الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خيارات لتدخل عسكري محتمل في سوريا

24 أغسطس 2013 00:18
واشنطن (أ ف ب) - تواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ضغوطاً متزايدة تدعو إلى التحرك لوقف العنف في سوريا، وقد اشتدت هذه الضغوط إثر اتهام المعارضة نظام بشار الأسد بشن هجوم كيماوي أوقع بحسب معلومات المعارضة، أكثر من 1700 قتيل و6 آلاف مصاب. غير أن المخاوف تبقى قائمة لدى السلطات والرأي العام من الانجرار إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط والاضطرار إلى إرسال قوات على الأرض، وهو ما تجمع واشنطن وباريس على استبعاده بشكل قاطع. وإزاء هذا الوضع، تواجه الأسرة الدولية سيناريوهات مختلفة لتدخل عسكري في سوريا تتراوح بين القضاء على ترسانة نظام الأسد من الأسلحة الكيماوية وإقامة منطقة حظر جوي، غير أنها تنطوي جميعها على عواقب ومخاطر تثنيها منذ أكثر من سنتين عن التدخل. إقامة مناطق عازلة: يقترح بعض الخبراء إقامة مناطق عازلة على طول حدود سوريا مع تركيا وربما الأردن أيضاً، تكون بمثابة مناطق آمنة للاجئين وقاعدة خلفية لمقاتلي المعارضة. ومع هذا الخيار تبقى المنطقة التي سيترتب على القوات الدولية السيطرة عليها محدودة غير أن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي حذر في رسالة إلى أحد النواب في الكونجرس الأميركي من أن هذه المهمة لن تكون سهلة. وقال ديمبسي إنه «سيكون من الضروري استخدام القوة القاتلة للدفاع عن المناطق من هجمات جوية وصاروخية وبرية». وأضاف أن «هذا سيتطلب إقامة منطقة حظر جوي محدودة مع ما يرافقها من موارد ضرورية. وسنحتاج إلى ارسال آلاف العناصر من القوات على الأرض حتى لو تم نشرها خارج سوريا، لمساندة الذين يدافعون عن المناطق». وحذر الخبير في الشؤون الأمنية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية انتوني كوردسمان من أن مثل هذا التدخل قد لا يكون كافياً لإلحاق الهزيمة بنظام الأسد. وقال إن «هذا قد يعني هزيمة مقاتلي المعارضة أو إعطاء نظام الأسد السيطرة على القسم الأكبر من سوريا بحيث لا يترك سوى القليل لمقاتلي المعارضة، يقتصر على ما يوازي مخيمات لاجئين مسلحة عند أطراف سوريا أو حدودها» دون تمكينهم من الانتصار. وأضاف «قد ينتهي الأمر أيضاً بإيواء اللاجئين السوريين قرب منطقة الحدود دون منحهم أي أمل حقيقي للمستقبل». إقامة منطقة حظر جوي: يهدف هذا الخيار الذي اقترحه العديد من أنصار تدخل عسكري، إلى منع النظام من استخدام طائراته ومروحياته لقصف المعارضة والسكان المدنيين وإمداد قواته. وقال السناتور النافذ جون ماكين وهو طيار سابق في الجيش الأميركي، إن هذا الخيار يمكن تطبيقه بسهولة نسبياً، غير أن خبراء آخرين حذروا من أنه لا يخلو من المخاطر. وأوضحت دراسة لسلاح الجو الأميركي أن «شبكة الدفاعات الجوية السورية عند اندلاع الحرب الأهلية، كانت تعد من الأكثر قدرة وحجماً، ربما بعد كوريا الشمالية وروسيا فقط». وجاء في الدراسة أن «المدى الذي تغطيه الصواريخ والرادارات، يقدر بحوالى 650 موقعاً للدفاع الجوي، ويؤوي الأكثر خطورة منها صواريخ (جامون اس ايه-5) البالغ مداها 300 كلم والقادرة على الارتفاع إلى مسافة 30 ألف متر». ويفترض هذا الخيار أيضاً قصف المطارات والبنى التحتية المساندة ويتطلب استخدام «مئات» القاذفات وطائرات التموين والاستطلاع والحرب الالكترونية للتشويش على رادارات العدو، بحسب ما أوضح الجنرال ديمبسي. وبحسب دراسة أجراها معهد الدراسات الحربية، فإن الضربات الأولى وحدها تتطلب حوالى 72 صاروخ كروز للقضاء على القواعد الجوية الرئيسية لنظام دمشق. وقال انتوني كوردسمان إن خيار التدخل هذا يفترض استخدام قواعد جوية في دول قريبة لسوريا ومشاركة البريطانيين والفرنسيين ودول من المنطقة لاضفاء شرعية دولية أكبر في مواجهة معارضة روسيا والصين. وقال الجنرال جيمس ماتين القائد السابق بالقيادة المركزية الأميركية التي تشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، إن واشنطن قادرة «تماماً» على تنفيذ هذه العملية. لكنه حذر خلال مداخلة أثناء مؤتمر عقد نهاية يوليو الماضي، من أن «المجازر ستستمر» لأن القسم الأكبر من عمليات القصف التي يشنها النظام تتم بواسطة المدفعية على الأرض. لكن انتوني كوردسمان يعتبر أن منطقة الحظر الجوي ينبغي أن تمهد لفرض «منطقة حظر التحرك» مما يتطلب في مرحلة تالية قصف قوات النظام كما حصل في ليبيا خلال الثورة التي أطاحت نظام معمر القذافي عام 2011. ولفت الجنرال ديمبسي في رسالته إلى أن الاكتفاء بضربات بواسطة صواريخ كروز لعدم التعرض لنيران الدفاعات الجوية السورية سيتطلب وقتاً طويلًا قبل التسبب ب«شل الوسائل العسكرية للنظام بشكل كبير وبزيادة فرار العناصر». كما أنه يطرح امكانية حصول «أعمال انتقامية» ووقوع أضرار جانبية بين المواطنين السوريين. القضاء على الأسلحة الكيماوية السورية: بالرغم من أن معظم ضحايا النزاع في سوريا الذين تخطى عددهم مئة ألف قتلوا بالأسلحة التقليدية، إلا أن اتهام المعارضة النظام بشن هجوم كيماوي الأربعاء الماضي في ريف دمشق، أثار موجة استنكار شديد في العالم. ويعتقد الخبراء أن النظام السوري يخزن مئات الأطنان من غازات السارين وفي اكس والخردل. وارتفعت أصوات تدعو واشنطن إلى قيادة عملية للقضاء على هذا المخزون أو ضبطه ومنع استخدامه ضد المدنيين أو وقوعه بأيدي إرهابيين. غير أن الجنرال ديمبسي لم يبد تأييداً لمثل هذه العملية. وقال إن «هذا الخيار يفترض كحد أدنى إقامة منطقة حظر جوي وتسديد ضربات جوية وصاروخية تشارك فيها مئات الطائرات والبوارج والغواصات وغيرها». كما أضاف أنها «تتطلب ارسال الآلاف من عناصر القوات الخاصة وغيرها من القوات على الأرض لمهاجمة المواقع الحرجة وضمان أمنها»، مشيراًِ إلى أنه حتى بمشاركة مثل هذه القوات، فإن النتيجة غير مضمونة، وستكون السيطرة على بعض الأسلحة الكيماوية وليس عليها بالكامل، مما قد يتيح لمتطرفين الوصول بشكل أفضل إليها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©