ربما استهل المدرب كارلوس دونجا فترة ولايته الثانية في منصب المدير الفني للمنتخب البرازيلي لكرة القدم بانتصارين متتاليين على المنتخبين الكولومبي والإكوادوري ودياً، لكن هذه البداية الجيدة لم تكن كافية لإعادة حماس المشجعين نحو المنتخب البرازيلي، خاصة أن ذكريات الهزيمة القاسية والمهينة 1 - 7 أمام المنتخب الألماني لا تزال حاضرة في الأذهان.
وتولى دونجا المسؤولية قبل أسابيع قليلة وكانت مهمته الأساسية، إلى جانب إعادة بناء المنتخب البرازيلي هي استعادة ثقة وحماس المشجعين تجاه «راقصي السامبا»، حيث انهارت هذه الثقة تماماً في أعقاب الهزيمة في المربع الذهبي لبطولة كأس العالم 2014 ، ثم الهزيمة صفر - 3 أمام هولندا في مباراة تحديد المركز الثالث.
ولكن الانتصارين على كولومبيا والإكوادور بنتيجة واحدة 1- صفر لم يكونا كافيين لمحو آثار السقوط المهين في المونديال وأوضح الناقد البرازيلي الشهير جوكا كفوري على سبيل المثال أن الانتصار على كل من كولومبيا والإكوادور جاء بهدف من ضربة ثابتة.
واتفق معه ريكاردو بيروني المعلق على موقع «أول اسبورتي» البرازيلي الرياضي على الإنترنت، مشيرا إلى أن أداء الفريق في المباراة أمام المنتخب الإكوادوري مساء الثلاثاء الماضي في نيو جيرسي أظهر أن دونجا يحرص على تشكيل فريق يتسم بالأداء القوي الذي يميل للخشونة، ويراهن على الضربات الثابتة.
وأوضح بيروني أن «الانتصارين بأقل نتيجة ممكنة على كولومبيا والإكوادور يوحيان بأن المستقبل القريب سيشهد معاناة للمشجعين البرازيليين».
وإضافة الى هذين الانتصارين، اثر دونجا جدلا واسعا في اعقاب قراره الخاص باستبعاد المخضرم مايكون «33 عاماً» نجم روما نظرا الى تأخره 11 ساعة عن موعد العودة لمعسكره عقب الراحة التي حصل عليها الفريق يوم السبت الماضي بعد الفوز على كولومبيا ودياً.
ورفض جيلمار رينالدي منسق المنتخبات في الاتحاد البرازيلي للعبة الكشف عن السبب وراء هذه العقوبة القاسية، وهو ما أثار حفيظة وانتقادات الصحافة البرازيلية وأثار موجة من الشائعات على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال بيروني «لم ينفذ رينالدي وعده بالشفافية والذي أكده لدى توليه هذا المنصب»، في حين تحدث دونجا للمرة الأولى عن «قضية مايكون»،قائلا: «يؤلمني أن أحرم أحد اللاعبين من فرصة الاشتراك في المنتخب، شيء ما حدث، إنني المسؤول عن المنتخب ويجب أن أتخذ القرارات، المشجعون يمكنهم التأكد من اتخاذنا أفضل القرارات للفريق».
وأوضح في الوقت عينه إنه لا يستبعد عودة مايكون إلى صفوف الفريق في المستقبل، وأشار الى أن «كل منا يمكن أن ينال فرصة ثانية، أحترم مايكون كشخص وكلاعب والأبواب ليست مغلقة أمام أي لاعب».
ويخوض المنتخب البرازيلي اختباره التالي بقيادة دونجا عندما يلتقي منافسه التقليدي العنيد المنتخب الأرجنتيني في أكتوبر المقبل في مباراة السوبر كلاسيكو المقررة يوم 11 أكتوبر المقبل في العاصمة الصينية بكين، على ان يلتقي بعدها بثلاثة أيام نظيره الياباني ودياً في سنغافورة.
(ريو دي جانيرو - د ب أ)
عدد اليوم
