الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

جلسة «حمراء» تكبد الأسواق المالية 42 مليار درهم

جلسة «حمراء» تكبد الأسواق المالية 42 مليار درهم
23 أغسطس 2015 23:54
يوسف البستنجي (أبوظبي) تكبدت الأسواق المالية المحلية في نهاية جلسة أمس خسائر وصلت إلى 42 مليار درهم من قيمتها السوقية، وسط حالة بدأت بالارتباك وتحولت إلى هلع بين أوساط المستثمرين، في جلسة تداول الأمس التي وصفت بأنها الأصعب على المتعاملين منذ مطلع العام الحالي. وخلال جلسة اكتست فيها شاشات التداول اللون الأحمر، تخلت الأسهم المحلية عن كامل مكاسبها المحققة خلال العام 2015، لتنخفض الأسعار إلى أدنى من مستوياتها في 31 ديسمبر 2014 بنحو 4% بضغط من أسعار النفط والبورصات العالمية. وانخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع خلال جلسة تداول الأمس بنسبة 5,55% ليغلق على 4394,91 نقطة. وشهدت القيمة السوقية انخفاضاً بقيمة 41،86 مليار درهم لتصل إلى 712،39 مليار درهم. وقد تم تداول ما يقارب 0,57 مليار سهم بقيمة إجمالية بلغت 1,12 مليار درهم خلال جلسة التداول من خلال 10388 صفقة. وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 70 من أصل 126 شركة مدرجة في الأسواق المالية. وتظهر بيانات أسواق المال أن أكثر من 22 شركة سجلت انخفاضا بنسبة تزيد عن 9% والكثير منها كان قريباً من حدود «اللمت داون». وقال وضاح الطه عضو المجلس الاستشاري لمعهد الأوراق المالية والاستثمار البريطاني في الإمارات إن الأسواق المالية المحلية تبعت الأسواق العالمية التي سجلت انخفاضا كبيرا، نتيجة شكوك في النمو الاقتصادي الصيني الذي تزامن مع انخفاض في أسعار النفط التي انخفضت دون الـ 40 دولارا لخام النفط الأمريكي ودون الـ 50 دولارا لخام برنت. وأوضح الطه أن المخاوف دفعت الكثير من المتعاملين في الأسواق المحلية الذين يشترون على المكشوف، للبيع من أجل تغطية مراكزهم، وسط حالة من الارتباك التي أدت إلى هلع. وقال الطه: «يلاحظ الانخفاض الكبير في الجلسة التي تعد الأصعب على المتعاملين خلال العام 2015، حيث ترافق الانخفاض مع ارتفاع أيضا في أحجام التداول، وهو مؤشر يصعب معه التنبؤ باتجاه الأسواق خلال الأيام المقبلة». وأضاف أن أسواق المال المحلية خسرت أمس جميع المكاسب التي كانت حققتها خلال عام 2015 وعادت إلى أدنى من مستوياتها بنهاية عام 2014 بأكثر من 4% كذلك. لكن الطه، توقع أن يتحسن أداء أسواق المال في حال قرر مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي «البنك المركزي» تأجيل رفع أسعار الفائدة على الدولار الأمريكي إلى نهاية العام أو فترة أطول، مشيرا إلى أن مثل هذا القرار سينعكس إيجابيا على أسواق المال العالمية والمحلية أيضا. من جهته قال أسامة العشري عضو جمعية المحللين الفنيين – بريطانيا، إن التراجع العنيف لمؤشرات الأسواق في بداية تداولات الأسبوع الحالي، كان متوقعا بعد أن نجحت الأسواق في تجاوز مستويات دعم هامة خلال تداولات الأسبوع الماضي من الناحية الفنية؛ مما جعل تراجعها الحالي نتيجة طبيعية تزامنا مع التراجع العنيف لمؤشرات الأسواق العالمية واستهداف خام برنت لسعره الأدنى للعام الحالي من جديد عند 45 دولارا للبرميل، مما