عشرات السنين ونحن لن نخترعه ولن نضع احترافاً جديداً·· الخلل إذن ليس في الاحتراف بل في الناس التي تطبق الاحتراف·· ونحن حتى الآن نتعامل مع أشكاله·· وحتى عندما نتعامل معه نتعامل مع اللاعبين فقط·· رغم أنه يتكون من لاعبين وجمهور وحكام وإداريين وإمكانات مادية·· والاحتراف أساساً من المفترض أن تؤسس من خلاله فكراً·· وأن يتحول هذا الفكر من الورق إلى الواقع·· إلى الأرض، وإذا استمررنا في التعامل مع شكليات الاحتراف كما هو حادث حالياً فلن نتعلم الاحتراف الحقيقي ولا بعد 10 سنوات· وبالمناسبة الدور الأكبر في فهم الاحتراف تقع مسؤوليته على الأندية وعلى المجالس الرياضية المنتشرة في الدولة·· وأرى أن دور الأندية والمجالس أهم بكثير من دور اتحاد الكرة أو رابطة المحترفين· تحول الأندية إلى شركات تم بشكل صوري وأتحدى وجود مستثمر يريد الشراء وإذا سألتني ماذا يعني الفكر طالما أنه هو لب الاحتراف، فأقول لك على سبيل المثال قضية الغياب الجـماهيري· الأندية كـيف تتعامل مع هذه القضية الحيوية والمهمة؟ نعم ماذا فعلت الأندية لكي تواجه هذه المشكلة هل فكرت؟ هل شكلت لجاناً للدراسة·· هل توقفت ولو للحظة عند أسعار الدخول· ومن أين يأتي الطلبة بمصاريف دخول المباريات وهم أغلبية المشجعين· هل ربطنا بطاقات الدخول الموسمية بتقديم خدمات للأعضاء·· هل فكرنا كيف نجلب الجاليات إلى المباريات والأندية· وهكذا ترى أن الاحتراف فكر· والفكر لابد أن يرتبط بالعمل· فهو بدون عمل يصبح مجرد نظريات وتنظير· إذن علينا الاعتراف أن الفكر الاحترافي ليس همنا وليس هو شاغلنا حتى الآن· فالذي يشغلنا هي قشور الاحتراف ومظاهره وشكلياته وهذا لن يوصلنا لشيء· فما بالك ونحن نريد أن نصل للعالمية· كيف يحدث ذلك في ظل هذه الأوضاع؟ لا أدري· الشركات والتحول الصوري قد تلاحظ أننا سابقنا الزمن من أجل أن تتحول أنديتنا إلى شركات خاصة بكرة القدم· لقد وضع لنا الاتحاد الآسيوي جدولاً زمنياً وإلا فلا· وهرولنا جميعاً من أجل الوفاء بالزمن المحدد ونجحنا جميعاً في ذلك·· لأن ذلك لا يتعلق إلا بأمور إجرائية تقليدية· القضية لم تكن سوى اكثر من أوراق استكملناها·· أي أن التحول تم بشكل صوري·· كان كل همنا أن نتوافق مع توقيتات الاتحاد الآسيوي·· لقد تعاملنا مع الشكل ولم نتعامل مع المضمون للأسف الشديد، وهو ما أتحدث عنه وأحذر منه·· ولكي تتأكد أن العملية صورية عليك أن تسال نفسك هل تقدم أحد المستثمرين لشراء هذا النادي أو ذاك·· إن ذلك بالطبع لم يحدث ولا أدري كيف له أن يحدث في المستقبل·· فأي فائدة سوف يجنيها المستثمر من الشراء·· ثم وهو الأهم فكل الأندية حتى الآن مملوكة للحكومة، ولأنها باختصار منشآت حكومية خالصة· العقد المفتوح وينتقل الدكتور موسى عباس إلى القضية الخطيرة التي أطلت برأسها منذ أن تحولنا رسمياً إلى الاحتراف وهي قضية السطو على اللاعبين الصغار وتوقيع عقود من قبل الأندية الكبيرة معهم وحجزهم إلى أن يبلغوا العمر المطلوب· يقول: نعم يتم التعاقد مع لاعبين لا تزيد أعمارهم عن 13 سنة بمعرفة أولياء الأمور وهم معذورون، لأن موهبة أبنائهم في أقدامهم·· وحقيقة الأمر أننا نحن الذين خلقنا هذه المشكلة ثم عدنا وبكينا منها· قلت له كيف؟ قال في عام 2005 كنت عضواً في لجنة أوضاع اللاعبين وكنت الوحيد من خارج اتحاد الكرة إلى جانب رئيس اللجنة يوسف حسين وعبدالرحمن لوتاه وعيسى صالح وعبدالله العجلة والمستشار القانوني هاني الرفـاعي· في هــذه الأثناء اقترحنا أنه لا يجوز أن ينتقل اللاعب من ناديه إلا باستغناء حتى بلوغه عمر 18 سنة كما هو معمول به في السعودية ومصر وقطر· لكن الأندية اعترضت وطالبت بالعقد المفتوح كما تشير لوائح الاتحاد الدولي· وهذا يعني أن تبدأ العقود من سن 16 سنة وليس ،18 ولو كنا أردنا غير ذلك لتقدمنا للاتحاد الدولي بلائحتنا وكان سيوافق عليها على الفور· وهكذا ترى أن الأندية هي التي طالبت بتوقيع العقود من سن 16 سنة وعندما بدأت ظاهرة ترصد اللاعبين المميزين والتعاقد معهم حتى يبلغوا العمر القانوني للانتقال بدأت الأندية وخاصة الفقيرة في الصراخ· وأن أقول إن المواهب الموجودة في الأندية ليست ملكاً لهذه الأندية، بل ملك لمن يدفع اكثر وهذا هو الاحتراف· ومن يريد أن يحمي لاعبيه عليه أن يوقع معهم عقوداً· وعليه أيضاً أن يجدد هذه العقود قبل أن تنتهي بـ6 أشهر على الأقل إذا كان يريد اللاعب أو أن يبيعه قبل أن ينتهي عقده ويصبح مشاعاً لمن يريد ودون أن تقبض الأندية شيئاً· حالة خاصة يقول موسى عباس إن الإمارات رغم الانتقالات ما يحدث فيها حالة خاصة· فبعض الانتقالات لا تتم ولا يمكن أن تتم بسبب وجود كبار المسؤولين· وكبار المسؤولين عندنا هم الشيوخ· وعندما يعطي الشيخ كلمة فلابد وأن يحترمها الجميع·· على سبيل المثال وليس الحصر اللاعب الأهلاوي إسماعيل الحمادي· أقول على مسؤوليتي إن الحمادي لا يمكن أن ينتقل من الأهلي إلى أي ناد آخر مهما كانت المغريات· وللعلم فقد تعرض هذا اللاعب لمغريات كثيرة لكن والده رفض مبدأ انتقاله من الأهلي رفضاً باتاً· ويعلم الجميع أن الأهلي لم يقصر مع الحمادي ولا مع أسرته وهم يدينون لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي· لذا من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يغادر الحمادي الأهلي إلى ناد آخر في يوم من الأيام· اتحاد الكرة والعمل التقليدي في البداية يؤكد موسى عباس أن اتحاد كرة القدم مجتهد ويحاول أن يقدم عملاً جيداً، وقال لمن ينتقدوا الاتحاد إن في ذلك ظلماً للإخوان أعضاء مجلس الإدارة، لأنهم لم يكملوا 8 شهور بعد·· ومن المفترض أن يتم تقييم عملهم بعد 4 سنوات وهي فترة نهاية عملهم· لكنه قال من باب النقد الإيجابي فقد علمت أن موازنة اتحاد الكرة بلغت 100 مليون درهم وهو مبلغ كبير، لكن أطر العمل لازالت تأخذ أشكالاً تقليدية مثل التعاقد مع المدربين أو تنظيم المعسكرات وخلافه، وما أريد قوله إننا في حاجة لأفكار أخرى نتمنى أن يتبناها اتحاد كرة القدم· وأقول على سبيل المثال إن المبنى الذي يشيده اتحاد الكرة حالياً أمر مهم، وأن الأثاث الفاخر أمر مهم أيضاً، لكن الأهم تكوين مركز للبحوث والدراسات، لأن كرة القدم لا تصلح الآن دون الاعتماد على العلوم والدراسات والإحصائيات· مركز الدراسات هو الذي يوفر