السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الملتقى الرابع بالقاهرة يشخص المشهد الروائي العربي

الملتقى الرابع بالقاهرة يشخص المشهد الروائي العربي
18 فبراير 2008 23:47
بدأ في القاهرة أمس ملتقى القاهرة الرابع للإبداع الروائي العربي أعماله حول ''الرواية العربية الآن'' بمشاركة 250 روائياً وناقداً من العالم العربي، فضلاً عن الأجانب المتخصصين في الرواية العربية· وفي كلمته الافتتاحية للملتقى الذي يعقد على مدى ثلاثة أيام، أكد وزير الثقافة المصري فاروق حسني أن الرواية العربية أخذت من السرد والشعر والمسرح، والتقت فيها هذه الفنون جميعها، وتشهد الآن تطوراً مذهلاً، كماً وكيفاً الأمر الذي دفع عدداً من النقاد إلى القول إن الرواية هي ديوان العرب الآن بدلاً من الشعر، ولكن في الأجناس الأدبية لا يطرد جنس آخر أو يلغيه والرواية تزدهر إلى جوار الشعر والقصة القصيرة والمسرح وغير ذلك· من جانبه، قال أمين عام المجلس الأعلى المصري للثقافة علي أبوشادي إن اللجنة التحضيرية للملتقى رأت أن يكون الملتقى مركزاً على حال الرواية في العالم العربي الآن دونما تخصيص لجيل أو اتجاه· أما الناقدة اللبناينة الدكتورة يمنى العيد فقالت إن هذه الدورة هي الأولى في ظل غياب نجيب محفوظ، الذي كان يوجه رسالة إلى كل دورة في الملتقى يوم الافتتاح، وكان يتابع الرواية العربية في كل مكان ويساند الروائيين من مختف الأجيال· من جانب آخر، دعا وزير الثقافة المصري المشاركين للوقوف دقيقة حداداً على روح الناقد رجاء النقاش الذي رحل خلال الأيام الماضية· وأعلن علي أبوشادي أن مؤتمر الدراسات النقدية سيعقد في يونيو المقبل، ويهدى إلى اسم رجاء النقاش· وكان عدد من الكتاب قد طالبوا بأن يحمل ملتقى الرواية اسم ''دورة رجاء النقاش'' على غرار الدورة السابقة التي حملت اسم ''ادوارد سعيد''، لكن وزير الثقافة فاروق حسني رأى أن الملتقى كان قد تم الإعداد له واكتمل قبل وفاة النقاش، فضلاً عن أن وفاة الناقد الكبير تزامنت مع وفاة الروائي العربي الكبير فؤاد التكرلي والذي كان من أبرز المرشحين لنيل جائزة الدورة السابقة لملتقى الرواية العربية· وجاءت الجلسة العلمية الأولى للملتقى نموذجاً للحضور العربي، فقد أدارها الناقد المغربي سعيد يقطين، وشارك فيها محمد برادة من المغرب، وفيصل دراج من فلسطين، وبطرس الحلاق من لبنان، وخالد خليفة من سوريا، بالإضافة إلى الروائي الجزائري واسيني الأعرج· وفي ورقته ''أسئلة الكتابة في الرواية الجديدة'' ذهب محمد برادة إلى صعوبة تحديد المقصود بالرواية الجديدة، لأن عناصر التجديد والابتداع لا تخضع لعامل التعاقب الزمني، إذ إن هناك كتاباً من أجيال سابقة يوالون الابتكار والتجديد، ويتوقف برادة أمام عام 1967 باعتباره تكريساً لانشقاق الرواية عن الخطاب السائد واللغة المتخشبة التي حاولت طمس الهزائم والأحقاد بأيديولوجيات مضللة ومزيفة للوعي· ويلاحظ برادة أن الرواية بعد 1987 تميزت بما يسميه تشظي الشكل والكتابة وتهجين اللغة بما يؤدي إلى زعزعة البلاغة واقتحام المحرمات: الجنس والدين والسياسة وأخيراً تذويت الكتابة، بمعنى أن ارتفاع صوت التراث المدافع عن الفردية الإيجابية· الروائي واسيني الأعرج توقف أمام السؤال الذي يشغل الكثيرين في العالم العربي: من يقف وراء اتساع رقعة المساحة الإعلامية للرواية في العالم والوطن العربي؟ هل هي المصادفة أم أن وراء المسألة نظاماً قائماً بذاته يظهر ويختفي؟ وقال الأعرج إنه بذلك لا يحاكم الرواية التي تلقى شيوعاً كبيراً وانتشاراً، فكثير من النصوص والأعمال الروائية اخترقت حاجز التوزيع التقليدي لتنتقل إلى الانتشار التجاري الواسع وكان المعتاد من قبل ان توزع الرواية ثلاثة آلاف نسخة· ويتساءل: هل ذلك يعود إلى ديناميكية جديدة تعرضها النصوص من داخلها كنظم مدهشة تشد إليها القارئ والناشر والموزع؟ أم أن المسألة خاضعة لآلية أخرى تندرج في سياق العولمة الأكثر اتساعاً وهو سياق يفرض نماذجه التي تغرس مع الزمن مقاييس تعترف بالشيوع الذي تحدده هي، أكثرمن اعترافها بالقيمة الفعلية الخالدة فيتحول معها الأدب في النهاية إلى سلعة لا تختلف عن بقية السلع الأخرى، الأمر الذي يجعل القيمة فيه مثار جدل؟ وتوقف بطرس الحلاق أمام تداخل الأجناس في الرواية العربية، والمقصود طبعاً الأجناس الأدبية، وقال إن الرواية العربية منذ السبعينيات من القرن الماضي تشهد تداخلاً بين مختلف الأجناس الأدبية، وجاء هذا التداخل للتعبير عن الواقع الراهن والحاجة الماسة للتعبير عنه، وهذا التداخل ليس جديداً فمع كل منعطف تاريخي لجأت الرواية العربية إلى ذلك التداخل وحدث هذا مع الشدياق في الساق على الساق والمويلحي في حديث عيسى بن هشام وصولاً إلى إميل حبيبي وجمال الغيطاني·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©