ترتبت عليه مخاوف عالمية من استهداف سعر أدنى سعر جديد للعام الحالي؛ مهدداً الاقتصاد العالمي بشكل عام والاقتصاد الخليجي بشكل خاص، فضلا عن تأجيل اجتماع الفيدرالي الأمريكي بشأن زيادة معدل الفائدة على الدولار مما خلق ارتباكا في الأسواق الأمريكية. وأضاف: تزامن ذلك مع بيانات سلبية مما دفعها للتراجع بشكل عنيف كان ضروريا على سبيل التصحيح، ومما زاد من الضغوط على أسواقنا المحلية النتائج المالية المخجلة وغير المتوقعة للعديد من الشركات النشطة في كلا السوقين مما خلق جوا من الإحباط لدى معظم المتداولين الأفراد والمحافظ الأجنبية كذلك، إضافة إلى التسييل الإجباري من شركات الوساطة لعملاء المارجين(الهامش) الأفراد. وقال: رغم كل هذه الضغوط إلا أن كلا من المؤشرين سواء دبى أو أبوظبي مازالا يحتفظان باتجاه صعودهما على خرائط اتجاههما للمدى المتوسط مما يشير إلى سهولة امتصاص الهبوط و الارتداد صعودا من جديد قبل نهاية تداولات الأسبوع الحالي، فالتراجع العنيف المباشر والعام لمعظم الأوراق النشطة في السوق لابد أن يتبعه ارتداد مساوٍ في القوة معاكس له فى الاتجاه والعنف مما يجعل تراجع المؤشرات الحالي رغم عنفه غير ذي قيمة من الناحية الفنية مالم تتعرض المؤشرات لمستويات دعم رئيسة جديدة وتنجح في تجاوزها هبوطا وهو احتمال مستبعد على المدى القصير». وأضاف: «بالنسبة لمؤشر سوق دبي الذي تراجع بنسبة قاربت الـ 19% خلال تداولات الشهر الحالي، وكان تراجعه قد قارب 7% في مستهل تداولات الأسبوع الحالي فقط مع استمرار احتفاظه فيذ اتجاه صعوده على خريطة اتجاهه للمدى المتوسط مالم يفلح في تجاوزه هبوطا بتجاوز مستوى الدعم الحالي له عند 3342 بشكل حقيقي، وهو احتمال صعب من الناحية الفنية لكن من الجائز تجاوزه هبوطا بشكل مؤقت أو غير حقيقي فى ظل حملات البيع العشوائي في التوقيت الحالي، مع الإشارة بالاعتقاد في ارتداد شبه ضروري، على خرائط اتجاه المؤشر للمدى القصير إذا ما واصل تراجعه خلال تداولات الأسبوع الحالي». تجدر الإشارة إلى أن الشراء خلال تداولات الأسبوع الحالي عند مستويات الدعم القريبة للعديد من الأوراق النشطة سيعد من الصفقات السهلة القليلة المخاطر، شرط الشراء مع الاحتفاظ بالأسهم ، فضلاً عن اشتمال النصح بالتخلي عن الشراء بالهامش الذي يعتبر عالي المخاطر في التوقيت الحالي تزامنا مع التذبذبات العنيفة للسوق والتي قد تقود المؤشرات لمستويات دعم أكثر عمقا على سبيل الاختبار وسيصاحبها غالبا ارتداد سوف يكون أكثر عنفا بفعل اختلاف نسب الصعود مقارنة بنسب الهبوط وفقا لما هو معمول به في الأسواق الإماراتية. وبالنسبة لمؤشر سوق العاصمة أبوظبي الذي واصل تراجعه العنيف ليسجل تراجعا تجاوزت نسبته 12%منذ بداية تداولات الشهر الحالي لينجح في استهداف مستوى الدعم الرئيسي عند 4280 كنتاج طبيعي لمخاطر تجاوز مستوى الدعم الرئيسي والذي حذرنا من تجاوزه هبوطا سلفا عند 4590، غير أن المؤشر يتمتع بمستويات دعم قوية حول حاجز الدعم النفسي عند 4000، ومن غير المعتقد أن يفلح في تجاوزها هبوطا بسهولة، فضلا عن استمرار احتفاظه باتجاه صعوده على خريطة اتجاهه للمدى المتوسط حتى الآن رغم تراجعه العنيف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©