لنا كافة المعلومات عن الفرق التي تتنافس معنا بدلاً من يأتيك مدرب جديد ويقول لك أنا لا أعرف شيئاً عن اليمن أو عن ماليزيا على سبيل المثال· كما أن مركز دراسات يسهل عليك عملية التعاقد مع المدربين، لأنه يملك كل البيانات عنهم، وهو أيضاً الذي يستطيع تثمين وتحديد أسعار اللاعبين الأجانب وهكذا· نريد أيضاً من اتحاد الكرة مختبرات فسيولوجية· نريد لاعبين موهوبين يتم إرسالهم إلى أندية عالمية للاستفادة والتعلم· نريد أكاديميات تتولى تعليم النشء بدلاً من إدخالهم في المنافسات منذ الصغر· ونريد ايضاً أفضل 5 مدربين مميزين لإرسالهم للخارج من أجل مزيد من التطوير· ولا مانع أيضاً من وجود آليات مشابهة من أجل تحفيز حكام كرة القدم· وعموماً أؤكد على ضرورة تبني مشروع وطني يهتم بالمواهب الصغيرة· فنحن نعلم أن موازنات قطاع الناشئين في كل أندية الدولة لا تساوي عقد لاعب أجنبي واحد· مفهوم خاطئ ويواصل الدكتور موسى كلماته بقوله إن أصحاب مقولة إن الدوري القوي يعني منتخباً قوياً يغالطوننا، لأن هذا المفهوم غير دقيق· فلكي يتطور المنتخب لابد من وجود مشروع يحفز اللاعبين على الاحتراف الخارجي·· والكل يعلم مثلاً أن لا عمان ولا البحرين تملك دورياً قوياً غير أن لديهما منتخبات قوية نتاج هجرة اللاعبين خارج الحدود· لست أدري لماذا لا نقلد البحرين وعمان رغم أننا نهوى التفكير بعقلية الآخرين· نعم للأسف نحب أن نكون دائماً تابعين· براجا أفضل مدرب في الإمارات دبي (الاتحاد) - يرى موسى عباس أن البرازيلي براجا مدرب فريق الجزيرة هو أفضل مدرب في الإمارات ··فبالإضافة لكون فريقه يقدم كرة قدم محترمة جعلته ينافس على صدارة الدوري ·· فإن هذا المدرب يمتاز بميزة فريدة قلما تجدها عند مدربين آخرين وهي اهتمامه الكبير بقطاع الناشئين في الجزيرة وحتى في الأندية الأخرى·إنه من المدربين الذين يملكون عيناً خبيرة في اكتشاف المواهب وإعطائها الفرصة· إنه من المدربين الذين لا يتوانون في إعطاء الفرصة للاعبين الصاعدين في الفريق الأول والدليل على ذلك اللاعب الجزراوي سلطان برغش· كما أن هذا المدرب أشاد بأحد لاعبي الأهلي الصاعدين بمجرد رؤيته وهو اللاهب المشهور بمسمى'' سرى الليل'' والأهلاوية يعرفون مدى تمكن الموهبة من هذا اللاعب الصاعد الذي لفت انتباه براجا لمجرد أن شاهده· لماذا لا ينضم سلطان برغش لمنتخب الشباب؟ دبي (الاتحاد) - يشيد موسى عباس بصفة خاصة بلاعب الجزيرة الصاعد سلطان برغش· ويقول لست أدري لماذا لا ينضم هذا اللاعب لمنتخب الشباب الذي سوف يشارك في نهائيات كاس العالم للشباب بمصر في الثلث الأخير من هذا العام! إن هذا اللاعب الذي يشارك اساسيا إلى جانب سوبيس وبيانو ودياكيه في الجزيرة يستحق الانضمام الفوري لمنتخب الشباب والتأخير لا يخدم أحداً لأننا مرتبطون بعمر في منتخب الشباب· كما أن حارس الأهلي الشاب سيف محمد يستحق هو الآخر أن ينضم لمنتخب الشباب الصاعد إلى كأس العالم· ومن المفترض أن تناقش اللجنة الفنية مثل هذه الأمور مع مدرب الفريق وأن لاتكتفي بالتصديق على اختيارات المدربين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©